تحت سماء غزّة .. المجازر مستمرّة
فلسطين
تحت سماء غزّة .. المجازر مستمرّة
هيام وهبي
31 كانون الأول 2023 , 04:13 ص

وكان العيد في غزّة هذا العام مضرجاً بالدماء .. معمداً بالشهادة ... ولم يسترح الرب (يهوه ) في ليلة ميلاد رسول المحبّة والسلام ..من القتل ..بل واصل سفك الدماء وارتكاب المجازر ...وأمعن في الذبح والدمار والخراب ...وكانت ليلةالعيد المجيد دامية بامتياز ، إصطبغت فيها أرض غزّة هاشم بالأحمر القاني بالدماء الطاهرة للأطفال والنساء والشيوخ ..وسالت الدماء ومعها سالت كرامة أصحاب الجلالة والسمو والمعالي وتمرّغّت بوحل غزّة ... وامتزجت دموع الأطفال بدمائهم وأختلط الأنين بأصوات أجراس الكنائس ..وتراتيل العيد ببكاء الامهّات .. وأصوات المآذن بعويل النساء المحتضرات ... وكان الدُعاء يشٌق عنان السماء طلباً لرحمة ٍ من رب السماوات.. ولعدالةٍ لم تتوفّر على الأرض ... لا زينة ولا أفراح ولا حلوى وجاء ( بابا نويل ) من أميركا محمّلاً بالهدايا ..أحدث أنواع القنابل والأسلحة الفتاكة هدية العيد لأطفال غزّة ...كان العيد هذا العام لا يشبه أي عيد،بل أحتفال هستيري جنائزي قدم يه وه فيه هداياه للإنسانية ... أضحيات بشرية من الأوصال المبتورة والأشلاء الممزقة ورُكام الأبنية والمستشفيات والمساجد والكنائس ، قدّمها وأستعرضها أمام كل العالم المدعّي للحضارة وللأنسانية والشعارات البراقة التي أثبتت حرب غزّة نفاقها وخداعها ...

أمام أنظار الغرب المسيحي ...المؤمن برسالة السيد المسيح وقيَمه النبيلة ...صُلب المسيح مئات المرّات وأعاد التاريخ نفسه ..نفس القاتل يكرر الجريمة ..

ليلة الميلاد تردّد في السماء الصدى ...صدى صوت المسيح عليه السلام وهو يقول لبيلاطس البنطي :قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق .. كل من هو من الحق يسمُع صوتي .

.. والله حق وشعب فلسطين صاحب حق ... وفي غزّة ليلة العيد رددت السماء صوت سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وهو يقول متحدِّيا الظلم والقهر قائلاً هيهات منّا الذلّة ... وغزّة التي تحب الحياة حتى الموت كانت مقاوِمة صامدة متحدية ..دمُها ينتصرُ على السيف ..وكان الإيمان كله يواجه الكفر كله ... الحق كله في وجه الباطل كله ...

ليلة مولد النور للبشرية إنتُهِكَت كل القيَم وداس من صلب المسيح بحذائه على الضمير العالمي وكل المبادئ الإخلاقية والقوانين وشرائع السماء والأرض ...وترنّح (يه و ه) ثملاّ بدماء الغزاويين ...

هذه الإبادة الجماعية حدثت بإذن من الغرب وبضوء أخضر من أمي ر كا ...العالم كله شهد َ وسمِعَ وأحتفل بليلة الميلاد ولم يتحرك قيد أنملة لأيقاف الجريمة وقالوا ما قاله بيلاطس البنطي لحظة يأسه من منع هيرودس الصه يو ني من إرتكاب جريمة صلب المسيح :إني برئ من دم هذا الصديق ... هم يدّعون البراءة من دم الغزاويين ،هذه الأنظمة الغربية البراغماتية والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن وزعماء وملوك وأمراء وقادة العربان ،كل هؤلاء أعلنوا براءتهم من دم غزّة ،

وتركوها قرباناً يذبحه يه وهو  الذي لم يرتوِ من هذه الدماء الطاهرة... 1779 مجزرة منذ بداية العدوان على المدنيين ...ولم يرتو ِ بعد ..وما زالت المجازر مستمرّة والإبادة قائمة..فالهزيمة التي لحقت بالكيان البشع هزّت صورته أمام العالم وفضحت أكاذيبه وهشمت أسطورته وكسرت نرجسيته وزادت جنونه ووحشيته وهمجيّته وكلما سطّر الأبطال أنتصارات أسطورية كلما أزداد سفكاً لدماء المدنيين ،حتى الأجنّة في بطون أمّهاتهم لم تسلم من إنتقامه وحقده ،هؤلاء هم الي هو د وهذه عقيدتهم .. حثالة من المجرمين أغتصبوا أرض فلسطين المقدّسة وأرتكبوا كل المعاصي والجرائم والفظائع التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى اليوم ...هذا إلههم الذي أبتكروه خصيصاً ليبرروا لأنفسهم قتل البشر الأغيار (الغوييم ) فكل البشر في عقيدتهم غوييم ويحق لهم سفك دمهم ...هذه عقيدتهم الإجرامية وهذه طقوسهم وتقاليدهم ..

وبهذه الأساطير التي أسسوا كيانهم عليها أستباحوا أرض فلسطين وشردوا شعبها ، وقتلوا الأنبياء وصلبوا السيد المسيح الذي دعا الى المحبة والتسامح والسلام نبي الله عيسى عليه السلام إبن فلسطين الذي نذر نفسه للحق ونصرة المظلوم وهو أول من قاوم بني صه ي و ن ودعا من لا يملُك سيفاً أن يبيع ردائه ويشتري سيفاً ...

لم يحدث في التاريخ مظلومية تشابه مظلومية هذا الشعب الذي سلبوه وطنه وشردّوه وحاولوا إذلاله وتعرّض للأستغلال من الجميع ومن الانظمة العربية ومعظم القيادات السياسية التي وصلت بإسمه وإسم القضية ألى مناصب عالية وثروات طائلة... هذا الشعب ذنبه الوحيد عشقه لأرضه ونضاله من أجل التحرير ومقاومته للغاصب... وإيمانه بحق العودة ... هذا الشعب الذي لم ينس َ ولن ينسى فلسطين وأسقط نظرية سيئة الذكر غو لد ا مائ ير : الكبار سيموتون والصغار سينسون ...

الكبار رحلوا ولكنهم عند رحيلهم سلموا مفاتيح دورهم وحكاية فلسطين الحزينة ويقين العودة للصغار، الذين لم ولن ينسوا .. وما نراه في غزّة من صمود رائع ومقاومة صلبة وتحدٍ مدهش ،ومن آيات البطولة والصبر والإستشهاد يثبت أن فلسطين في القلب ...والقدس في الوجدان ...

وبأن ربهم السفاح المزعوم الذي أستراح في اليوم السابع كما جاء في سفر التكوين ،بعد السابع من أوكتوبر لن يستريح ولن يجد وقتاً للراحة والإستجمام في أرض فلسطين وهذا الكيان الغاصب إلى زوال ، فالمقاومة مستمرّة والعمليّات متواصلة وخسائركم أيها ال صها ي نة ستكون فادحة وشجعان غزّة البواسل سيذيقونكم الهزيمة تلو الهزيمة وسيحققون في كل يوم إنتصار جديد ... فأنصرفوا آن لكم أن تنصرفوا ... أخرجوا من فلسطين العربية ..خذوا قطعانكم من المستوطنين وأخرجوا .. ...فلنا الماضي والحاضر والمستقبل ولنا دماء الشهداء التي ستُزهر نصراً ... خذوا أساطيركم وأنصرفوا .. آن وقت رحيلكم.

هيام وهبي 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري