كتب الكاتب الصهيوني
عين علی العدو
كتب الكاتب الصهيوني"آري شبيت"،في صحيفة "هآرتس" العبرية مقالاً تحت عنوان: "إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة".
26 تشرين الثاني 2023 , 16:41 م


يقول آري شبيت في مقاله:

"يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ ولا حل معهم سوى الإعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال.

يبدو أننا اجتزنا نقطة اللا عودة، ويمكن أنه لم يعد بإمكان "اسرائيل" إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة.

وإذا كان الوضع كذلك فإنه "لا طعم للعيش في هذه البلاد، وليس هناك طعمٌ للكتابةِ في "هآرتس"، ولا طعمَ لقراءة "هآرتس"؛ ويجبُ فعلُ ما اقتَرَحَهُ "روغل ألفر" قبل عامين، وهو مغادرةُ البلاد.. إذا كانت "الإسرائيلية" و"اليهودية" ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جوازُسفرٍ أجنبيٍّ لدى كل مواطنٍ "إسرائيلي"، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر.

يجبُ توديعُ الأصدقاءِ والانتقالُ إلى سان فرانسيسكو، أو برلين، أو باريس.

من هناك، من بلادِ القوميةِ المتطرفةِ الألمانيةِ الجديدة أو بلادِ القوميةِ المتطرِّفةِ الأميركيةِ الجديدة، يجبُ النظرُ بهدوء، ومشاهدةُ "دولةِ إسرائيل" وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

يجب أنْ نَخْطُوَ ثلاث خطواتٍ إلى الوراء، لِنُشاهِدَ الدولةَ اليهوديةَ الديمقراطيةَ وهي تغرق.

"يُمْكِنُ"أن تكونَ المسألةَ لم توضعْ بعدُ.

"ويُمْكِنُ" أننا لم نجتزْنُقطةَ اللا عودةِ بعدُ.

"ويمكنُ"أنَّهُ مازالَ بالإمكانِ إنهاءُ الِاحتِلال ِ ووقفُ الاستيطان، وإعادةُ إصلاحِ الصهيونيةِ، وإنقاذُ الديمقراطيةِ، وتقسيمُ البلاد.

أضع أصبعي في عينِ نَتِنْ ياهو وليبرمان والنازيينَ الجدد، لأوقِظَهُم من هذيانِهِمُ الصهيونيّ.

إن ترامب،وكوشنير،وبايدن وباراك أوباما، وهيلاري كلينتون، ليسوا هم الذين سَيُنْهُونَ الِاحتِلال.

وليستِ الأممُ المتحدةُ والاتحادُ الأوروبِّيُّ هما اللذان سيوقفان الاستيطان.

القوةُ الوحيدةُ في العالمِ، القادرةُعلى"إنقاذِإسرائيل" من نفسها،هم "الإسرائيليونَ" أنفسُهُم، وذلك بِابْتِداع ِلُغةٍ سياسيةٍ جديدة، تعترفُ بالواقع، وبأنَّ الفلسطينيين مُتَجَذِّرونَ في هذه الأرض.

وأحثُّ على البحثِ عن ِ "الطريقِ الثالث" من أجلِ "البقاءِعلى قيدالحياة هنا، وعدم الموت".

◦ إن "الإسرائيليين" منذ أن جاؤوا إلى فلسطين، يدركون أنهم حصيلةُ كِذْبَةٍ ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمتْ خلالَهاكلَّ مكرِالشخصيةِ اليهوديةِ عبرَ التاريخ.

ومن خلال استغلالِ ما سُمِّيَ المحرقةَ، على يدِ هتلر(الهولوكوست)،

وتضخيمِها، اِستطاعتِ الحركةُ أنْ تخْدَعَ العالمَ بأنَّ فلسطين هي "أرضُ الميعاد"، وأنَّ الهيكلَ المزعومَ موجودٌ تحتَ المسجدِ الأقصى، وهكذا تحوَّلَ الذِّئْبُ إلى حمَلٍ يَرْضَعُ من أموالِ دافعي الضرائبِ الأميركيين والأوروبيين، حتى بات وَحشاً نووياً.

