كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس), نبعث بتهنئتنا و معايدتنا الميلادية لكل المحتفلين بعيد الميلاد المجيد
أخبار وتقارير
كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس), نبعث بتهنئتنا و معايدتنا الميلادية لكل المحتفلين بعيد الميلاد المجيد
ربى يوسف شاهين
22 كانون الأول 2023 , 20:37 م


إعداد: ربا شاهين


صلوا من أجل فلسطين ففلسطين بحاجة إلى دعائكم و صلواتكم صلوا من أجل غزة

◾ حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء الإخوة والأخوات الأعزاء

أوجه رسالتي الميلادية هذه من رحاب فلسطين الأرض المقدسة ، من رحاب القدس وبيت لحم ولسان حالنا في هذه الأيام ، بأننا نعيش ألاماً و أحزاناً ومعاناة كثيرة ، بسبب ما يتعرض له أهلنا في قطاع غزة الحبيب من عدوانٍ غاشم .

نبعث بتهنئتنا و معايدتنا الميلادية لكل المحتفلين بعيد الميلاد المجيد ، في مشارق الأرض ومغاربها ، نهنئكم أيها الأحباء من أرض الميلاد من رحاب هذه البقعة المباركة من العالم ، التي تنزف دماً والتي يستهدف أبناؤها وشعبها بطريقة همجيةٍ غير مسبوقة، ٍ وخاصة في غزة الأبية.

لقد أعلنت الكنائس المسيحية في فلسطين ، وفي القدس بشكل خاص ، عن إلغاء المظاهر الاحتفالية بمناسبة العيد ، و إبقاء الصلوات والطقوس والقداديس ، والتي من خلالها نرفع الصلاة والدعاء إلى الله ، من أجل أن يرأف بنا وأن يتحنن على شعبنا ، وعلى اهلنا في غزة بنوع خاص ، والذين يمرون بأوقات عصيبة ، مأساوية و كارثية .

◾ وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

نحتفل بعيد الميلاد المجيد ، يوم 25/12 حسب التقويم الغربي ، ويوم السابع من يناير حسب التقويم الشرقي ، تعددت التقاويم ولكن رسالة العيد واحدة وهي رسالة المحبة والأخوة و السلام و الرحمة ، التي نادى بها صاحب العيد الذي نحتفي بمولده .

السيد المسيح أتى إلى هذا العالم ، منادياً بقيم المحبة ، والرحمة والأخوة الإنسانية ، ونبذ الحروب وثقافة الانتقام والقتل ، أين نحن اليوم من كل هذه القيم ، التي نادى بها صاحب العيد .

هنالك حربٌ مستعرة في غزة ، و دمارٌ ممنهج وهنالك من يستهدفون شعبنا في فلسطين كلها وهنالك من يتأمرون على القدس ، ولذلك وجب على المسيحيين ، وعلى كل المحتفلين بالعيد في كل مكانٍ في هذا العالم أن يتذكروا رسالة صاحب العيد الذي دعانا دوماً لكي نكون صوتاً صارخاً في برية هذا العالم و ننادي بالحرية والكرامة لكل إنسان ، ونكون إلى جانب كل إنسان متألم ومظلوم و معذب .

◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

أقول لكم أيها المسيحيون في كل مكان :

اليوم وفي أيام الميلاد ، أنتم مطالبون أكثر من أي وقت مضى ، بأن تلتفتوا الى أرض الميلاد ،

إلى فلسطين الجريحة ، صلوا من أجل فلسطين ففلسطين بحاجة إلى دعائكم و صلواتكم ، صلوا من اجل غزة لكي يتحنن الرب الإله و يرأف على أهلنا هناك الذين يتعرضون لهذه الحرب الهمجية ارفعوا الصوت عالياً في هذه الأوقات من أجل أن تتحقق العدالة في فلسطين ، العدالة المغيبة منذ سنين طويلة ، وشعبنا اليوم في غزة يدفع فاتورة انعدام وجود العدالة من خلال هذه الحرب وهذا العدوان الهمجي الذي يقتل ويدمر دون أي وازع إنساني أو أخلاقي.

إنها صرخةٌ نبعثها من رحاب فلسطين ، بمناسبة الميلاد إلى كل إنسانٍ عنده ضمير وعنده قيم إنسانية ، بضرورة أن نكون معاً و سوياً مع غزة المنكوبة ، غزة الجريحة ، غزة التي تقصف ليلاً ونهاراً ويستهدف أبناؤها من المدنيين والأطفال في مشاهد مروعة ، لن تنسى من ذاكرتنا أبدأ.

◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء في عيد الميلاد ، تذكروا ألام الشعب الفلسطيني ، تذكروا معاناة الشعب الفلسطيني نحن في هذا العام ، لن تكون عندنا احتفالات ومظاهر احتفالية ، لأن غزة تتعرض لعدوانٍ غير مسبوق ، وقد تعودنا دوماً في فلسطين مسيحيين ومسلمين ، أن نكون عائلةً واحدة ، أن نكون معاً في السراء و الضراء ، في ألامنا و أحزاننا و أفراحنا ، هذه هي فلسطين نموذجٌ متميزٌ في الوحدة والأخوة بين مكونات شعبنا الفلسطيني.

نرفض خطاب الفتنة ، نرفض الخطاب الذي يعمل ليلاً ونهاراً من قبل منصات مأجورة على تقسيمنا وإثارة الفتنة و الضغينة في مجتمعاتنا ، هذا خطابٌ لا يعبر عن قيمنا و إنسانيتنا و روحانيتنا و وطنيتنا و انتمائنا لفلسطين الأرض المقدسة.

أي خطابٍ يعمل على إثارة الفتن ، هو خطابٌ مشبوه ، خطابٌ يخدم الاحتلال والاستعمار ، ولذلك في الميلاد ، وفي كل الأعياد والمناسبات يجب أن نكون موحدين ، يجب أن نكون على قلب رجلٍ واحد في دفاعنا عن فلسطين ، وفي مناداتنا بأن تتحقق العدالة المغيبة في أرضنا المقدسة ، وأن تتوقف الحرب الهمجية على غزة.

ميلاد مجيد أيها الأحباء ، لكل المحتفلين بهذا العيد ، ونسأله تعالى أن يكون العام الجديد ، عاماً حاملاً لما هو جديد ، والجديد الذي نريده ، هو حرية شعبنا ، ولكن أولاً وقبل كل شيء رسالتنا اليوم ، هي رسالة نُطلقها إلى كل مكان في هذا العالم ، بأننا يجب أن نتوحد معاً و سوياً ، في المناداة بوقف الحرب ، معاً وسوياً في كل مكان في فلسطين ، في مشرقنا العربي من محيطه إلى خليجه ، وفي العالم بأسره معاً و سوياً نقول : أوقفوا الحرب حقناً للدماء ووقفاً للدمار .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري