عندما يسمع المرء أن الإمارات فتحت خطا باتجاه فلسطين المحتلة لتزويد الإحتلال بما يلزم ، والعمل على كسر الحصار الذي يقوم به الحوثيون لنصرة غزة المحاصرة من كل الجهات، لا تجد الأخلاق ولا الوطنية، ولا الإنسانية لها مطرحا في ذلك البلد الملعون...
عندما يسمع المرء أن الشركات الأردنية تقوم بتصدير ٥٠٠ طن من الطماطم لتزويد الإحتلال بما يلزم حتى يستمر قتل الفلسطينيين في الضفة وغزة، يسأل المرء نفسه عن تلك الجموع التي طالبت بفتح الحدود من أجل نصرة الفلسطينيين وعجزت عن فرض قطع العلاقات مع الكيان الاستعماري...
عندما يسمع المرء عن آلاف من الأطنان من الخضار وعبوات مياه الشرب يتم تصديرها من تركيا مع توقف الإنتاج كاملا في النقب وفي شمال فلسطين المحتلة، وغياب اليد العاملة بعد استدعاء الاحتياط لارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، لا يسع المرء إلا إدانة كبار كهنة الإخوان في حزب العدالة والتنمية الذين يغدقون الكلمات المعسولة الكاذبة تجاه الفلسطينيين بينما يقومون بتقديم الدعم المادي الفعلي للكيان الاستعماري...
آخر ابتكارات الخيانة للشعب الفلسطيني على أيدي النظام الرسمي العربي لم يكن فقط خروج بعض زبالة الإعلام في مصر والخليج لانتقاد انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الإبادة، بل المساهمة على ما يبدو مع الأساطيل الغربية في حماية تزويد الكيان بمقومات العيش بينما غزة محاصرة جائعة جريحة تنزف تحت أنظار كل العالم العاجز عن التصدي لهذا الوحش الأميركي وأذنابه...
أضعف الإيمان عند اي مواطن في هذا العالم... عربياً كان أم أعجميا...
يكون في مقاطعة كل منتجات دول الخيانة والتطبيع والاستعمار...
لا يعقل أن تكون المحلات في لبنان ملىء بمنتجات "أمريكانا"، بعد أن قام صاحب هذا المنتج بالتبرع ب١٧٠ مليون دولار "لفقراء تل أبيب" على حد زعمه...
هل يعقل أن تجتاح عبوات مياه الامارات الأسواق بينما هذا البلد يعمل على فك الحصار عن الكيان الذي يحاصر ويقتل الفلسطينيين...؟
الأمر نفسه ينطبق على منتجات البلاد الغربية الداعمة لاسرائيل مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وقبل الجميع، أميركا...
من المؤكد وجود أصناف مشابهة لمنتجات بلدان دعم الكيان تأتي من البلاد التي تقف إلى جانب ابسط حقوق الشعب الفلسطيني...
لكن الالم الأكبر الذي يمكن توجيهه إلى الاقتصاد الرأسمالي العالمي يقوم أساساً على الحد من الاستهلاك إلى أبعد حدود ممكنة؛ خاصة في المنتجات غير الطارئة كالملابس والمفروشات والأواني المنزلية...
والحرص على استمرار استهلاك الموجود سنوات أخرى لأن الاقتصاد العالمي الغربي يقوم على تشجيع الاستهلاك وعلى العمل على خلق وتشجيع الطلب في الأسواق...
الحديث عن أن هذا لا ينفع هو محض تهرب من حمل المسؤولية الأخلاقية...
لو كانت المقاطعة غير نافعة لما كانت أميركا والغرب والكيان يضعون كامل قوتهم من أجل شيطنة ومنع منظمة BDS من التأثير في أوروبا والعالم، ووسم أي نشاط مقاومة مدنية بمعاداة السامية حتى صار هذا الشعار حماية لجرائم الغرب والكيان على حد سواء...
يجب العمل على نشر ثقافة الحرب الشعبية الاقتصادية من أجل منع تدفق الأموال من كل مكان في العالم لصالح الصهيونية العنصرية قاتلة الشعوب والأطفال...
إن دفع الاقتصاد الغربي إلى الإفلاس يساهم مساهمة فعالة في إنهاء حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني...
عندما تبقى منتجات تلك البلدان على الرفوف، يفهم صاحب هذه الرفوف أنه يتحمل نفس المسؤولية الأخلاقية لأنه لم يسعى إلى إيجاد المنتج البديل...
كل دولار أو يورو تخسره الشركات، هو دولار أو يورو أقل يذهب إلى ميزانيات تلك الدول، فيعجز عن مد الكيان بالمساعدات التي تعمل على تعويض خسائره...
كل دولار أو يورو لا يذهب إلى خزائن الدول الراعية للإرهاب الصهيوني، هو رصاصة أقل أو صاروخ أو قنبلة أقل لا يمكن تمويل إنتاجها لرميها على مستشفيات وبيوت الفلسطينيين...
حارب المهاتما غاندي الإمبراطورية البريطانية عبر انتاج بضع غرامات من الملح في البدء... قبل أن ينتقل إلى رفض شراء الثياب والاكتفاء بابسط القماش الذي يستر العورات...
هكذا تكون المقاومة المدنية التي يبدو أن أكثر الجاهلين بماهيتها هو "أبو كرش"، محمود عباس الذي لا يشبع...
قاوم ولو بمقاطعة عود ثقاب أو إبرة أو خيط...
المهم قاوم، حتى تندثر مقومات دولة الاحتلال...
حليم الشيخ محمد