فعُلماءُ الآثارِ الغربيون واليهود، ومن أشهرهم «إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة تل أبيب، أكّدوا «أنّ الهيكل أيضاً كذبةٌ، وقصةٌ خُرافيَّةٌ ليس لها وجود.

وأثبتتْ جميعُ الحفرياتِ أنّهُ اندثرَ تماماً، منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وكثيرٌ من علماءِ الآثارِ الغربيين أكّدوا ذلك..

وكان آخرَهم عام 1968م، عالمةُ الآثارِ البريطانيةِ الدكتورة"كاتلين كابينوس" حين كانت مديرةً لِلْحفائِرِ في المدرسةِ البريطانيةِ للآثارِ بالقدس.

فقدقامت كاتلين كابينوس بأعمال ِ حفرياتٍ بالقدس، وطُرِدَتْ من فلسطين، بسببِ فَضْحِها للأساطيرِ "الإسرائيليةِ"، حَوْلَ وجودِ آثارٍ لِهَيْكل ِسُليمانَ أسفلَ المسجدِ الأقصى.. حيث قرّرت عدمَ وُجودِ أي آثارٍ أبداً لِهيكل ِ سُليمان، واكتشفتْ أنّ ما يُسَمِّيهِ الإسرائيليون: "مبنى إسطبلات سليمان"، ليس له علاقةَ بسليمانَ،ولاوجود لِإسطبلاتٍ أصلاً، بل نموذجٌ مِعماريٌّ لِقَصْر ٍ كان شائعَ البناءِ في عِدّةِ مناطقَ منْ فلسطين، وهذا رغمَ أنَّ «كاتلين كابينوس» جاءت من قِبَلِ جمعيةِ صندوقِ استكشافِ فلسطين، لِغَرَضِ توضيح ِما جاءَ في الرِّواياتِ التوراتية، لأنها أظهرتْ نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ "الشرق الأدنى.

إنَّ لعنةَ الكذبِ هي التي تُلاحِقُ "الإسرائيليين"، ويوماً بعد يوم، تصفعُهُم على وجوهِهم بشكلِ سكينٍ بِيَدِ مَقْدِسِيٍّ وخليليِّ ونابُلسيّ، أو بحجرٍجمّاعينيّ أو سائقِ حافلةٍ من يافا وحيفا وعكا.

يدرك "الإسرائيليون" أن لا مستقبلَ لهم في فلسطين، فهي ليست أرضاً بلاشعب كما كذبوا.

وها هو كاتبٌ آخر ُيعترفُ، ليس بوجودِ الشعبِ الفلسطينيّ، بل وبتفوُّقِهِ على "الإسرائيليين"، وهو "جدعون ليفي" الصهيوني اليساري، الذي يقول:

يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر.. فقد احتللنا أرضَهم وأطلقنا على شبابهم الغانياتِ وبناتِ الهوى والمخدِّرات، وقُلْنا: "ستمرُّ بِضْعُ سنواتٍ، وسينسونَ وطنَهم وأرضهم وإذا بجيلِهِمُ الشابِّ يُفَجِّرُ انتفاضةَ الـ87.. "وأدخلناهم السجون، وقلنا: سنُرَبِّيهِم في السجون، وبعد سنوات، وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضةٍ مسلحةٍ عامَ 2000، أكلَتِ الأخضرَ واليابس..

"وقلنا: نهدم بيوتهم

ونحاصرُهُم سِنينَ طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل ِصواريخَ يضربوننا بها، رغم الحصارِ والدمار،فأخذنانخططً لهم بالجدارِ العازل، وبالأسلاكِ الشائكة.. وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلاً.

"وفي الحربِ الماضية

حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمرِ الصناعي"الإسرائيلي" (عاموس؟!! ويُدخِلونَ الرُّعْبَ إلى كلِّ بيتٍ في "إسرائيل"، عبر بثِّ التهديدِ والوعيد، كما حدثَ حينما استطاعَ شبابُهُمُ الاستيلاءَ على القناةِ الثانيةِ "الاسرائيلية".

*خلاصة القول:

يبدو أنّنا نُوَاجِهُ أصعبَ شعبٍ عرفَهُ التاريخ، ولا حلَّ معهم سِوى الِاعتِرافِ بحقوقِهم وإنهاءِ الِاحِتلال.

المصدر: موقع إضاءات الإخبراي