إعداد: ربا يوسف شاهين / سورية
غزة ما تعرضت له خلال فترة العدوان الخمسين يوم المنصرمة وأكثر من ذلك ، لا يمكن أن يتصوره عقل البشري
◾ حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
الإخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء
نخاطبكم مجدداً في صبيحة هذا اليوم ، من رحاب مدينة القدس ، هذه المدينة المباركة والمقدسة ، والتي نعتبرها كفلسطينيين ، أنها عاصمتنا الروحية والوطنية ، كما انها حاضنة أهم مقدساتنا ، الإسلامية والمسيحية ، وهي حاضنة تاريخنا وتراثنا وعراقة وجودنا في هذه البقعة المباركة من العالم.
وأمام هذا العدوان الهمجي ، الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني في غزة بالدرجة الأولى ، وفي الضفة وفي القدس وفي كل فلسطين .
نؤكد ومن رحاب مدينتنا المقدسة ، بأننا سنبقى شعباً واحدا، ً مسيحيين ومسلمين ، وفي القدس فإن الأقصى و القيامة ، الأقصى و القيامة في القدس توأمان لا ينفصلان ، نحن عائلة واحدة نحن أسرة واحدة ، ندافع عن قدسنا و مقدساتنا ووطننا وعدالة قضيتنا ، وسنبقى كذلك ولن نسمح لأية جهة متآمرة ، أياً كان شكلها ، وأياً كان لونها أن تمس وحدتنا الوطنية الإسلامية المسيحية في هذه الديار .
إن أولئك الذين يتآمرون على الأقصى ، و يخططون للنيل من مكانته و قدسيته ، هم ذاتهم المتآمرون على أوقافنا و مقدساتنا المسيحية
عدونا واحد ، وهو الذي لا يريد الخير لا للمسلمين ولا للمسيحيين ، وبالطبع لا يريد الخير لكل الشعب الفلسطيني ، ولا يريد الخير للامة العربية كلها .
ولذلك فإننا نعتقد ، بأننا في هذه الأوقات التي فيها تحاك المؤامرات هنا وهناك ، بهدف تصفية القضية الفلسطينية ، يجب أن نعزز من وحدتنا الوطنية ، ليس فقط بين المسيحيين والمسلمين
هذا تحصيل حاصل ، بل نطالب بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية بين كافة الفصائل ، بين كافة الأحزاب ، بين كافة التيارات السياسية .
الاحتلال لا يستهدف فصيلاً محدداً دون الآخر ولا يستهدف جماعة دون الأخرى ، كلنا مستهدفون ، كل الشعب الفلسطيني مستهدف مسيحيين مسلمين ، من كل الأحزاب من كل الفصائل من كل التيارات ، ولذلك فإننا نطالب مجدداً في صبيحة هذا اليوم ، ونؤكد على أهمية ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ، ترتيب الفلسطيني الداخلي و بأيادي فلسطينية.
◾ وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
لا يجوز لنا أن نسمح لجهات خارجية تسعى لفرض أجندتها وسياستها خدمة للاحتلال و للاستعمار أن تفرض علينا ما تريد .
البيت الفلسطيني ، يجب أن يرتبه الفلسطينيون وهم أصحاب هذا البيت ، وهم أصحاب هذه الأرض ، وهم الذين يجب أن يقوموا بهذه المهمة دون أن يفرض عليهم شيء من الخارج
لأن الخارج ويا للأسف ، ليس بالضرورة أن يكون معنا ، أو يريد الخير لنا ، هنالك أطراف في الخارج ، تقول للفلسطينيين نحن معكم ولكنها في الواقع هي تخدم أجندات وسياسات غربية استعمارية إلى أخره تنصب كلها و خدمة الاحتلال وما يريده الاحتلال .
نتمنى أيها الأحباء في صبيحة هذا اليوم بأن تستمر الهدنة ، وأن تنجح الجهود المبذولة من أجل أن تستمر هذه الهدنة ، وأن تؤدي هذه الهدنة بعدئذٍ ، أن تكون فاتحة ومقدمة لوقف العدوان هذا هو مطلبنا ، هذا هو مطلبنا الأساسي في هذا اليوم كما وفي كل الأيام التي مضت ، بأننا نريد أن يتوقف هذا العدوان ، نريد أن تتوقف هذه الحرب .
◾ وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
غزة ما تعرضت له خلال فترة العدوان الخمسين يوم المنصرمة وأكثر من ذلك ، لا يمكن أن يتصوعقل البشري ما حدث هناك ، نصف غزة مدمر ، التهجير، النكبة ، التطهير العرقي ،
لا تنسوا أيها الأحباء ، أن هذه هي سادس حرب يتعرض لها أهلنا في غزة خلال 15 عام أو 16 عام ، سادس حرب .
أهلنا في غزة حتى قبل الحرب ، كانوا منهكين وكانوا يعيشون في أوضاع مأساوية ، وفي بطالة وفي عوز ، وكانت هنالك حاجات ملحة إلى أخره ، أهلنا في غزة قبل الحرب ، كانوا في وضع حقيقة مؤلم ، و وضع غير إنساني بعد كل هذه الحروب دمار، خراب ، بطالة ، عوز، فقر إلى أخره ، فأتت هذه الحرب ، لكي تزيد الطين بلة ، ولكي تدمر المنازل التي بقيت ولكي تدمر المنشاءات التي بقيت ، غزة اليوم نصفها أو أكثر من ذلك مدمر ، كمٌ هائلٌ من الشهداء الذين ارتقوا بالآلاف ، طبعاً لا يمكننا أن نقول أعداد ، لأنه يوجد شهداء تحت الركام ، وضع مأساوي ، وضع لا يمكنه أن يستوعبه عقل البشر ، ناهيك عن الأطفال ، الأطفال الذين قتلوا ، ما ذنب هؤلاء الأطفال لكي يتم التنكيل بهم ولكي يتم قتلهم ولكي يتم استهدافهم بهذه الطريقة المروعة .
ولذلك أيها الأحباء فلنكن معاً و سوياً حاملين لهذا الصوت ، ولهذا الموقف بأننا نتمنى ونريد ونطالب ونناشد بضرورة أن يتوقف هذا العدوان وأن تتوقف هذه الحرب .
هذه الهدنة نتمنى أن تستمر ، نتمنى أن تتواصل وأن تؤدي بعدئذٍ إلى وقف هذا العدوان الغاشم
وأهلنا في غزة خلال هذه الهدنة يعني يشاهدون المشاهد المروعة والمأساة الحقيقية المأساة التي لا يمكن أن يستوعبها عقل بشري .
أحبائي الاحتلال في القدس الذي يستهدف الأقصى و القيامة والمقدسات والأوقاف الإسلامية المسيحية في غزة ، لم يميز أيضاً ، كما استهدفت المساجد استهدفت الكنائس ، المسيحيون في غزة اليوم تركوا منازلهم ، وهم موجودون في الكنائس ، وفي أماكن أخرى ، يظنون أنها أمنة ، لأن بيوتهم كلها دمرت ، لم يبقى هنالك بيتٌ آمن ، لم يبقى هنالك مكانٌ آمن ، لجؤوا إلى دور العبادة ، ودور العبادة لربما هي أيضاً ليست أمنة ، وتم الاعتداء على كنيسة وتم الاعتداء على مساجد ومستشفيات إلى أخره وبالتالي كان الله في عون أهلنا في غزة ، كل غزة كل أهلنا في غزة كلهم عائلة واحدة .
أحبائي .. أحبائي رسالتنا اليوم ، من رحاب مدينة القدس ، بأننا شعب واحد ، لا يقبل القسمة على اثنين ، ندافع عن قضيتنا ندافع عن قدسنا و مقدساتنا ، ندافع عن فلسطين كلها المستهدفة ، الضفة الغربية أيضاً مستهدفة ، في شهداء في حصار في تنكيل ، في اعتداءات على الفلسطينيين ، هنالك أيضاً اعتداءات على الأسرى ، هنالك شهادات مروعة ، لما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال ،
من ضربٍ و تنكيلٍ وتجويعٍ ومن ممارسات حقيقةً لا يمكن أن يقبلها اي إنسان عنده قيم وعنده أخلاق .
◾واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
أما مطلبنا الأساسي اليوم أيها الأحباء وهو ما قلته آنفا
يجب أن يتوقف هذا العدوان ، يجب أن تتوقف هذه الحرب حقناً للدماء ووقفاً للدمار والخراب .
كل التحية لأهلنا في غزة ، نقف إجلالاً وتكريماً ووفاءً لشهدائنا لأطفالنا ، لكل أولئك الذين يتألمون ، لكل اولئك الذين يعذبون وينكل بهم في غزة الأبية ، نقف إجلالاً وتكريماً ووفاءً لتضحيات شعبنا في غزة في الضفة في القدس في كل فلسطين ، الشعب الفلسطيني كله حيثما كان وأينما وجد ، يدافع عن قضية واحدة و هدفٍ واحد ، وهو الحرية واستعادة الحقوق السليبة وتحرير الارض والإنسان من هذا الاحتلال وهذا الاستعمار .
وشكرا لكم