خطورة الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة تكمن في قائد غير مستقر ويديرها بخلفية توراتية.
مقالات
خطورة الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة تكمن في قائد غير مستقر ويديرها بخلفية توراتية.
عدنان علامه
17 كانون الأول 2023 , 22:27 م

عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

كان نتنياهو يستبطن العدوان منذ شهر أيلول الماضي ولكنه كان يتحين الفرصة المناسبة ليفجر حقده الدفين على الغوييم إرضاءً لنرجسيته وساديته وجنون عظمته.

فنشر نتنياهو بُعيد إلقاء خطابه في الأمم المتحدة حول مشروع الشرق الأوسط الجديد بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر 2023 تغريدة : “إن أعظم إنجاز في حياتي هو أن أقاتل من أجلكم (الشعب الإسرائيلي) ومن أجل بلدنا.

فلا مشروع الشرق الأوسط مطروح ولا يوجد هناك أية إشتباكات مع الفلسطينيين. ولكن كانت ترواد فكر نتنياهو هلوسات ووساوس قهرية عن الإشتبكات مع الفلسطينيين.

ولا أدري كيف سمحت المحكمة العليا لنتنياهو بإستمراره في الحكم بعد إنتحار طبيبه المعالج موشيه ياتوم المتخصص في علاج الأمراض العقليه الشديدة لمدة 9 سنوات، والذي كتب رسالة بأن نتنياهو سبب يأسه . وفي ملاحظاته كتب صورة قاتمة لرجل حاول 9 سنوات إختراق عقل نتنياهو الغامض ولكن نتنياهو هزمه؛ وكتب بأن طربقة تفكير نتنياهو تمثل "ثقبًا أسودًا من التناقض الذاتي" . ولذا لا يمكن التنبؤ بتصرفاته. ويبدو أن الخلافات حول الصلاحيات القضائية قد منعتها من ذلك.

فبحسب البروتوكولات الطبية يمنع المريض النفسي مثل حالة نتنياهو منعًا باتًا من إستلام أي منصب يكَون فيها مسؤولًا عن حياة الناس؛ لأن قراراته تكون غير صائبة وتشكل خطرًا جديًا عليهم.

ولما حصلت عملية طوفان الأقصى وجد فيها نتنياهو فرصته الذهبية لإبادة الشعب الفلسطيني بحجة القضاء على حماس؛ فنسق الأمر مع غالانت على قصف منازل المستوطنين لإتهام المجاهدين، ولقتل الأسرى والمجاهدين ومن ثم إستدعى الطيران المروحي لإستهداف الحشود في مجمع "سوبر نوفا الموسيقي" بحجة أن المسلحين بينهم لإنزال أكبر عدد من القتلى الإسرائيليين لإحداث صدمة قوية تمنع أية معارضة له. فبدأ بالصراخ والعويل وطلب النجدة لأن "عماليق" قد دخلوا المنازل وقتلوا المواطنين ويريدون قتل كل يهودي.

كلفت الحركة الصهيونية العالمية بايدن بتدارك الأمر من إسرائيل فامتثل للأمر فورََا.

وأمر غالانت بمنع الماء والكهرباء والمحروقات عن غزة. وأمر نتنياهو بتفعيل بروتوكول هانيبال غير آبه بمصير الأسرى؛ لأن البروتوكول يعتبر ان الجندي الميت أفضل من الأسير الحي.

وتم تطبيق التعليمات التوراتية في كيفية التعامل مع العماليق:-

"في صموئيل الأول 15 : 1 -3 . والآن فاسمع صوت كلام. الرب . هكذا يقول رب الجنود ." إني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له بالطريق عند صعوده من مصر" .

فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ماله ولا تعفُ عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة؛ طفلاً ورضيعاً بقراً وغنماً، جملاً وحماراً"

وقد تم تفعيل الإصحاح 20 من التوراة أيضًا؛ فلنطلع سويًا على مضمونه :—

الكتاب المقدس العهد القديم

سفر التثنية

الفصل / الأصحاح العشرون

1- إذا خرجت للحرب على عدوك ورأيت خيلا ومراكب، قوما أكثر منك، فلا تخف منهم، لأن معك الرب إلهك الذي أصعدك من أرض مصر

2- وعندما تقربون من الحرب يتقدم الكاهن ويخاطب الشعب

3 ويقول لهم: اسمع يا إسرائيل: أنتم قربتم اليوم من الحرب على أعدائكم. لا تضعف قلوبكم . لا تخافوا ولا ترتعدوا ولا ترهبوا وجوههم

4- لأن الرب إلهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم أعداءكم ليخلصكم.

5- ثم يخاطب العرفاء الشعب قائلين: من هو الرجل الذي بنى بيتا جديدا ولم يدشنه ؟ ليذهب ويرجع إلى بيته لئلا يموت في الحرب فيدشنه رجل آخر.

6) ومن هو الرجل الذي غرس كرما ولم يبتكره ؟ ليذهب ويرجع إلى بيته لئلا يموت في الحرب فيبتكره رجل آخر.

7) ومن هو الرجل الذي خطب امرأة ولم يأخذها ؟ ليذهب ويرجع إلى بيته لئلا يموت في الحرب فيأخذها رجل آخر.

8- ثم يعود العرفاء يخاطبون الشعب ويقولون: من هو الرجل الخائف والضعيف القلب ؟ ليذهب ويرجع إلى بيته لئلا تذوب قلوب إخوته مثل قلبه.

9- وعند فراغ العرفاء من مخاطبة الشعب يقيمون رؤساء جنود على رأس الشعب

10- حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح

11) فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك.

12- وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها.

13) وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف.

14- وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك.

15- هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا

16- وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما.

*وآمل الإطلاع على مقال بعنوان الفتاوى الصهيونية بجواز الإبادة الجماعية للكاتب نبيل غزال نشر

بتاريخ الإثنين 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.

"شجع وبارك حاخامات اليهود استباحة الدم الفلسطيني عبر مختلف المحطات التي عرفتها قضية الأمة الكبرى: (القضية الفلسطينية)، وذلك عبر فتاوى أصدرها عدد من مرجعياتهم، بجواز قتل النساء والأطفال والعزّل في غزة والضفة".

هذه الفتاوى باركت ما يقوم به جيش الاحتلال من إبادة جماعية وأعمال قتل وحشية، وأباحت قتل النساء والأطفال كـ”عقاب جماعي للأعداء”، ورأى أحد الحاخامات أنه لا مشكلة في القضاء على الفلسطينيين في القطاع حتى لو قتل منهم مليون أو أكثر.

وبعث الحاخام “مردخاي إلياهو” -الذي يعتبر المرجعية الدينية الأولى للتيار الديني القومي في الكيان الصهيوني- برسالة إلى رئيس الوزراء وكل القادة الصهاينة ضمن نشرة “عالم صغير” وهي عبارة عن كتيب أسبوعي يتم توزيعه في المعابد اليهودية كل يوم جمعة، ذكر فيها قصة المجزرة التي تعرض لها “شكيم ابن حمور” والتي وردت في سفر التكوين كدليل على النصوص التوراتية التي تبيح لليهود فكرة العقاب الجماعي لأعدائهم وفقا لأخلاقيات الحرب.

وبحسب مصادر إعلامية، قال “إلياهو” الذي شغل في الماضي منصب الحاخام الشرقي الأكبر للكيان الصهيوني: “إن هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق صواريخ القسام”. ودعا “مردخاي” رئيس الوزراء الصهيوني إلى مواصلة شن الحملة العسكرية على غزة معتبرا أن “المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي”.

وقال “إلياهو”: “إنه في الوقت الذي يمكن فيه إلحاق العقاب الجماعي بسكان غزة عقاباً على أخطاء الأفراد فإنه محرم تعريض حياة اليهود في سديروت أو حياة جنود الجيش الصهيوني للخطر خوفا من إصابة أو قتل غير المقاتلين الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة”.

ونشرت صحيفة “هآرتس” فتوى لعدد من حاخامات اليهود في الكيان الصهيوني أفتوا فيها بأنه “يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق على الفلسطينيين”، ونقلت الصحيفة عن الحاخام “يسرائيل روزين” رئيس معهد “تسوميت” وأحد أهم مرجعيات الإفتاء اليهود فتواه التي سبق أن أصدرها في السادس والعشرين من مارس من العام الماضي بأنه “يتوجب تطبيق حكم عملاق على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه”.

وأضاف “روزين” بأن “حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم”.

أما الحاخام الأكبر لمدينة صفد “شلوموا إلياهو” فقال: “إذا قتلنا 100 دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفاً، وإذا قتلنا منهم 1000 دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم 10000، وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليون قتيل، وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت”، وأضاف إلياهو قائلاً: “المزامير تقول: سوف أواصل مطاردة أعدائي والقبض عليهم ولن أتوقف حتى القضاء عليهم”!!

وهذا ما يردده حاليًا نتنياهو وغالانت حرفيًا

وآمل قراءة تعريف كتاب عقيدة الملك أو توراة الملك. ويعتبر هذا الكتاب بمثابة دليل الحائرين في قتل الفلسطينيين؛ لأنه يجمع الفتاوى في قتل الفلسطينيين بشكل واضح. وقد أجتمع الحاخامات على أن العماليق في التوراة هم الفلسطينيون.

إن حرب الإبادة التي يشنها المجنون نتنياهو لا أفق لها وهي خطيرة جدًا لأن رب الجنود ( يهوه) لم يستطيع أن ينتصر على أعدائه بعد مرور 72 يومًا على بدء الإبادة الجماعية بالرغم من الدعم الأمريكي والصهيونية المسيحية الجديدة؛ ولم يتم تحرير أية رهينة.

فحماس لا تزال تواصل قتالها دون هوادة والعدو يعترف بعدد من قتلاه والإعلام العسكري يثلج صدور المؤمنين بصور تفجير الدبابات والإقتحامات.

إن الوضع خطير َدقيق جدًا وخصوصًا أن الجيش قتل ثلاثة أسرى بالرغم من أنهم كانوا يلوحون براية بيضاء؛ فهذه الحادثة زادت من ضغوط أهالي الإسرى على الحكومة وطالبتها بإجراء المفاوضات مباشرة لإعادة أبنائهم بشكل فوري وبأي ثمن.

هذا من جهة ومن جهة أخرى قأن المسؤولين العسكريين وحتى نتنياهو يطيلون أمد الإبادة الجماعية وكل أسباب الحياة ويصعد من الوحشية والإجرام لإعطاء يهوه فرصة لتحقيق أي إنتصار.

والمشكلة الحقيقة. ماذا سيكون مصير الصهاينة بعد فشل رب الجنود يهوه في الإنتصار على العماليق أو الغوييم (الأغيار) .

وإن غدًا لناظره قريب

17 كانون الأول/ ديسمبر 2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري