التغيرات المناخية والغاز الطبيعي سر الحفر العملاقة في سيبيريا
منوعات
التغيرات المناخية والغاز الطبيعي سر الحفر العملاقة في سيبيريا
18 كانون الثاني 2024 , 09:26 ص

تشكل الحفر العملاقة المتفجرة التي تظهر بشكل عشوائي في التربة الصقيعية السيبيرية لغزًا علميًا طويل الأمد. ومؤخرًا، قدم العلماء تفسيرًا جديدًا يلقي الضوء على أسباب ظهور هذه الظاهرة الغريبة. تتميز هذه الحفر بأعماق تتجاوز 160 قدمًا وعرض يصل إلى 65 قدمًا، وقد تم رصدها لأول مرة في عام 2012. ومن المثير للاهتمام أن الحفر تظهر فقط في مناطق محددة في سيبيريا، مما زاد من حيرة العلماء.

التفسير الجديد:

وفقًا للدراسة التي أجراها هيلغي هيليفانغ وفريقه، والتي نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإن المنطقة المعروفة بمواردها الهائلة من الغاز الطبيعي تلعب دورًا في ظهور الحفر العملاقة. يُعتقد أن تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي يؤديان إلى ضعف الطبقة العليا من التربة الصقيعية، مما يتسبب في انفجارات تحدث فقط في مناطق سيبيريا.

في التربة الصقيعية، يتم حبس الكثير من المواد العضوية، ومع ارتفاع درجات الحرارة، يبدأ الجليد في الذوبان، مما يؤدي إلى تحلل هذه المواد وإطلاق غاز الميثان. وبناءً على الدراسة، اقترح العلماء أن غاز الميثان المتسرب من التربة الصقيعية نفسه قد يكون السبب وراء الحفر العملاقة.

تأثير الغاز الطبيعي الساخن:

ومن اللافت للنظر أن هيليفانغ وفريقه يقترحون وجود آلية أخرى تلعب دورًا في ظهور الحفر العملاقة، وهي الغاز الطبيعي الساخن. يُعتقد أن الغاز الطبيعي يتسرب عبر صدع جيولوجي ما، ويتراكم تحت الطبقة المتجمدة من التربة، مما يؤدي إلى تسخين التربة الصقيعية من الأسفل.

عندما يصل الغاز الطبيعي إلى درجات حرارة عالية بسبب التراكم، يحدث ارتفاع في الضغط داخل التربة الصقيعية. يتسبب الضغط الزائد في زيادة قوة الاندفاع، وبالتالي يحدث انفجار قوي يعمل على تشكيل الحفر العملاقة. قد يكون هذا التفسير مقنعًا لأنه يفسر الأحجام الضخمة للحفر وعمقها الكبير.

تأثير المناخ والتغيرات البيئية:

بالإضافة إلى تأثير الغاز الطبيعي الساخن، يجب أن نأخذ في الاعتبار تأثير المناخ والتغيرات البيئية على ظهور الحفر العملاقة. ارتفاع درجة الحرارة في السيبيريا وتغيرات في نظام الطقس قد ينجم عنها ذوبان الصقيع وتحول التربة إلى الوضع السائل. هذا يضعف الطبقة العليا من التربة الصقيعية ويخلق ظروفًا مثلى لحدوث الانفجارات وتشكيل الحفر العملاقة.

أهمية البحث:

فهم أسباب ظهور الحفر العملاقة في التربة الصقيعية السيبيرية يمثل تحديًا هامًا للعلماء. إن التوصل إلى تفسير دقيق لهذه الظاهرة سيساعد في فهم التغيرات المناخية والتأثيرات البيئية التي تشهدها المنطقة. كما يمكن أن يساهم هذا البحث في تحسين نماذج التنبؤ بتأثيرات التغيرات المناخية على البيئة الطبيعية والمناطق القطبية.

الخلاصة:

ظاهرة الحفر العملاقة في التربة الصقيعية السيبيرية لا تزال غامضة وتحير العلماء. تفسير جديد يشير إلى دور الغاز الطبيعي الساخن والتغيرات البيئية في ظهور هذه الحفر. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري