من المعلوم في علم الحروب أن *الحرب هي أداة لتحقيق أهداف الدولة السياسية لكن بالقوة الصلبة.*
لذلك ينبغي لمن يخوضها أن تكون أهدافها لديه واضحة دقيقة واقعية قابلة للتحقق.
وأن تكون استراتيجية الخروج منها معدة بدقة في كل مرحلة من مراحل الحرب لمنع الغرق في مستنقعها.
فالحرب من الوسائل التي تلجأ إليها الدولة كحل أخير عند استنزاف الحلول الأخرى حيث لا يفيد في التعامل مع الموقف إلا القوة الصلبة.
وإذا أردنا النظر إلى واقع الكيان الصهيوني المؤقت وغرقه في وحول حربه في غزة نجد حكومته *قد وقعت في مأزق من أربع شعب:*
أولها- *الأهداف غير الواقعية التي حددت للحرب* وهي سحق حماس عسكرياً وإخراجها من غزة وقادة الكيان يقرون اليوم بعد مضي ما يقارب الثلاثة أشهر في حربهم أن ذلك لن يتحقق بالقوة العسكرية.
ثانيها- *عدم وضوح استراتيجية الخروج* وهي التي يجري التداول فيها اليوم بمصطلح *أهداف اليوم التالي* وتكون عبارة عن سياسات وإجراءات سياسية للمساعدة على استثمار ما تم تحقيقه في الحرب.
ثالثها- *التضرر المطرد للصورة المعنوية للكيان الصهيوني المؤقت بشكل كبير* أمام شعوب العالم ولكل من يدعمه *لا سيما الغرب وعلى رأسه أمريكا* بعد هذه الإبادة للمدنيين والإجرام غير الموصوف في تدمير كل مقومات الحياة في غزة.
رابعها- *الكلفة البشرية الضخمة التي لم يعتد الصهاينة على دفعها* في حروبهم منذ تاريخ إنشاء كيانهم المؤقت وهي متجهة للارتفاع في كل يوم يطيلون فيه بقاءهم في غزة.
ما تقدم يقود الى استنتاج يفيد:
*أن إسرائيل لن تقوى على الاستمرار في حرب الاستنزاف في غزة* على الرغم من أن المتطرفين فيها لا يعترفون بذلك.
لكن الواقع كما شاهدنا يكذبهم وسيصدمهم بقوة يوماً بعد يوم ليأتوا مرغمين إلى التفاوض ووقف إطلاق النار الدائم.
أضف إلى ذلك كله أن تجربة احتلال الجنوب اللبناني ما زالت حاضرة أمام قادة العدو *وقد أضعفتهم وجعلت عدوهم أقوى بأضعاف* وإخفاقاتهم المتمثلة بشكل رئيسي بأهدافهم غير الواقعية التي أشارت إليها لجنة فينوغراد التي شكلت لدراسة فشلهم في حرب تموز ٢٠٠٦م ما زالت أيضاً ماثلة أمامهم.
*# النزول المذل عن الشجرة بات قريباً*
د. علي حكمت شعيب