النشاط البدني مفتاح لتعزيز حجم الدماغ في مناطق الذاكرة والتعلم
علوم و تكنولوجيا
النشاط البدني مفتاح لتعزيز حجم الدماغ في مناطق الذاكرة والتعلم
9 كانون الثاني 2024 , 06:08 ص

تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود صلة بين النشاط البدني وحجم أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة وقدرات التعلم. والمثير للاهتمام في هذا السياق هو أن النشاط البدني ليس بالضرورة يجب أن يكون شديد القوة حتى يحقق تأثيرات معززة للدماغ.

الدراسة والنتائج:

أجريت دراسة قادها باحثون من مركز صحة الدماغ التابع لمعهد علم الأعصاب في المحيط الهادئ (PBHC)، واستخدموا فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI) لمعرفة تأثير النشاط البدني على حجم الدماغ. شملت الدراسة 10125 شخصًا، وتوصلت إلى أن الأشخاص الذين يمارسون بانتظام أنواعًا من النشاط البدني، مثل المشي أو الجري، يمتلكون أحجام دماغية أكبر في مناطق معينة.

تأثير النشاط البدني على الدماغ:

تشمل المناطق التي تأثرت بالنشاط البدني الفص الجبهي الذي يتخذ القرار والحُصين، وهو جزء مهم في الدماغ يتعامل مع تخزين الذكريات ومعالجتها. وقد قامت الدراسة أيضًا بقياس الحجم الإجمالي للمادة الرمادية والمادة البيضاء الضامة في الدماغ، وهما جزءان يساهمان في معالجة المعلومات وصحة الخلايا العصبية.

العلاقة بين النشاط البدني والقدرات المعرفية:

على الرغم من أن حجم الدماغ لا يشير تلقائيًا إلى تحسن الأداء الوظيفي، إلا أنه يُعتبر مؤشرًا مهمًا للتغيرات في القدرات المعرفية. وقد وجدت الدراسات السابقة أيضًا علاقة بين المستويات الأعلى من النشاط البدني وانخفاض خطر الإصابة بالخرف وأمراض التنكس العصبي.

آليات التأثير:

تعمل التمارين الرياضية على زيادة تدفق الدم حول الجسم، بما في ذلك الدماغ، وزيادة مستويات بعض البروتينات التي تحافظ على صحة الخلايا العصبية. ويُعتقد أن هذه العوامل تلعتعمل على تحسين الوظائف العقلية وتقوية الذاكرة والتعلم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي النشاط البدني إلى زيادة إفراز النواقل العصبية المهمة، مثل الدوبامين والأدرينالين، التي تعزز الانتباه والتركيز والمزاج الإيجابي.

التطبيقات المحتملة والتحديات المستقبلية:

توفر هذه الدراسة أدلة مبدئية تشير إلى أن النشاط البدني يمكن أن يكون عاملًا مساهمًا في الحفاظ على صحة الدماغ وقدراته العقلية. يمكن أن تكون هذه المعرفة ذات أهمية كبيرة في تطوير استراتيجيات مستقبلية للوقاية والعلاج من اضطرابات الدماغ وأمراض التنكس العصبي.

ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تحتاج إلى تجاوزها. على سبيل المثال، لا يزال هناك حاجة إلى دراسات إضافية لتحديد الآليات الدقيقة التي تربط بين النشاط البدني وتغيرات حجم الدماغ. كما يجب أن تستكشف الأبحاث المستقبلية الآثار الطويلة الأجل للنشاط البدني على الصحة العقلية والوظائف العقلية.

الخلاصة:

تشير الأبحاث إلى وجود صلة بين النشاط البدني وحجم أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة وقدرات التعلم. يمكن أن يؤدي النشاط البدني إلى تحسين القدرات المعرفية والوظائف العقلية وتعزيز الصحة العقلية بشكل عام. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة لتحديد آليات التأثير وتحديد الفوائد الدقيقة للنشاط البدني على الدماغ. قد تكون هذه المعرفة مفيدة في تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية والعلاج من اضطرابات الدماغ وأمراض التنكس العصبي في المستقبل.

نشرت النتائج في مجلة Alzheimer's Disease.

المصدر: ساينس ألرت