كتب الدكتور محمد الحسيني:
قال تعالى في كتابه الكريم : ولَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) التوبة
لسنا من هؤلاء المحبطين ولا المرتجفين وإن وُجدوا في صفوفنا فعلينا تذكيرهم بأن الله يُدافع عن الذين آمنوا وأنه تعالى معنا ومن كان الله معه فلن تثنيه العزائم ولا المعوقات عن القيام لله تعالى . إن كانت المعركة بين البشر وفق المعاييرالمادية فعندها يترك الله الغلبة للكثرة والعتاد.
أما عندما يتمكن القائد من جرّ أعدائه نحو المواجهة القيمية فإنه يحقق الإتصال بمبدأ النصر ومنبع المدد الغيبي والقوة الملكوتية .
لا سبيل الى الهزيمة عندما يكون القيام لله .هذا ما شهدناه في عملية طوفان الأقصى في غزة في فلسطين .
فأميركا ليست قَدَرًا محتومًا ولا
يمكن اعتبار هذه الدولة المارقة كيانًا غير قابل للهزيمة .
السنن التاريخية تؤكد أن الأمم كالأفراد تشيخ وتمرض وتموت . كيف لا ؟ والأحداث التاريخية دوّنت ما جرى على الأُمم البائدة ...
في تاريخنا الوسيط قرأنا عن الإمبراطورية الرومانية وعن الحضارات التي سبقتها (البابلية والكنعانية والمصرية الفرعونية وشعب المايا وقبلها الاطلنتس) وبقيت آثار تلك الأُمم شواهد على الزمن . تلك الإمبراطوريات لم تستمر بالظلم والقمع وبسحق الشعوب المستضعفة فالقاسم المشترك بينها كان عامل استسلام الضعيف للاقوى بواسطة الاختلافات والنزاعات وعدم التوحد على إرادة المقاومة .كان المحتل يترك الخيار للشعوب بعد حصارها وقطع الإمدادات عنها بالتعامل معه والرضوخ لهيمنته .فينقسم الناس بين متخاذل ورافض فينشق الشعب الواحد ويسرى الفشل كالنار في الهشيم .
المحتل قوته مستمدة من تخاذل البعض وتعاملهم معه وتوهين عزائم الوطنيين .
في عصرنا الحاضر لن يبقى الكيان المؤقت ولا راعيته الولايات المتحدة الأميركية ، ستزول تلك الكيانات العنصرية كسابقاتها .
ما سر تداعي الامم علينا؟
هل لاننا كرهنا الموت وتعلّقنا بالدنيا ؟
هل لأن الإنسانية غائبة عن عالمنا العربي لغياب النظام السياسي والإقتصادي الكفيل بتحقيق إنسانيتنا ؟
ها هو الشعب الفلسطيني يعطي الامم كافة أشرف معاني الحرية والكرامة والشهادة ويختصرها بكلمتين : الموت أو الوطن .
الحرب هي التقدم على الارض .
د. محمد الحسيني