كتب البروفيسّور الدكتور محمد كاظم المهاجر:
مقالات
كتب البروفيسّور الدكتور محمد كاظم المهاجر: "الله , الانسان وطوفان الأقصى: صراع الخير والشر"
د. محمد كاظم المهاجر
21 كانون الأول 2023 , 14:20 م


مقالتي في سياق المنطقة العربية - الإسلامية ليس حصراً أو فصلاً عن صراعِ الخير والشرّ الكونيِّ الذي يسير في سياقه المعاصر , إنما للإضاءةِ المُرَكّزةِ على هذه المنطقة.

1. فكرياً، وسياق عملي.

_ هم : الفكرالأنكلوسكسوني الغربي الصهيوني وما يتجحفل معه، من أنظمةٍ ومنظماتٍ ومراكزَ وأفراد، ضمن النطاق العربي - الإسلامي.

_ نحن : الفكر الايماني العربي - الاسلامي وما يتعاضد معه، من أنظمةٍ, أحزابٍ, منظماتٍ جماهيريةٍ وأفرادِ، على النطاق العربي - الإسلامي, ومايناصره إنسانياً وجماهيرياً، على المستوى العالمي .

2.مركزيةُ الصراعِ في المنطقة: تتمحورُ حول القضيةِ الفلسطينية، مِمّا يُسْبِغُ على هذا المنحى أنْ يكونَ صراعاً وجودياً عربياً إسلامياً إنسانياً، مُقابِلَ الغربيِّ الصهيونيِّ،حيثُ إنَّ عِلَّةَ وُجودِه نَجَمَتْ،أساسا، عن مُخَطّطاتِ الهَيْمَنَةِ الغربيةِ،وفقاً لِاستراتيجياتِ مجموعةِ (wesp) والمعاصرِ منها وأهمِّها: مؤتمر كامْبِلْ بِنِرمانْ، وما رشح عنه،

والذي وجدَ في الصهيونيةِ أداةً أساسيةً في مَنْع ِ أيِّ نُهُوضٍ عربيٍّ إسلاميّ،حيثُ صُنِّفَتْ منطقتُنا منطقةً مُناهِضَةً في مبادِئِها، إذا ما قُدِّرَ لها النهوضُ أنْ تكونَ حالةً نافيةً لِلِاستعمارِ الغربِيّ، وبِالتالي كان من محطاتِهِ الأساسيةِ الأولى: تقسيمُ سايكس _ بيكو ووعد بلفور.

3.منهجيةُ تنفيذِ الهيمنةِ الغربيةِ على المنطقةِ، عَبْرَ صِدامٍ، وفَرْضِ تركيباتٍ وأشكال ِ أنظمةٍ طيِّعَةٍ ومواليةٍ لِلغرب، جَرَتْ بِسِياقاتِ الخُطْوَة_خطوة، وفقاً لِتصوُّرِ كيسنجر، والضربِ أسفلَ الجِدارِ، وفقا لتصوُّرِ بريجنسكي،أيْ خلخلةِ أسفلِ الجدار (الدين والقومية) لِإحداثِ الفوضى، أوْ ماسَمّوهُ: الفوضى الخلاقة، وبالتالي هدمِ البِنَى المُجتَمَعِيَّةِ وتفكيكِها،ومِنْ ثَمَّ تدخُّلِهِم لِإعادةِ تركيبِها، بِنُظُمٍ طَيِّعَةٍ تخدُمُ قوانينَ الهيمنة،وفقاً ل"كامبل بنرمان" (قانونِ التفوق , قانونِ المصلحةِ وقانون ِ الهيمنة) على أنْ يكونَ الكيانُ الصهيونيُّ القوةَ الإقليميّةَ الحاكمةَ لِإيقاعاتِ المُخَطَّطِ الغربيِّ الانكلوسكسوني.

مشاهدُ عمليةٌ لِسِياقاتِ المُخَطّطاتِ على سبيلِ المِثال ِلا الحصرِ، خلقُ المنظماتِ الإرهابيةِ بِرِداءٍ دينيٍّ _ طائفيّ ( داعشُ واخواتُها ..... )، وبِسِياقاتٍ أُخرى، مشروعُ الشرقِ الاوسطِ الجديدِ وصفقةُ العصر ........الخ، وبالتالي إنهاءُ القضيةِ الفلسطينيةِ، وإطلاقُ يَدِ هذا الكِيانِ الصهيونيِّ، القوةِالاقليميةِ، كجُزءٍ منَ الهيمنةِ العالميةِ للغرب.

4. سياقُ الصراعِ على الارض :

_سقوط مخططات أساسيةٍ أهمُّها التَّصدِّي الإيمانِيُّ لِمُنظّماتِ الإرهابِ الطائفيةِ،والقضاءُ عليها تقريباً، ومَنْعُ تنفيذِ مُخطّطاتِهِم ؛ سقوطُ مشروع ِ الشّرق ِ الأوسطِ الجديدِ على يدِ المقاومةِ الإسلاميةِ في لبنانَ، في عُدوان ِإسرائيلَ على لبنانَ، العام 2006,صمودُ سورِيةَ في وجهِ مُخططاتِ الفوضى, بروزُ اليمن ِ قوةً إيمانِيّةً، بِالتّالِي نشؤُ مِحْوَرِ المقاومةِ، بدعمٍ وإسنادٍ لا محدودٍ من الجمهوريةِ الإسلامية في إيران.

_ استناداً إلى توصياتِ ونصائِح ِكيسنجرْوفوكوياما بأنَّهُ لا بُدَّ من تخريبِ شعوبِ المنطقةِ، عبرَ قَتْل ِ الروح ِ الإيمانِيَّةِ لدى هذه الشعوب، من خِلال ِ تشويهِ المجتمعاتِ، وتمييع ِ السلوكِ البَشَرِيِّ،كالِانْحِلال والمثليةِ؛على سبيل المثال, تشويهُ صُوَرَ الفِكرِ الإيمانِيّةِ مثلا: السعيُ بمحاولةِ تشوِيهِ الفكرِ الدِّينيّ، كنشرِ الإلحاد, التجويع , الحصار , العقوبات .........الخ.

وبالمقابل، السيرُ في خطةِ التطبيع ِ معَ الكِيانِ الصهيونيّ، سواءٌ منْ خلال ِ أنظِمةٍ كان للغربِ يَدٌ في تركيبها، أو من خِلال ِما يُمكن تَطوِيعِهِ في بُلدانٍ أُخرى،عَبْرَ هَدْمِ مُجتمعاتِها وبالتالي تطويعُها؛ كمِثالٍ وفقَ ماخُطِّطَ لهُ بما يُسمَّى الربيع العربي, وبالتالي إطباقُ إعلامٍ عالميٍّ مُحْكَمٍ لِطَمْسِ كُلِّ ما بَقِيَ من القضيةِ الفلسطينية .

◦ 5. وفقاً لهذا السياقِ الذي كان يجري على قَدَمٍ وساق، تنتفضُ غزةُ، لِتُعِيدَ لِلقضيةِ الفلسطينيةِ حقَّها في التوهُّج ِ، ولتقودَ التحريرَ بعد 75 عاما منَ الظُّلمِ والقتلِ والتشريدِ والاضطهادِ، لِتَدُقَّ مساميرَها في نعشِ التطبيع، مما خلق حالةً من الهستيريا في الكيانِ الصهيونيِّ، امتدّت للمركزِ الغربَويّ , وأمام التضحياتِ في غزةَ وهمجيةِ العدوان ِ الصهيونيِّ تبرزُ مساراتُ الحقِّ الإنسانيّ، لتتعاطف مع الحقِّ الفلسطينيِّ بِأشكالٍ وصُوَرٍ متعددةٍ، من مظاهراتٍ ومقالاتٍ وتصريحاتٍ امتدَّتْ لِتشملَ حتّى اليهودَ الذين أعلنوا تميُّزَهُم عنِ الصهاينةِ الذينَ استغلُّوا الدِّينَ اليهوديَّ وشوَّهوه، تنفيذاً لِمآربِ الأنكلوسكسونِ _الصهيونيّ, وأمامَ حالةِ الإسنادِ لِحماس، ومعها الجهادُ الاسلاميُّ وكلُّ الفلسطينيينَ، ومِنْ قِبَلِ المقاومةِ الإسلاميةِ في لبنانَ والعراق ِ، ونخوةِ اليمن الإيمانيّةِ، تَبْرُزُ معادلةُ الصراع ِ اليومَ، ويبرزُ لاعِبوها والمتجحفلونَ معهم. 6. فرزٌ عاموديٌّ لايقبلُ الوقوفَ على الحِياد، والمواقفَ المائعةَ أمامَ صراع ِ الخيرِ والشرِّ في غزة , محورُهُ الشِّرِّيرُ، الانكلوسكسون الغربي وعلى رأسهِ أمريكا وبريطانيا مع الكيان الصهيوني، ويتجحفلُ معهم بعضُ دُوَل ِ حِلفِ الناتو، وكذلكَ مُتَجَحْفِلونَ من أنظمةٍ عربيةٍ تُشاركُ في العدوان ِعلى غزّةَ،بِصِيَغٍ مُباشرةٍ أو غيرِ مباشرة, ولكنَّ الأغربَ والمُثيرَ لِلِاشمِئزازِ أحزابٌ ومنظماتٌ وتجمُّعاتٌ في العالمِ العربيِّ تدفعُ بمحاولاتِ إيجادِ شَرْخ ٍ في المِحوَرِ المقابل ِ، محورِ الخيرِ المُمَثَّل ِ بالمقاومةِ الفلسطينيةِ و المقاومةِ الإسلاميةِ في لبنانَ والعراقِ وسوريّةً واليمن ِ، محورِ الممانعةِ المدعومِ والمُسنَدُمن الجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيران, الشرخُ الخطيرُ الذي يحاولون إحداثه وبنشاطٍ إعلاميٍّ ومحولاتٍ فكريةٍ بائسة، محاوِلةً استبدالّ الصراعِ العربي _ الصهيوني بصراع ٍ عربيّ _ فارسي، ( يريدون من الحربِ العراقيةِ _ الإيرانيةِ مُدخلاً له)،فنرى على مِنصاتِ الإعلام ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ المواقفَ للمتجحفلينَ بالدفعِ بهذا الاتجاه.

7. يبقى أن نذكرَ أنَّ طوفانَ الأقصى معركةُ ارتُقاءٍ مرحليةً، وأن َّالمقاومةَ تهدفُ الآنَ إلى ( وقف العدوانِ على غزةَ وانتصارِ المقاومة)، وأنَّ معركةَ الحسمِ في الصراع ِ الوجوديِّ معَ الكيانِ الصهيونيِّ ستكون قادمةً لا محالةَ وبإذن ِ الله .

ونَذكُرُ أيضاً، أنَّ الروحَ الايمانيةَ التي تسودُ محورَ الخيرِ عمادُها لُطفُ الله والايمانُ، وبشكل ٍ مطلقٍ بحتميةِ انتصارِ الخيرِ على الشر , انّهم {الذين قال لهمُ الناسُ إنّ الناسَ قد جمعوا لكم فاخشَوْهُم فزادهم ايمانا وقالوا حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل) و هم الّذين يعملون بقولِ الله تعالى:{أُذِنَ للذينَ يقاتَلونَ بأنَّهُم ظُلِموا وإنَّ اللهَ على نصرِهِم ْلَقَدِير).

المصدر: موقع إضاءات الإخباري