كتب الأستاذ حليم الشيخ: شر البلية ما يضحك
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: شر البلية ما يضحك
حليم الشيخ
8 كانون الأول 2023 , 19:19 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ:

التفاهات التي تصدر تارة عن الاميركيين، وتارة أخرى عن الفرنسيين بالتضامن والتكافل مع السعوديين قد تبعث على الضحك...

تارة يريد هؤلاء استسلام قادة حماس، وتارة أخرى يعرضون عفوا عن هؤلاء القادة إذا هم وافقوا على مغادرة غزة...

ان يتمادى الاميركيون والسعوديون في تلك التفاهات يمكن وضعه في خانة من يملك السلاح الفتاك الذي يقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة والضفة عند الاميركيين، ووجود المال الحرام في أيدي أولاد الحرام في أرض الحرمين الشريفين الاسيرين في أيدي بني سعود...

لكن ان يتطاول ايمانويل ماكرون يصنع لنفسه موقعا بعد أن تحولت فرنسا في زمن الرؤساء الصعاليك إلى كاراكوز هزاز مع بطارية ميتة...

هنا المهزلة...

يستند هؤلاء على موافقة حزب الله سنة ٢٠٠٦ على قرار بائس تسبب فيه جماعة ١٤ آذار وفؤاد السنيورة وباقي جوقة عملاء الداخل، دون أن نفهم لماذا وافق حزب الله يومها على هذا القرار البائس في الوقت الذي كانت الميركافا تتكدس في وادي الحجير في كومات خردة...

كل يومين يأتينا إبن زانية يردد تهديدات خرقاء...

طبعا، في لبنان، وعند الكثير من العرب، وعند التكفيريين، وكذلك عند الصهاينة العرب من هو مسرور جدا بهذه التهديدات املا بتدخل غربي "يؤدي!" إلى تدمير المقاومة في لبنان...

في لبنان ايضا، هناك فئة وسطية خائفة على المصالح الآنية صدّقت هذا التهديد وتأخذه على محمل الجد وتحاول التمني ورجاء حزب الله تجنيب لبنان هول التهديد والتصرف "بعقلانية!!"...

هناك طبعا المقاومة التي تحاول المستحيل جاهدة لجمع الكل في موقف وطني جامع للدفاع عن لبنان...

إلى أي حد قد يصل اصرار المقاومة على لم الشامي على المغربي، لا احد يعرف...

لكن عاجلا أم آجلا، سوف تكتشف هذه المقاومة استحالة هذا الأمر...

سوف تجد انها، وكما في كل البلاد، عليها اتخاذ القرارات اللازمة والجريئة للقتال، بمن، وبما توافر، لأن أقوى مقاومة في التاريخ البشري لم تستطع أن تتجاوز ال ١٥ إلى ٢٠% من الشعوب، بينما يتوزع الباقون بين العمالة والجُبن والخوف والعيش على هامش الحياة دون كرامة ولا شرف...

لكن صدقوا، وصلّوا على محمد وعلى آل محمد، هناك من يتمنى ان ينفذ الدعي، إبن الدعي تهديده، وتتجرأ الاساطيل على الدخول في الحرب مباشرة، طالما هي موجودة في الحرب أصلا وفعلا...

الاميركيون، البريطانيون، الألمان، الفرنسيون، الايطاليون... وغيرهم موجودون في الحرب فعلا في شمال فلسطين ضد حزب الله وفي جنوبها ضد غزة...

مثلما كان محور المقاومة يحضٍر للحرب الكبرى، كانت الامبريالية تتحضر هي ايضا لحرب شاملة ضد آخر حركة تحرر لها وزن في هذا العالم...

ليس حبا باسرائيل، لكن كرها وخوفا من انبعاث الحضارة العربية...

لقد كان كل املهم في البدء فصل المشرق العربي عن مغربه...

خارطة تقسيم فلسطين الأولى وفقا لقرار التقسيم سنة ٤٨، أعطى حوالي ثلثي السكان العرب حوالي ثلث مساحة فلسطين في الشمال والضفة...

ألمهم كان فصل مصر عن بلاد الشام...

لكن التخاذل العربي أدى إلى ضياع اكثر من ٧٥% من فلسطين سنة ٤٨، ثم خسارة كل ما تبقى بعد هزيمة حزيران ٦٧...

لا ينكر المرءان هناك من يخرج هنا او هناك يحمل المقاومة وزر الاحتلال...

انه زمن المثلية الجنسية في السياسة...

يقرأ المرء كيف جلس سامي الجميل ينعق أمام بربارة ليف في أميركا...

كيف يكون إحساس العميل الرخيص في هكذا حالة؟

يقول البعض ان هؤلاء جلدهم مثل جلد التمساح...

هم يتلقون البصق والمسبات دون اي إحساس...

غير مهم...

إذا كانت الاقدار قد سمحت لفؤاد السنيورة اللعب من موقع الأعداء سنة ٢٠٠٦ حتى خرجنا بال ١٧٠١ السيء الذكر رغم ان موازين القوى هي دائما إلى جانب الشعوب إذا ما اتخذت القرارات الصحيحة، فإن التاريخ هذه المرة لن يخذل الأمة...

ضمانة الوصول عاجلا أم آجلا إلى المنازلة الكبرى هم الأعداء أنفسهم...

جاء الاميركيون ومعهم كل زناة أوروبا والاطلسي...

هم سوف يدفعون باتجاه هذه المنازلة لأنهم كما كل الظالمين لا يعرفون ان الشعوب تملك سلاح لن تقوى عليه جحافل الاطلسي؛ إنه الإيمان بالحق...

هي ليست كلمات ترمى جزافا...

خرج بضعة آلاف من الجزيرة العربية يوما، واسقطوا أكبر امبراطوريتين في العالم...

سلاح العقيدة ليس بالسهولة التي يعتقد البعض...

آمن الفيتناميون بعدالة قضيتهم فهزموا الفرنسيين في البدء قبل أن يجهزوا على الاميركيين...

سقط الآلاف.. وسوف يسقط عشرات وربما مئات الآلاف...

ربما الملايين...

انها ضريبة الحرية...

في حرب التحرير، فقد الفيتناميون حوالي أربعة ملايين شهيد...

في حرب تحرير الجزائر، سقط في المرحلة الأخيرة فقط حوالي مليون ونصف المليون من الشهداء...

اما في كامل فترة الاحتلال الفرنسي، فقد فقدت الجزائر اكثر من سبعة ملايين شهيد...

الأمثلة كثيرة...لكن المطلوب واحد...

ان تثق المقاومة بشعبها وان تسلم أمرها الى الخالق؛ إذ لا يمكن لأي كان تحت عرش الرب ان ينتصر على من يقف إلى جانبه الرب...

هل تذكرون الحاجة كاملة فرحات...

كل البيوت والارواح فداء للمقاومة...

تأتى وفود، وترحل وفود...

الكل يعرف ان إسرائيل إلى زوال...

الكل يعرف ان مجيئهم سوف يضمهم إلى قائمة السقوط...

لسنا نحن من يقف في حيرة الخيار...

انهم الاميركيون ومعهم كل الغرب...

امامهم حل من اثنين لا ثالث لهما:

إما سقوط إسرائيل وحدها...

وإما سقوطهم معها، ونهاية عصر الهيمنة الغربية...

بعد الحرب العالمية الثانية وتحرير يوغوسلافيا قال الماريشال تيتو قائد المقاومة...

لقد حاربنا حتى النصر ولم ننتظر جيوش تحرير من الخارج...

كذلك محور المقاومة...

هو لا يحتاج الا إلى شعب المقاومة...

بعيدا عن مهرجان أجمل كلب في الرياض... او عرض دبي استبدال طريق باب المندب على السفن الاسرائيلية...

"إللي بيتو من زجاج، ينقبر ينتبه"...

في كل الأحوال، نحن منتصرون...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري