تكنولوجيا
اليابان
التُقِطت هذه الصورة في بداية شهر أغسطس/آب 2020، وتُظهِر رحلةً تجريبيةً لسيارةٍ طائرةٍ مأهولةٍ في ميدان اختبار تويوتا في مدينة تويوتا وسط اليابان. شركة سكاي درايف اليابانية، من بين عدد لا يُحصى من مشاريع السيارات الطائرة حول العالم، رحلةً تجريبيةً ناجحةً وإن كانت متواضعة على متنها شخص واحد.
قد يصبح الحلم الذي دام عقودًا من جعل الانطلاق في السماء يشبه القيادة على الطرق السريعة أمرًا أكثر واقعيةً. نفّذت شركة SkyDrive اليابانية، من بين عددٍ لا يُحصى من مشاريع "السيارات الطائرة" حول العالم، رحلةً تجريبيةً ناجحةً، وإن كانت متواضعةً وعلى متنها شخصٌ واحدٌ. عُرِض مقطع فيديو على الصحفيين، حيث رُفعت أداة أشبه بدراجةٍ ناريةٍ ملساء مزودةٍ بمراوح على ارتفاع عدة أقدام (مترٍ إلى مترين) عن الأرض ضمن منطقةٍ شبكيةٍ لمدة أربع دقائق. قال توموهيرو فوكوزاوا Tomohiro Fukuzawa، الذي يقود مسعى سكاي درايف، إنه يأمل أن تتحول "السيارة الطائرة" إلى منتجٍ واقعيٍّ بحلول عام 2023، لكنه أقر بأن جعلها آمنةً أمرٌ بالغ الأهمية.
وقال لوكالة أسوشيتيد برس: "من بين أكثر من 100 مشروعٍ للسيارات الطائرة في العالم، لم ينجح إلّا عددٌ قليلٌ من الأشخاص على متنها. آمل أن يرغب الكثير من الناس في ركوبها والشعور بالأمان".
وقال فوكوزاوا إن الآلة يمكنها الطيران حتى الآن لمدة خمس إلى عشر دقائق فقط، ولكن في حال أصبحت المدة 30 دقيقةً، فستكون لديها إمكاناتٌ أكبر، بما في ذلك الصادرات إلى أماكن مثل الصين. على عكس الطائرات والمروحيات، توفر مركبات eVTOL أو ما يُعرف بالإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي (electric vertical takeoff and landing)، السفر الشخصي السريع من نقطةٍ إلى نقطةٍ، على الأقل من حيث المبدأ.
باستطاعتها التخلص من متاعب المطارات والاختناقات المرورية وتكلفة توظيف الطيارين من خلال الطيران تلقائيًا. تُعد أحجام البطاريات ومراقبة الحركة الجوية وقضايا البنية التحتية الأُخرى من بين العديد من التحديات المحتملة لتسويقها. قال سانجيف سينغ Sanjiv Singh، الأستاذ في معهد الروبوتات بجامعة كارنيجي ميلون Carnegie Mellon ، الذي شارك في تأسيس شركة Near Earth Autonomy بالقرب من سان بطرسبرغ، والذي يعمل أيضًا على طائرة eVTOL: "يجب أن تحدث أشياء كثيرة". قال سينغ في مقابلة هاتفية: "إذا كلّفت 10 ملايين دولار، فلن يشتريها أحد، وإذا حلّقت لمدة 5 دقائق، فلن يشتريها أحدٌ، إذا كانوا يسقطون من السماء في معظم الأحيان، فلن يشتريهم أحد".
بدأ مشروع سكاي درايف ببساطة كمشروعٍ تطوعيٍّ يُسمّى Cartivator عام 2012، وذلك بتمويل من كبرى الشركات اليابانية بما فيها شركة Toyota Motor Corp، وشركة الإلكترونيات Panasonic Corp، ومطور ألعاب الفيديو Bandai Namco. كانت رحلة الإثبات قبل ثلاث سنوات سيئةً، لكنها تحسنت وتلقى المشروع مؤخرًا سلسلةً أخرى من التمويل بقيمة 3.9 مليار ين (37 مليون دولار) من بنك التنمية الياباني. الحكومة اليابانية متفائلةٌ بشأن رؤية "Jetsons"، مع "خريطة طريق" لخدمات الأعمال بحلول عام 2023، وتوسيع نطاق الاستخدام التجاري بحلول عام 2030، مؤكدةً على قدرتها على ربط المناطق النائية وتوفير شريان الحياة في حالات الكوارث.
يقارن الخبراء الضجة حول السيارات الطائرة بالأيام التي بدأت فيها صناعة الطيران مع الأخوين رايت Wright Brothers، وصناعة السيارات مع فورد موديل تي Ford Model T. يعمل أيضًا على مشاريع eVTOL كلٌّ من Lilium الألمانية، وJoby Aviation في كاليفورنيا، وWisk التي هي مشروعٌ مشتركٌ بين شركتي Boeing Co وKitty Hawk Corp.
قال سيباستيان ثرون Sebastian Thrun، الرئيس التنفيذي لشركة كيتي هوك: "استغرق الأمر بعض الوقت لتحظى الطائرات، والهواتف المحمولة، والسيارات ذاتية القيادة بالقبول. لكن الوقت بين التكنولوجيا واستخدامها اجتماعيًا قد يكون عاملَ ضغطٍ أكبر بالنسبة لسيارات eVTOL".
المصدر:
Nasain arabic net