تحذّر دراسة جديدة من أن بحر "سارغاسو" المحيط بجزيرة برمودا يشهد تغيرات مقلقة في درجة الحرارة والحموضة والملوحة، وذلك بما يتجاوز المستويات التي تم قياسها لأول مرة في عام 1954. وتشير الدراسة إلى أن هذه التغيرات قد تكون لها تأثيرات بعيدة المدى على البيئة البحرية.
تم اكتشاف هذه التغيرات القلقة خلال دراسة تحليلية لسجلات بيانات سلسلة برمودا الزمنية الأطلسية (BATS)، والتي تمثل أطول مجموعة بيانات في العالم تتعلق بخصائص المحيطات وتجمع قياسات أعماق البحار في المحيط الأطلسي بالقرب من برمودا.
وفي نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة "Frontiers in Marine Science"، تم الكشف عن ارتفاع درجة حرارة المحيط بمقدار درجة مئوية واحدة، بالإضافة إلى زيادة في الحموضة والملوحة. وأكد العلماء أن محتوى الحرارة في المحيطات في العقود الأخيرة لم يشهد مثيلًا منذ الخمسينات.
وأشار نيكولاس بيتس، العالم المحيطات الكيميائي في معهد برمودا لعلوم المحيطات بجامعة ولاية أريزونا، إلى أن درجات الحرارة الحالية قد تكسر الأرقام القياسية السابقة وتصبح الأعلى على مر التاريخ. وأضاف قائلاً: "هذا هو أدفأ ما شهدناه في ملايين السنين". ويرجع العلماء هذا الارتفاع الكبير في درجة الحرارة إلى تغيرات المناخ.
تشير الدراسة أيضًا إلى زيادة الحموضة بنسبة تتراوح بين 30٪ و 40٪ خلال الأربعين عامًا الماضية في بحر سارغاسو. ويعود ذلك إلى ذوبان ثاني أكسيد الكربون في المحيط نتيجة ارتفاع مستوياته في الغلاف الجوي نتيجة حرق الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى زيادة حموضة المحيط.
إضافة إلى ذلك، ينجم ارتفاع درجة حرارة المحيطات عن انبعاث الغازات الدفيئة، وهذا يؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين المذاب في المياه الدعمة .