كتب البروفيسور الدكتور محمّد كاظم المهاجر:
مقالات
كتب البروفيسور الدكتور محمّد كاظم المهاجر: "منظورُنا المَعْرِفيُّ، وسياقُنا العمليُّ استكمالٌ لِلنَّفْسِ الإنسانية".
د. محمد كاظم المهاجر
6 كانون الثاني 2024 , 17:21 م

كتب البروفيسور الدكتور محمّد كاظم المهاجر: 

سيدُ المقاومةِ يَحشدُ أحسنَ تقويمٍ، لِمَحْق ِ أسفَل ِ السافلين، فالمعرفةُ الإيمانيةُ استكمالٌ للنفسِ الإنسانيةِ، وسبيلٌ لمعرفةِ حقائقِ الوجود؛ والمعرفةُ نظريةٌ تجريديةٌ وعمليةٌ تَعَقُّلِيّةٌ تَخّلُّقِيّة.

فَمِنْ حيثُ وجودُ الإنسان ِ وفقاً لِصُنْع ِ البارِي عزَّ وجلّ: {لقد خَلَقْنا الإنسانَ في أحْسَنِ تَقْوِيم }. /التين: 4 ، وسياقاتُ نموِّهِ وتطوُّرِهٍ محكومةٌ بِاتِّساع ِ مَعْرِفّتِهِ الإيمانيةِ، وتجسيدِ سُلُوكِه: {ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلين ، إلَّا الذينَ آمَنوا، وعملوا الصالحات}: التين/ الآيتان: 5 و6. ففي قوله تعالى: {الذين آمنوا} إشارةٌ إلى غايةِ الحكمةِ النظرية، وفي قوله، عزَّ مِن قائل:{ عَمِلوا الصالحاتِ}إشارةٌإلى تمامِ الحِكمَةِ العَمَلِيّة؛ فالحكمةُ النظريةُ، كما يقولُ العالِمُ الرّبّانِيُّ صَدْرُ المُتأَلِّهِينَ الشِّيرازيُّ في "الحكمة المُتَعالِيّة" غايتُها انْتِقاشُ النفسِ بصورَةِالوجودِ،على نظامِهِ بِكَمالِه وتَمَامِه وصَيْرُورَتِها ؛ وأما العمليةُ فثمرتُها مباشرةُ عَمَل ِ الخير؛ الأولى تعزِّز ُالعقلَ في القدرةِ على تمييزِالثانيةِ في الفعل ِ وصَوَابِيَّتِه، حيثُ يُمْكِنُهُ في الحكم على القُبْح ِ والحُسْن ِكمُسْتَقِلّاتٍ عقليةٍ يُمْكِنُها الحُكْمُ على أفعال : الواجب، المباح ، المندوب والمكروه، ومع الحرامِ تكونُ الأحْكَامُ، الحسن والقبح، خمسة.

والإحاطةُ بالمعرفةِ النظريةِ، واتِّبّاعُ الحكمةِ العَمَلِيَّةِ تستكمل النفس البشرية مسيرَتَها،في"التخلق بأخلاق ِ الله"، كما حَدَّثَنا الرَّسولُ الكريمُ(ص)، حيثُ الرِّفْعُةُ لِلإِنسان ِعِندَ البارِي عزَّ وجلّ:{ يرفعُ اللهُ الذينَ آمَنوا منكم والذين أُوتوا العِلْمَ درجات}. المجادلة/ الآية11. وهو، في وُجوْدِهِ الدنُّيَوِيِّ، تَجْسِيْدٌ لِمَفْهومِ الخير: {ومَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فقدْأُوْتِيَ خيراًكثيرا}:البقرة

/الآية: 269.

هذا الفَهْمُ العميقُ لِأفعالِنا رَشَحَتْ منهُ رؤيةُ سّيِّدِ المقاومةِ، في تحديدِ سِيَاقاتِ أداءِ المقاومةِ

لِفِعْلِ الواجبِ الجِهَادِي .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري