تعتمد السنة الميلادية على التقويم الشمسي المعروف أيضًا باسم التقويم الغريغوري. وقد تم تحديد بداية السنة الميلادية بناءً على قرارات وتعديلات قام بها البابا غريغوريوس الثالث عشر في القرن السادس عشر. وقد قام البابا غريغوريوس بإصدار بابا بولوميوس في عام 1582 لتعديل التقويم الجولياني الذي كان يستخدم في ذلك الوقت.

التقويم الجولياني:

قبل أن نتحدث عن التعديلات التي أُدخلت على التقويم الجولياني، دعنا نتطرق إلى مفهوم التقويم الجولياني نفسه. التقويم الجولياني كان يستخدم منذ العصور القديمة وتم تطويره على يد العالم الروماني جوليوس قيصر في عام 45 قبل الميلاد. استند التقويم الجولياني إلى إضافة يوم إضافي (سنة كبيسة) كل 4 سنوات، وذلك لمواكبة الزمن الفعلي لدوران الأرض حول الشمس. ومع ذلك، لم يكن هذا التعديل كافيًا لتحقيق التوافق التام بين التقويم والزمن الفعلي.

تعديلات التقويم الجولياني:

في عام 1582، قام البابا غريغوريوس الثالث عشر بتعديل التقويم الجولياني لتحسين دقته. أصدر البابا البابا بولوميوس الذي يضمن الاستقرار في تحديد تواريخ الأعياد المسيحية المهمة، خاصة عيد الفصح.

ما هي التعديلات التي أدخلت؟

1. إلغاء 10 أيام: في البداية، تم إلغاء 10 أيام من شهر أكتوبر عام 1582. حيث تم تحديد اليوم التالي بعد 4 أكتوبر عام 1582 كـ 15 أكتوبر.

2. قواعد السنة الكبيسة: تم إدخال قواعد جديدة لتحديد السنة الكبيسة. وفقًا لهذه القواعد، يُعتبر العام الذي يكون مقسومًا على 4 سنة كبيسة، ما لم يكن العام المقسوم على 100 غير قابل للقسمة على 400. على سبيل المثال، عام 2000 كان عامًا كبيسًا، لأنه يمكن قسمه على 400.

تبني التقويم الغريغوري:

بناءً على التعديلات التي أدخلهالبابا غريغوريوس الثالث عشر، تبنت العديد من الدول التقويم الجديد المعدل، المعروف الآن بالتقويم الغريغوري. وبموجب هذا التقويم، تم تحديد يوم 1 يناير عام 1583 كتاريخ بداية السنة الميلادية.

فوائد التقويم الغريغوري:

تقدم التعديلات التي أُدخلت على التقويم الجولياني العديد من الفوائد. أولاً، يوفر التقويم الغريغوري توافقًا أفضل مع الفصول الفلكية والطقسية، حيث يحتسب بدقة تواريخ الفصول الأربعة. ثانيًا، يضمن تحديد تواريخ الأعياد المسيحية المهمة بشكل صحيح، خاصة عيد الفصح الذي يعتمد على تواريخ الفصول.

اعتماد التقويم الغريغوري:

على مر الزمن، اعتمدت معظم الدول حول العالم التقويم الغريغوري كمعيار لتحديد السنة الميلادية وبداية السنة الجديدة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الثقافات والديانات تستخدم تقاويم مختلفة تمامًا، مثل التقويم الهجري المستخدم في العالم الإسلامي وتقويم الصين التقليدي.

خلاصة:

تم تحديد بداية السنة الميلادية على يد البابا غريغوريوس الثالث عشر في القرن السادس عشر. من خلال التعديلات التي أُدخلت على التقويم الجولياني، تم تبني التقويم الغريغوري الذي نستخدمه حاليًا. وبفضل هذا التقويم، يتم تحديد يوم 1 يناير كبداية السنة الميلادية، ويتم تحسين تحديد تواريخ الفصول والأعياد بشكل أكثر دقة.