كتب الأستاذ حليم الشبخ: بين البريطاني الخبيث، والأميركي القبيح..
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشبخ: بين البريطاني الخبيث، والأميركي القبيح..
حليم الشيح
13 كانون الثاني 2024 , 08:38 ص

كتب الأستاذ حليم الشبخ:

بين خبث البريطاني، وقبح الأميركي قذارة تمتد على كل عالم الرجل الأبيض...

عالم الرجل الأبيض في الغرب ليس عالماً عنصريا بالمعنى الحرفي للكلمة كما هو الحال في شرق أوروبا مثلاً...

في عالم الرجل الأبيض كان كولن باول وكونداليزا رايس، ثم تبعهم باراك حسين أوباما واليوم عندنا وزير الدفاع أوستن...

عالم الرجل الأبيض يضم كمّا كبيراً من حكام جمهوريات وممالك الموز المنتشرة على معظم بلاد الجامعة العربية، كما على بلدان المؤتمر الإسلامي...

شاشة العربية أو الحدث أو سكاي نيوز تنافس صحفا صفراء خسرت كل حس بالمسؤولية حتى تحول بابا الفاتيكان في جريدة "نداء الوطن" إلى دمية...

صلاة البابا ودعوته لوقف إطلاق في غزة والمنطقة تحولت على صفحات "نداء الوطن" إلى صلاة ودعاء لحصر وقف النار على لبنان...

مقالات جريدة النهار مليئة بأبر في أكوام القش تلدغ المقاومة وحزب الله؛ ومقدمات بعض ألسنة السوء تحرص على رمي الشوك على طريق جلجلة المقاومة كما يفعل وليد عبود في في معلقات الكره الدفين تجاه الآخر...

تذكّرنا كل تلك الأنياب السامة بشعار انتشر على جدران الشرقية أيام الكره الاعمى في الحرب الأهلية تجاه الآخر، الفلسطيني...

"لقحوا أطفالكم ضد المقاومة"، كان عنوان شعارات كتبت على جدران "الشرقية" في تلك الأيام...

ما علينا،...

عودة إلى الساحرة الشريرة بريطانيا وبناتها الأربع...

اقبح تلك البنات هي اميركا تليها أستراليا ثم كندا... واخيرا، نيوزيلاندا...

بريطانيا التي قامت بأكبر المحارق في التاريخ البشري عبر إبادة السكان الأصليين وإحلال المستعمرين مكانهم، هي بريطانيا التي يظن كثيرون أنها تتبع اميركا "عالعمياني"، بينما الحقيقة هي أن هذا البلد يحتوي عُصارة الفكر الإمبريالي...

خماسية الانكلو ساكسون هذه كان ينقصها نيوزيلاندا أمس في قصف اليمن...

البحرين، قضية أخرى... حكام البحرين سوف ينتهون يوما على أعواد المشانق...

البحرين هي كلب الإمبريالية لا أكثر، ولا أقل...

لكن، من الذي سمح بقصف اليمن؟

أول المذنبين هي الجزائر، ثم الصين، ثم روسيا...

لا ضرورة لقراءة أي شيء عن القذارة المنتشرة في بقية حلف الناتو أو النظام الرسمي العربي أو محمود عباس...

هؤلاء الآخرون، محسوم أمرهم...

كومة قذارة...

أما الجزائر والصين وروسيا...

امتنعت هذه الدول عن التصويت على القرار في مسألة حرية الملاحة في البحر الأحمر...

انصار الله في اليمن قادرون على الكثير الكثير مما قد يؤذي كل القذارات الغربية؛ والعربية أيضاً...

لكن اليمنيون يعرفون جيداً أن هذا بالضبط ما يريده خماسي الشر، الأنكلو ساكسوني...

الدولة التي سوف تعاني بشكل أساسي إذا ما فجر اليمن الوضع في البحر الأحمر، هي الصين...

قد لا يكون لصوت الجزائر وزن في مجلس الأمن...

لكن أين المبادئ يا ثوار الجزائر؟

الامتناع عن التصويت هو رخصة لأميركا بقصف اليمن...

كان على الجزائر التصويت ضد القرار الأميركي حتى لو أن هذا الصوت لن يغير من النتيجة...

أما روسيا...

يبدو أن الاستاذ رفيق نصرالله لا يبالغ حين يتحدث عن الإمبريالية الروسية...

الأمر نفسه ينطبق على "الإمبريالية" الصينية...

الصين وروسيا يتصرفان على قاعدة التضحية بالآخرين...

لو غضب اليمنيون بعد الغارات، وقاموا بنشر الألغام في البحر الأحمر...

لانهارت أوروبا والصين ومصر ودول الخليج...

هم لم يفعلوا ذلك لأنهم كما حزب الله في لبنان، قرروا أن يمشوا على ساعة محور المقاومة، وليس على الساعة الأميركية...

لقد أثبت الاميركيون والبريطانيون أنهم على نفس درجة الخبث والخسة...

ليس في اليمن فقط... بل اصلا، وقبل اليمن، في فلسطين...

هم يصعّدون لرؤية إلى أي مدى يمكن أن يصل صبر محور المقاومة...

في النهاية إذا ما تلقوا صفعة قوية سوف يتعاملون ببراغماتية مع إيران...

ألم تصبح فيتنام صديقة اميركا في الخصومة مع الصين، رغم كل التاريخ الدموي لاميركا مع شعب الفيتنام...

لكن الحقيقة هي أن أميركا تصعّد...

هناك شيء ما في محور المقاومة لا نستطيع تبين ماهيته بسبب ضعف المعطيات...

كلما قامت اميركا بالتصعيد زاد حزب الله من عيار الحرب الدائرة ضد اسرائيل...

حتى السيطرة على ناقلة النفط الأميركية من قبل إيران، بغض النظر عن أنها أساساً إيرانية كانت واشنطن قد قامت بسرقتها منذ حوالي العام؛ حتى هذه العملية الإيرانية، تدخل في خانة التصعيد...

لا يحتاج اليمني للخروج ومهاجمة الأسطول الأميركي أو البريطاني...

اليمني قوي في أرضه، وفي حصنه...

هو سوف يضرب الأميركيين والبريطانيين متى سنحت الفرصة... لكنه لن يخرج إليهم في العراء ليصطادوه...

هم مجبرون للذهاب إليه لأنه يملك مع حلفائه كل مفاتيح المنطقة...

قوة اليمن هي في قدراته القتالية على أرض اليمن...

هو سوف يكمل ما بدأ به من استهداف السفن التجارية الذاهبة إلى فلسطين...

كل ما في الأمر الآن، هو أن زبائن الاستهداف زادوا...

صارت سفن الاميركيين والبريطانيين التجارية هي أيضاً ضمن قوائم المطلوبين...

يكفي أن يقصف سفينة تجارية غداً، لتسقط كل مفاعيل الغارات الأميركية والبريطانية...

أنها نظرية دفاعية تشبه ملاحقة البعوض والذباب دون جدوى...

أمام العالم، لا يقوم أنصار الله بعسكرة البحر الأحمر...

الاميركيون والبريطانيون هم من يفعل ذلك...

بقية الأوروبيين ليسوا أغبياء؛ هم يخافون جانب أميركا؛ لكنهم يعرفون جيداً أن الحلف الانكلو ساكسوني لا يعير مصالح أوروبا الكثير من الأهمية...

لذلك رفض الإيطالي المشاركة في قصف اليمن، بينما سارعت استراليا الأنكلو ساكسونية إلى تنفيذ الأوامر الأميركية...

مصر، السعودية، الإمارات... هؤلاء أقزام ينفذون الأمر حتى لو كان ضد مصالحهم...

إنه "زمن العبيد والامريكان"، كما يقول الشيخ إمام...

هل يحضّر محور المقاومة لشيء ما يخرج و يفاجئ الجميع به...؟

ام أن المحور يقوم بدفاع قوي يصل احيانا إلى قاعدة أن الهجوم هو افضل طرق الدفاع...

الحسم في معرفة أي من الأمرين يشكل استراتيجية محور المقاومة، أمر صعب جداً..

لكن الاكيد هو أن هذا المحور لا يستطيع التراجع، وسوف يضطر سواء عن طيب خاطر أو غصباً، على مجابهة الأميركيين عاجلا أم آجلا...

إذا هو لم يفعل، سوف يندثر كما انتهت تنظيمات وحركات تحرر حين لم تكن على مستوى المبادئ..

لكن إيران تعرف، كما حزب الله، كما الحشد الشعبي كما أنصار الله؛ ...الكل يعرف أن مفاتيح التاريخ موجودة في فلسطين...

الفلسطينيون دخلوا معركة وجود لأنهم مستهدفون على طريق التصفية... حسنا فعلوا...

لقد وضعوا كل العالم على المحك...

إذا انتصرت إسرائيل وأميركا وضاعت فلسطين... ضاع الجميع...

بما في ذلك الصين وروسيا وكل من يتحدث عن نظام عالمي قائم على تعدد الأقطاب...

إذا ضاعت فلسطين، سوف يضيع حزب الله... وتدور السبحة حتى تضيع الجمهورية الإسلامية... ربما يعود شاه ما...

ربما تعود إيران أخرى ما...

لذلك اصابع الجميع على الزناد...

نحن داخل عملية مخاض ضخمة...

الحل الوحيد أمام محور المقاومة لكي يظل مخلصاً للمبادئ...

هو عبر إعادة تفعيل طوفان أقصى جديد، لكن هذه المرة على كل الجبهات... هذه المرة على طريقة طارق بن زياد...

المستوطنات "أمامكم"، والخزي والعار والموت "من ورائكم"...

ما فعله الفلسطينيون بنجاح هو خلق ظروف تجبر الكل في هذا العالم على اتخاذ موقف...

"يا ابيض، ياسود"...

لا موقف وسطي... لا رمادية...

حتى الآن، تدور المعارك دون توقف...

من يستنزف من...؟

الروسي مسرور لأنه يقطف في أوكرانيا دون دفع اثمان رغم سذاجة هذا الموقف لأنه سوف يخسر إذا ما خسرنا نحن...

كذلك الصيني الذي يراكم السيولة في الاحتياط الاستراتيجي المالي...

لكن فجراً جديدا على الطريق...

المهم أن غزة لا تزال تملك زمام الأمور...

غزة تكاد تفرض على الأميركي الانحناء للعاصفة...

لكن هذه العاصفة تتحول شيئا فشيئا إلى كابوس مريع للأعداء...

حليم الشيخ محمد 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري