كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد:
أميركا حريصة على عدم توسيع رقعة النزاع...
كل الطائرات العملاقة التي تحمل آخر ما أنتجته مصانع الموت الأميركية، كل السفن، كل مخازن حلف الأطلسي التي أوقفت عن أوكرانيا وتم توجيهها لدعم الكيان لا تدخل في الحساب...
يحق لأميركا ما لا يحق لغيرها...
كل تلك الآثام الأميركية لا يمكن وضعها في خانة توسيع رقعة الحرب...
آلة الحرب الأميركية تنقل "البوشار والفستق!!" كي يتم رميها على أهالي غزة...
لا يزيد على وقاحة وقبح الأميركي إلا معزوفات الحكومات الغربية وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا وبقية قطيع الماعز الأوروبي... دون الكلام عن العرب الذين يمثلهم أفضل تمثيل هذه الأيام فؤاد السنيورة وسامي الجميل...
أوروبا قلقة على مستوطني شمال فلسطين المحتلة الذين لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم وترك الفنادق التي يدفع فواتيرها بكل تأكيد الاميركيون والأوروبيون وبعض النظام الرسمي العربي ( السعودية، الإمارات، وربما الآخرون أيضاً...)
ربما ربْط هؤلاء مع شبكة إبستين للدعارة هو ما يفسر تصرفات أبناء زايد وأبناء سعود...
اعتبر محمد بن سلمان الصواريخ والمسيرات اليمنية المتجهة إلى فلسطين المحتلة خرقا للمجال الجوي السعودي، فقام بالتعرض لها، بينما مرت الطائرات الأميركية والبريطانية التي قامت بضرب أنصار الله في اليمن دون أي اعتراض... بل ربما مع مساندة أرضية وجوية خليجية...
رق قلب بوريل وسوناك وشولتز على المستوطنين المهجرين إلى الفنادق...
بينما لم يتذكر أي نظام عربي أو غربي مئات آلاف الفلسطينيين الذين دمرت بيوتهم وصاروا يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء في هذا البرد القارس...
'فان دير لاين" الصهيونية الألمانية لا تستطيع النوم لأن المستوطنين مضطرون إلى اللجوء في الفنادق...
أما اطفال فلسطين ونساؤها...
هؤلاء بالنسبة للغرب ليسوا من البشر...
هاجمت أميركا وبريطانيا ومن خلفهما مجموعة الأنكلو ساكسون اليمن لأن أنصار الله فرضوا كسرا لحصار غزة...
يريدون عزل غزة بأية طريقة من أجل الاستفراد بها...
اميركا والغرب يذكروننا بمشروع سياسة النأي بالنفس التي أراد النظام اللبناني تطبيقها أثناء الحرب الكونية على سوريا...
ممنوع دخول حزب الله والمقاومة الإسلامية والقوميين السوريين إلى سوريا للدفاع عنها في وجه تحالف من أكثر من ثمانين دولة مارقة على رأسها أميركا والغرب ومعهم عرب الخليج...
بينما يتدفق كل دعاة السلفية التكفيرية من كل حدب وصوب، وتتدفق السفن المحملة بالسلاح كما لطف الله ٢ إلى سوريا لاخضاعها...
أين جحافل هؤلاء مما يحدث لأهل السنة في فلسطين؟
باختصار وصل الوضع في غزة إلى معادلة غير قابلة للكسر...
تتوغل الدبابات وبعض الجند...
يخرج عليهم المجاهدون من فوق الارض ومن تحتها يذيقونهم طعم الموت بكافة الأصناف والأشكال...
تنسحب القوات التي تقدمت بعد أن تخسر الكثير من الجنود...
نفس المشهد يتكرر كل يوم في غزة...
الكيان عاجز عن القيام بأي خرق فعلي لجبهة غزة...
هو غير قادر على تغيير أي شيء في هذه الصورة التي أحالت الاسرائيلي الى جرذ في دبابة الميركافا...
كأننا أمام كلاسيكو...
يتقدم الاسرائيلي...
ياكل "علقة تعجب الخاطر"...
ينسحب، ثم يرسل اخر ما وصله من ترسانة الموت الأميركية، يقوم بالانتقام من الأطفال والنساء لعجزه عن مواجهة المجاهدين...
يصرخ ضباع الغرب أن حماس موجودة بين الناس... لذلك يقع الكثير من المدنيين قتلى...
يطلب بيرس مورغان من باسم يوسف طريقة لمواجهة حماس دون وجود مدنيين...
يعجز باسم يوسف عن الإجابة مع أن الطريقة سهلة وبسيطة جداً...
هؤلاء المدنيون في مخيمات غزة هم أهل القرى والمدن الفلسطينية المنتشرون على كامل فلسطين التاريخية...
أعيدوا إليهم حقوقهم...
أعيدوا إليهم بيوتهم وقراهم ومدنهم... عندها لن يكون هناك مدنيين في ساحات الحرب...
هل الاسرائيلي مستعد لإعادة ما سرقه؟
كل يوم تفاجئنا الضفة بملاحم فوق الخيال...
شعب شبه أعزل يواجه بالصدور العارية أحدث ما أنتجته آلة التدمير والقتل الأميركية...
كما غزة محاصرة من قِبَل اسرائيل والنظام المصري اللعين...
كذلك هي الضفة...
حصار اسرائيلي أردني كامل...
رغم هذا، برع الفلسطيني حتى وصل إلى معادلة مواجهة العين للمخرز...
باللحم الحي، يواجه الفلسطيني في الضفة اسوأ أنواع الاستعمار..
يقول نعوم تشومسكي إن أعلى مراتب الاستعمار الإمبريالي هو الاستيطان...
قمة تكنولوجيا القتل عند اسرائيل وأميركا لم تستطع منع انتصار الدم على السيف...
كلما تلقى الاسرائيلي صفعة في غزة، يحاول اقتحام الضفة والانتقام من أهلها العزل...
لكن في كل مرة يزيد صمود الضفة أكثر...
يجن الأميركي...
يجن معه البريطاني والألماني...
يرسل مزيدا من الأسلحة والذخائر..
لكن النتيجة واحدة...
المسيح قام... حقا قام...
قام في كل قبضة فلسطينية تقاوم...
كل يوم تفاجئنا الضفة أكثر وكل يوم تتثبت هزيمة الجيش الاول في منطقة الشرق الأوسط والرابع في العالم...
غدا سوف تخرج لجنة كما لجنة فينوغراد تقول إن بضعة عشر ألف مقاتل استطاعوا هزيمة جيش جرار تقف وراءه أميركا وأوروبا...
من يمنع الإبادة في غزة والضفة؟
إنها الجبهات المشتعلة الأخرى...
كيف يمكن تحييد هذه الجبهات؟
كل يوم يخرج الأميركي باقتراح النأي بالنفس...
نأي المقاومة بنفسها...
لكن في ظل استمراره هو في مساندة الكيان بكل ما أوتي من قوة...
في اليمن، لا تزال الصفعات ضد الكيان تتوالى...
في لبنان، تتدحرج الأمور إلى نقطة اللا عودة في حرب صارت تحمل شعارات الوحدة مع ساحة غزة كل يوم اكثر...
يأمل الاميركي تحييد الساحات كي يمكن التهام فلسطين قطعة قطعة كما كانت تجري الأمور...
لكن المحور صرخ بصوت واحد...
نتكلم فقط بعد إيقاف العدوان على غزة...
الاميركي يعرف ان حربا شاملة سوف تنهي الوجود الاسرائيلي...
لذلك، هو يحاول منع الحرب الشاملة من قبل الطرف الآخر...
دون تقييد نفسه بأي التزامات...
اليمنى حسمها...
لبنان يحسمها كل يوم...
العراق يتكفل بالجبهة الخلفية...
سوريا تتهيأ، وهي آتية لا محالة...
سوف يغلط الاميركي يوما...
هذا اليوم ليس ببعيد...
حينها تكون حرب يوم القيامة على الكيان وعلى أمريكا...
الكيان يزول حتماً...
أما أمريكا...
هذا سوف يكون آخر يوم في الأحادية القطبية...
كل المطلوب هو مزيد من الصمود...
ما النصر إلا صبر ساعة...
حليم الشيخ محمد



