في تطور جديد يهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كشفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا عن خطط لتجربة استخدام الذكاء الاصطناعي في تعقب الغواصات الصينية. تم الإعلان عن هذه الخطط خلال اجتماع مشترك في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا،
حيث قدم قادة الدفاع من الدول الثلاث خطتين جديدتين ضمن إطار Aukus Pillar II. يهدف هذا الترتيب الأمني الثلاثي الذي تم إنشاؤه في عام 2021 إلى المساهمة في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
تشمل الجهود الجديدة استخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم في طائرات الدورية، مثل طائرة P-8A Poseidon الأمريكية، المجهزة للحرب المضادة للغواصات. سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة المعلومات من أجهزة الكشف تحت الماء التي تستخدمها الدول الثلاث. يهدف ذلك إلى تمكين الدول من تتبع الغواصات الصينية بسرعة ودقة أكبر. وقد أعرب قادة الدفاع في بيان مشترك عن أن هذا التطوير المشترك سيسمح بالاستفادة من كميات كبيرة من البيانات في الوقت المناسب وتحسين قدراتهم الحربية المضادة للغواصات.
بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، ستستخدم الدول الثلاث خوارزميات التعلم الآلي وتقنيات الكم في تعزيز حماية القوة والاستهداف الدقيق والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. كما يتعاونون في مجالات تكنولوجية أخرى مثل الحرب الإلكترونية والأسلحة فائقة السرعة .
تأتي هذه الخطوة استجابةً للزيادة في التوترات التي تشهدها المنطقة، وتعكس العدوانية المتنامية للصين في المجال البحري. في الأسابيع الأخيرة، تعرضت غواصات البحرية الأسترالية لاعتداءات من قبل سفن حربية صينية، مما أسفر عن إصابة العديد من الغواصين. إن استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي يعتبر استجابة فعالة لهذه التحديات المتزايدة ويهدف إلى ردع أي تهديدات محتملة.
تشكل هذه الخطوة تطورًا هامًا في التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا في مجال الأمن والدفاع. يعكس هذا التعاون التزام الدول الثلاث بتعزيز الأمن الإقليمي والحفاظ على استقرار المنطقة. من خلال مشاركة التكنولوجيا والمعلومات وتعزيز التنسيق العسكري، تتعاون هذه الدول على توفير قدرات متقدمة للتعامل مع التحديات الأمنية الناشئة.
من المتوقع أن يكون لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تعقب الغواصات الصينية تأثير إيجابي على القدرة التكتيكية والاستخباراتية للدول الثلاث. ستتمكن من جمع وتحليل البيانات البحرية بشكل أكثر فعالية وتحقيق تفاصيل أكثر دقة عن وجود الغواصات الصينية وسلوكها. ستتمكن الدول من اتخاذ إجراءات مباشرة للتعامل مع الغواصات المعادية وتقييم التهديدات البحرية بشكل أسرع وأكثر دقة.
علاوة على ذلك، يمكن أن يكون لهذه التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تأثير إيجابي على السلامة البحرية والحفاظ على البيئة البحرية. ستساعد قدرة أفضل على تتبع الغواصات على تقليل احتمالية وقوع حوادث بحرية وتقليل التأثير البيئي لأنشطة الغواصات.
مع زيادة التطور التكنولوجي والتحديات الأمنية المعقدة، يصبح الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة ضرورة ملحة للدول لتعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية. يعتبر التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا في مجال الذكاء الاصطناعي لتعقعسب الغواصات الصينية إحدى الخطوات الهامة لمكافحة التحديات الأمنية المتزايدة في المجال البحري. تعزز هذه التقنية القدرة على رصد وتتبع الغواصات وتحليل سلوكها بدقة أكبر، مما يعزز الأمان الإقليمي ويحد من التهديدات البحرية.