كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: أين أنت يا هوميروس...
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: أين أنت يا هوميروس...
حليم الشيخ
31 كانون الأول 2023 , 17:48 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد:

أين أنت يا هوميروس تكتب إلياذة غزة في القرن الواحد والعشرين؟

أين شعراء الملحمة والبطولة في هذا الزمن العربي النتن،... المنتشر في كل زاروب خارج غزة والضفة...

كل الكلام.. قاله طفل من غزة في كلمتين...

صرخ في وجه العرب...

كل العرب...

"أنا من غزة"... قالها...

ثم صعد شهيدا إلى أعلى السماوات...

الى السماوات التي خلت من كل تلك الجموع التي اجتمعت يوما حاملة السيوف على سوريا والعراق...ولبنان واليمن وفلسطين...

...

"تخرج قهقهة من جوف الضابط"...

"هل قتلوا" غزة؟

"كانت صورة المسيح" في وجه كل مخلوق يحمل جراحه النازفة...

يحمل صليبه في بيت لاهيا، في الشجاعية، في بيت حانون، في خان يونس، في جنين، في...، في...،

يحمل صليبه، ويمشي...

في غزة، سقط الشِعر...

في غزة، صار للكلام لغة واحدة تتحدث بها كل أمم الأرض... وحدهم العرب لا يجيدون تلك اللغة...

أنها لغة الحرية والإنسانية التي لا يجيدها كلاب لبنان والعرب...

وحدهم، الصهاينة العرب ينظرون إلى المرايا في القصور الزائلة، فلا يجدون سوى حشرات ميتة يأكلها الدود... حتى قبل أن تتعفن...

غزة، انت لعنة العرب...

غزة، انت لعنة الغرب والشرق...

غزة، انت أيقونة في زمن فقد كل العرب العذرية...

غزة انت القيامة، يوم تقف الجموع خاشعة أمام الرب وهو يقلد كل طفل،

كل امرأة،

كل شيخ من غزة وسام الشرف الأعلى...

شرف معنى الوجود...

ينظر الملوك والأمراء والرؤساء في مرآة الحقيقة...

يفتشون على غير هدى عن دليل الفحولة...

لا يجدون غير دود يخرج من حيث دخلت كل خوازيق الاستعمار في قفا النظام والشارع العربي على حد سواء...

من بين كل العرب، يخرج وحدهم قلة من شرفاء اليمن ولبنان وبعض العراق...

من بين أمة رسول الله، يخرج فقط فيلق القدس يقدم الشهداء...

أين هي تلك الجحافل التي اجتاحت سوريا في ليلة سوداء...؟

أين أمراء السوء من معشر من خلط الحابل بالنابل...؟

أين ابو محمد الجولاني وجماعات التكفير...؟

إنه صمت القبور حين يكون شرع الله هو الفيصل في الميدان...

من بين كل أمم الأرض، تخرج وحدها حكومة جمهورية جنوب افريقيا... تكتب بالحبر الأحمر على عشرات الصفحات مضبطة الإبادة المستمرة على أرض فلسطين...

هل تعرفون من حذر اسرائيل قبل حرب تشرين ٧٣...؟

كان ملكاً عربيا "ذا نسب"...

كان مستشاراً لرئاسة جمهورية في بلد انقلب على العروبة وعلى الوحدة...

يومها، أهملت غولدا مائير التحذير...

هل تعرفون من حذر اسرائيل من "طوفان الأقصى"؟

جهاز مخابرات عربي...

من بين أجهزة مخابرات الأردن ومصر والإمارات وقطر والسعودية وغيرها... وكلها مدانة حتى قبل أن تثبت التهمة...

خرج الصحافي المستقل كريس هيدج يوجه اصبع الإتهام إلى المخابرات المصرية...

والله عيب...

والله عيب يا جماعة...

إلا تخجلون؟

بل كيف تخجلون وانتم العيب نفسه!!!

لكن الله الذي أعمى قلب غولدا سنة ٧٣، عاد و أعمى قلوب نتنياهو وغالانت وقادة جيش العدو عن يوم السابع من أكتوبر...

من اي طينة صنع الله ملوك العرب والحكام؟

في أميركا، كما في بريطانيا وفرنسا... تم فصل إعلاميين لأنهم ملكوا جرأة الصراخ ضد الإبادة في فلسطين...

كل يومين يخرج موقع جديد على الانترنت في الغرب، يفند الرواية الصهيونية بندا بندا...

Breaking point, The majority report...

عشرات المواقع...

يحتل مراسل النيويورك تايمز السابق كريس هيدج والباحث الدكتور نورمان فينكلشتاين والمؤرخ إيلان پاپيه... وغيرهم كثر تلك الشاشات، بما في ذلك يهود بالولادة حتى داخل فلسطين المحتلة يفندون الروايات الإسرائيلية والغربية والعربية الكاذبة؛

يثبتون بالدليل القاطع صفة الإبادة والتطهير العرقي الذي بدأ قبل مئة عام في الأرض المقدسة، ولم ينته بعد...

بينما يُسبّح حكام الأعراب ليل مساء باسم الرب الأميركي الذي لا يرون سواه...

يثبت هؤلاء الباحثون بالدليل القاطع مسؤولية كل من يدعم الإبادة من دول وشخصيات غربية وحتى عربية حيث تنص شرائع حقوق الإنسان بأن كل من يمد يد العون لفعل الإبادة هو شريك في الإبادة...

هكذا تكون اميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا شريكة في فعل الإبادة...

هكذا يكون بايدن و سوناك و ماكرون و شولتز شركاء لنتنياهو في مسؤولية الإبادة...

بل تذهب الشرائع ابعد من ذلك...

واجب كل الدول أن تمنع فعل الإبادة وإلا تعتبر في خانة من يسهل ويساعد في فعل الإبادة...

هنا تقع كل انظمة الذل العربية التي تحاصر غزة والضفة كما مصر والأردن؛ أو تلك التي تساعد في فك الحصار عن الكيان الاسرائيلي كما السعودية والإمارات وتركيا...

تقع كل تلك الجيف في تهمة الشراكة في فعل الإبادة...

في الوقت الذي تخرج أيقونات الفكر في العالم دفاعا عن إنسانية غزة وفلسطين...

يخرج سفهاء العرب تحت شعارات المغامرين في مصر والخليج والأردن أو إعلانات كبيرة في الشوارع تقول إن "لبنان لا يريد الحرب"...

أولاد القحبة، من قال لكم إن اولاد الشرف والعزة لا يريدون الحرب...

أولاد القحبة، الم تسمعوا احرار بلادي يقولون "إن الحياة وقفة عز"...

أولاد القحبة، الم تفهموا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة...

"أولاد القحبة؛ هل تسكت مغتصبة؟"

الفلسطيني الجيد في نظر كل اولاد الزانية اولئك هو الفلسطيني الذي يموت صامتا حتى عن انين الوجع...

"لكن أكيد، أكيد، ولا جدال..."

في غزة... لا يموت الرجال...

مدد... مدد...

يا أمة ال ٤٥٠ مليون نائم نومة أهل الكهف...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري