كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
أخبار وتقارير
كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس "بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس" أيها الأحباء في هذا اليوم، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، نؤكد .
ربى يوسف شاهين
30 تشرين الثاني 2023 , 19:13 م

إعداد: ربا يوسف شاهين


هذه القضية أيها الأحباء ، هي قضية الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، وقد قالها العرب في مؤتمراتهم وفي لقاءاتهم بأن هذه القضية هي قضية العرب الأولى .

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء

في يوم التضامن العالمي مع شعبنا الفلسطيني

نبعث ومن رحاب مدينة القدس ، برسالة الوفاء والمحبة والأخوة والتقدير ، إلى كافة شعوب الأرض وكافة الأحرار في هذا العالم ، الذين تبنوا دوماً مسألة الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية .

أولئك الذين يؤكدون دوماً أن قضية الشعب الفلسطيني ، هي قضية حق وعدالة ،ولا يمكن أن يكون هنالك سلامً أو استقرارٌ بدون أن ينعم الفلسطينيون بحريتهم في وطنهم ، وفي أرضهم المقدسة ، مع التأكيد على الثوابت الوطنية الفلسطينية ، فلا تنازل عن القدس عاصمة لفلسطين ، ولا تنازل عن حق العودة ، هذا الحق الذي لا يسقط بالتقادم ، وستبقى فلسطين "شاء من شاء وأبى من أبى" وطناً للفلسطينيين و أرضاً مقدسةً ينتمي إليها الفلسطينيون ، الذين جذورهم عميقة في تربتها وفي أرضها المقدسة والمباركة .

◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

في هذا اليوم أيها الأحباء ، نؤكد رفضنا و تنديدنا بسياسات الاحتلال هذا الاحتلال ،

الذي يدمر ويستهدف أبناء شعبنا في غزة ، ولكنه أيضاً يستهدف أبناء شعبنا في الضفة

وكلنا نتابع ما يحدث في جنين وفي مخيم جنين وفي نابلس وفي غيرها من المحافظات ، لا سيما بيت لحم ، ولكن المؤامرة الكبرى ،

هي ما تتعرض له مدينة القدس ، التي تسعى السلطات الاحتلالية الغاشمة ، لطمس معالمها وتزوير تاريخها ، وتهميش وإضعاف الحضور العربي الفلسطيني فيها .

أيها الأحباء في هذا اليوم ، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، نؤكد بأن قضية الشعب الفلسطيني ، طبعاً هي قضية الفلسطينيين بالدرجة الأولى ، الفلسطينيين الرازحين في ظل الاحتلال ، والذين ينتظرون

يوم عودتهم إلى وطنهم السليب ، إنها قضية الشعب الفلسطيني ، كل الشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين ، وبكافة الفصائل والأحزاب والتيارات الوطنية الفلسطينية ،

وهي ليست قضيةً لفئة دون الأخرى ، أو لتيار دون الآخر ، كلنا فلسطينيون ، وهذه الأرض هي لنا ، وهذا الشعب هو شعبنا ، وهذه المقدسات هي مقدساتنا ، وهذه القضية هي قضيتنا التي يجب أن ندافع عنها موحدين ، لأن وحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به .

◾وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

ولكن هذه القضية أيها الأحباء ، هي قضية الامة العربية من المحيط إلى الخليج ، وقد قالها العرب في مؤتمراتهم وفي لقاءاتهم بأن هذه القضية هي قضية العرب الأولى .

وأتمنى وأطالب بأن نبقى قضية العرب الأولى

وإذا ما كان هنالك بعضاً من العرب ، الذين انحرفت بوصلتهم .

فنحن نقول لهم بكل محبة :

صوبوا بوصلتكم في الاتجاه الصحيح ، نحن لا نريد أن نخون أحد ، ولا نريد أن نسيء لأحد فالعرب جميعاً هم إخوتنا و أشقاؤنا ، حتى وإن انحرفت بوصلة البعض ، ومن واجبنا أن نذكر هؤلاء ، الذين انحرفت بوصلتهم ، صوبوا هذه البوصلة في الاتجاه الصحيح .

لأن أي بوصلة ، لا تكون نحو القدس ولا تكون نحو فلسطين ، هي لا تكون في الاتجاه الصحيح .

وكونوا على يقين يا أيها العرب جميعاً و يا أيها الحكام العرب جميعاً ، أنكم عندما تدافعون عن فلسطين ، أنتم تدافعون عن أقطاركم وعن دولكم وعن شعوبكم .

لأن المتآمر على فلسطين ، والذي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية ، والذي يقتل شعبنا في غزة و يتآمر على القدس وعلى الفلسطينيين جميعاً في كل مكان ، هذا لا يمكن أن يكون صديقاً لكم ، هذا لا يمكن أن يكون محباً لكم ، المتآمر على فلسطين ، هو متآمر عليكم ، وسيأتي وقت إذا ما انتصر في فلسطين ، ولن ينتصر في فلسطين ، إذا ما حقق أطماعه في فلسطين سينتقل إلى أماكن أخرى وإلى دول عربية أخرى فأطماع الاحتلال لا حدود لها ، ولذلك فإن وجودكم و وقوفكم إلى جانب الحق الفلسطيني هو دفاعٌ عن دولكم وعن شعوبكم .

استراتيجياً وجودكم مع فلسطين ، ودفاعكم عن فلسطين ، إنما هي مصلحة استراتيجية لدولكم و شعوبكم التي تقودونها .

عدو فلسطين هو عدوكم ، لا يمكن أن يكون عدو فلسطين صديقاً للعرب أو لبعض العرب ، لا تثقوا بهذه المقولة ، طبعاً الكلمات والخطابات التي تتغنى بالسلام والمصالحة إلى اخره ، نسمعها هنالك كلام دبلوماسي ما أنزل الله به من سلطان

ولكن كونوا على يقين بأن المتآمر على فلسطين هو متآمر عليكم ، وعندما تدافعون عن فلسطين

وكما قلت لكم ، تدافعون عن أنفسكم .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

فلا تسمحوا لأحدٍ أن يشتتكم أن يضعفكم أن يمس من مواقفكم المبدئية تجاه القضية الفلسطينية هذه القضية العادلة القضية النبيلة القضية الأعدل في هذا العالم .

وكل التحية للشعوب العربية الشقيقة ، التي كانت دائماً وستبقى دائماً مع فلسطين ، وقد شاهدنا هذه الشعوب كيف تحركت من أجل غزة نصرة لغزة التي تعرضت لحرب الإبادة والتدمير الممنهج خلال الخمسين يوماً الماضية و المنصرمة .

أما شعوب العالم ، الشعوب في أمريكا في أستراليا في أوروبا في كل القارات ، نحن نحيي كل هذه الشعوب التي انتفضت من أجل فلسطين ومن أجل غزة ، والذين خرجوا إلى كل الساحات ، وهم ينادون بالحرية ، ويطالبون بوقف العدوان على أهلنا في غزة ، وهؤلاء ينتمون إلى كل الأديان مسيحيين مسلمين يهود ومن أديان أخرى ، ومن خلفيات ثقافية أخرى ولكن وحدتهم فلسطين ، وما أحلى وما أجمل أن توحد فلسطين كافة شعوب الأرض في الدفاع عنها وعن هذه القضية العادلة .

◾وأشار سيادة المطران عطاالله حنا:

مهما شكرنا ومهما عبرنا عن الوفاء ، لا يمكننا أن نعطي هؤلاء الأحرار حقهم ، وخاصة خلال الأيام المنصرمة ، حيث كانت المسيرات المليونية ، وكانت المظاهرات المليونية ، التي تجوب العواصم والمدن العالمية تضامناً مع فلسطين وشعبها المظلوم والمنكوب وخاصة في غزة .

هؤلاء ايها الأحباء بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية ، عندما وقفوا مع فلسطين إنما عبروا عن إنسانيتهم ، أن تكون إنساناً هذا يعني أنك يجب أن تكون مع فلسطين ، لا توجد هنالك خيارات أخرى ، لا يمكن أن تكون إنساناً وأن تكون مع القاتل مع الظالم مع المحتل ، من يقف مع المحتل تخلى عن إنسانيته ، تخلى عن قيمه ، تخلى عن كل هذه القيم التي يتغنى بها بعض القادة في هذا الغرب ، حقوق إنسان وحريات وحقوق حيوان إلى اخره ، كل هذا توقف ، ولا قيمة له عند هؤلاء ، عندما تكون القضية لها علاقة بفلسطين و بشعب فلسطين

ولكن هؤلاء الأحرار ، هذه الشعوب تحدت حكامها و تحدت رؤساءها المتآمرين و المتخاذلين و المتعاونين مع الاحتلال وخرجوا في كل الساحات ، وهم يقولون الحرية لفلسطين ، الحرية لشعب فلسطين ، فليتوقف العدوان ، فلتتوقف الإبادة الجماعية ، فلتتوقف الحرب العدوانية ، التي يتعرض لها أهلنا في غزة الأبية .

كل التحية لكل إنسانٍ حر في هذا العالم ، نرسل لكم جميعاً أيها الأحرار ، حيثما كنتم وأينما وجدتم ، بطاقة محبة و وفاءٍ وتقدير ، من رحاب القدس ، عاصمة فلسطين ، من رحاب كنيسة القيامة ، والمسجد الأقصى ، من رحاب القدس القديمة ، التي كل زاويةٍ فيها تتحدث عن تاريخ مجيد ، لشعبٍ مرابطٍ مدافعٍ عن مدينته وعن مقدساته في هذه المدينة المباركة .

في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني أقول:

لكل شعوب العالم في هذا المشرق وفي سائر أقطار العالم ، واصلوا حراككم ، واصلوا تحرككم واصلوا مسيراتكم ، حتى يتحرر الإنسان الفلسطيني من الاستعمار والاحتلال ، حتى تتحرر فلسطين من الاحتلال .

الفلسطينيون شعب موجود ، لا يحق لأحد أن يتجاهل وجودنا ، ولا يحق لأحد أن يشطب و جودونا و حقوقنا و ثوابتنا ، نحن موجودون ونحن نعشق هذه الأرض ، و ننتمي إليها بكل جوارحنا .

الفلسطينيون متمسكون بحقوقهم ولن يتنازلوا عن ذرة تراب من ثرى فلسطين ، وهم يناضلون من أجل الحرية التي سينالونها حتماً ، الحرية لا تقدم لأصحابها على طبق من ذهب ، الحرية تحتاج إلى التضحيات تحتاج إلى النضال وكل الشعوب في هذا العالم التي عانت من الاستعمار ناضلت و كافحت حتى وصلت إلى الحرية وإلى الاستقلال .

يحق الشعب الفلسطيني أن يعيش بحرية في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس .

يحق لهذا الشعب أن ينعم بالحرية مثل باقي شعوب العالم ، فليكن صوتكم أيها الأحباء ، في هذا اليوم وفي كل يوم ، صوتاً منادياً بالحق والعدالة في هذه البقعة المباركة من العالم .

فلسطين ، فلسطين التي جغرافيا إذا ما نظرتم إليها هي صغيرة بمساحتها و لكنها كبيرة برسالتها ، بتاريخها بتراثها ، بشعبها بإنسانها بمقدساتها ، بكل ما فيها ، بكل زاوية فيها ، هي أرضٌ مقدسةٌ مباركةٌ ، وشعبها شعبٌ أبي مرابطٌ فيها و مدافعٌ عنها يرفع دائماً شعار ، بأننا ننتمي إلى هذه الأرض ، وسنبقى فيها ، ولن نتخلى عن انتمائنا لفلسطين ، مهما تأمروا علينا ، ومهما خططوا تصفية هذه القضية .

ايها الأحباء شكراً لكم جميعاً وإن شاء الله

إن شاء الله ينتهي العدوان على غزة ، وتنتهي هذه الحرب ، وأن تكون هذه الهدنة مقدمة لما هو أفضل لما هو أحسن مقدمة لوقف العدوان مقدمة لتحرير كافة أسرانا ، مقدمة لكل ما يتمناه كل فلسطيني ، وهو السلام والعدالة والعيش بكرامة في هذه الارض المقدسة .

وشكرا لكم

المصدر: موقع إضاءات الإخباري