الهُدنة: صفعةٌ على خدّ الاحتلال!
مقالات
الهُدنة: صفعةٌ على خدّ الاحتلال!
هبة دهيني
25 تشرين الثاني 2023 , 17:14 م

الهُدنة: صفعةٌ على خدّ الاحتلال! بعد 48 يومًا من العدوان المستمرّ على قطاع غزّة، فشل الاحتلال بمقابل نجاح المقاومة بفرض تهدئة مؤقّتة مع بنود واضحة، إذ حاصر الاحتلال القطاع ففتحت المقاومة معبر رفح، وأوقف العدوّ المساعدات فأدخلتها المقاومة بقوّة أيدي أبطالها، وعجز الاحتلال عن إيجاد أسراه بينما استطاعت المقاومة فرضَ تحريرِ أسراها، كما وقسّم هذا المُغتصبُ فلسطينَ فألغى المقاومونَ الحدودَ الوهميّة، وأنقذ غزّاويٌّ أسيرًا في الضّفّة. من هنا، أوقف الاحتلال همجيّته "مؤقّتًا" وفرضت المقاومة الهُدنة، كمقدّمة لانتزاع "غزّة" لحرّيّتها، تزامنَا مع انتزاع الأسرى حرّيّاتهم. وكانت "كتائب القسام" -الجناح العسكري لحركة "حماس"- قد أوضحت، أن الهدنة ستسري لمدة أربعة أيام من لحظة دخولها حيّز التنفيذ، وسيرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال طوال فترة التهدئة. لافتةً إلى أنّ طيران الاحتلال الاسرائيليّ سيتوقف بشكل كامل عن التحليق في سماء جنوب قطاع غزة، أما في مدينة غزة والشمال فسيتوقف لستّ ساعات بشكل يومي من الساعة العاشرة صباحَا وحتى الرّابعة مساءً، مضيفةَ أنّه سيتم الافراج عن 50 أسيرًا إسرائيليًّا على مدى الأربعة أيام من النساء والأطفال دون سن الـ19 عامَا، في مقابل الإفراج عن 150 أسيرَا فلسطينيَّا في سجون الاحتلال، على مبدأ الافراج عن ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل إسرائيليَ واحد. وبخصوص المساعدات الانسانيّة، أشارت "القسام" إلى أنه سيتم إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة، فضلًا عن دخول 4 شاحنات من الوقود وغاز الطّهي. الجدير بالذّكر أنّ كافّة تفاصيل اتّفاق التهدئة المؤقتة، كانت ضمن قائمة "المحرّمات" لدى قادة الاحتلال خلال الأسابيع الأولى من بدء العدوان الوحشي على قطاع غزة، حيث كانت التصريحات الإسرائيلية ترفض أي تنازل لصالح المقاومة أو وقف لإطلاق النار زاعمةً أنّها لن تتوقّف حتى القضاء على حركة المقاومة "حماس" بشكل كامل. أتت الهدنة كصفعة على خدّ "قرارات" العدوّ الاسرائيليّ، مبيّنة الفشل الذّريع في تحقيق أي إنجاز عسكريّ إسرائيليّ على الأرض خلال ستّة أسابيع من الحرب، فالتوصل إلى اتّفاق كهذا يمثّل اختراقًا مهمًّا للتّصعيد الإسرائيليّ عقب عملية طوفان الأقصى. إذ فيما كانت حكومة الاحتلال تتحدث عن ضرورة إفراج حركة المقاومة "حماس" عن 100 من أسراها، تراجعت خلال المفاوضات إلى 80 ومن ثم إلى 50 أسيرًا فقط، وفقًا للبنود النهائية من الصفقة المعلنة. من جهة سياسيّة أولى، أثبتت الهدنة صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة جيش الاحتلال المدعوم أميركيًّا بشكل غير محدود، والذي أظهر فشله في قتل عزيمة المقاومة والشعب الفلسطينيّ، كما وأضفت المقاومة الفلسطينيّة ضغوطًا داخليّة وخارجيّة على حكومة العدوّ التي "اضطرّت" للقبول بصفقة التبادل والتّهدئة. أما من جهة عسكريّة، فالصّفعة التي تلقّاها الاحتلال أجبرته على الاعتراف بفشل عمليّة توغّله البرّيّ وما تلاها من تبعات وهجمات متكرّرة، هادفًا لتخليص أسراه بأسلوبه الهمجيّ السّلطويّ، وهي أيضًا فشل ذريع لنتنياهو الذي كان يرفع شعارًا لحكومته "لا لوقف الحرب، ولا لصفقة الرهائن"، أمّا الآن، فالصّفعة شكّلت: "وقف الحرب -مؤقّتًا- وإبرام صفقة الأسرى". فتبعًا لفرض بنود الهدنة، كسبت المقاومة انتصارًا سياسيًّا جليًّا، إذ تُعتبر قد حقّقت أحد أهداف عملية "طوفان الأقصى" العسكرية التي قامت بها في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، وهو الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويُعتبر هذا تهديدًا للنفوذ الأميركيّ الحاضن للكيان الصّهيونيّ، ورسالة واضحة بأنّ مقاومة الشعب الفلسطيني قادرة على إنجاز مهمتّها التي تعبّد الطريق إليها، وهي تحرير كامل الأراضي الفلسطينيّة، فقد أدركت المقاومة جيّدًا، أنّ الحقّ يؤخذ عنوةً من بين أشواك العدوّ، وبالدّماء الّتي تسيل من أيديهم، سيُعبّدُ طريق التّحرير، وسيُكتب التّاريخ، أوليس التّاريخ يُكتب بأيدي المنتصرين؟ 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري