الباحث المغربي إدريس الكنبوري: قراءة حول خضوع منظمات المجتمع المدني للدّوَل المموِّلة
أخبار وتقارير
الباحث المغربي إدريس الكنبوري: قراءة حول خضوع منظمات المجتمع المدني للدّوَل المموِّلة
22 كانون الثاني 2024 , 21:31 م

ننشر في مايلي مقالَ الباحث المغربي إدريس الكنبوري، حول "مسألة المنظمات غير الحكومية في البلدان العربية"،(مع جزيل الشكر للزميل د. عبدالإلٰه بلقزيز).

فالمعلومات في المقال في غاية الخطورة، وهي تكشف في جانب منها طبيعة "الحرب الخفية" التي تشنها قوى العولمة النيوليبرالية للسيطرة على المجتمعات المدنية العربية ( والعالمية).

وفي ما يلي المقال:

كشف د.إدريس الكنبوري أنه في الوقت الذي تستمر فيه الجرائم الصهيونية في غزة، هناك معركة خفية تجري وراء الكواليس، معركة فضحت الجميع.

وأضاف المحلل السياسي المغربي:“حسب جريدة “لوموند” الفرنسية، مستندة الى تصريحاتٍ لمسؤولي منظماتٍ منَ المجتمعِ المدنيّ بالأسماء، في مصر ولبنان وفلسطين والأردن، فإن البلدان الأوروبية تضغط على جمعيات المجتمع المدني في الدول العربية عن طريق المال لكي لا تبدي مواقف ضد العدوان الصهيوني.

وشدد المتحدث ذاته: أننا “نعرف جميعا بأن الدول الأوروبية والمنظمات الأوروبية تدعم ماليا جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في مجال المرأة أو الأمازيغية أو الدين أو التربية أو الإعلام، وجميعنا يعرف أن هذا الدعم المالي فيه شروط،ومن أراد الدعم عليه قبولُ تلك الشروط أو الِانصِراف، بعد السلام عليكم وعليكم السلام.

ولكننا لا نعرف تلك الشروط لأنها غير مكتوبة بل هي شفوية وسرية، إنما يمكن أن نعرف تلك الشروط من خلال الرسالة التي تؤديها جمعية أو منظمة معينة، مثلا عندما تكون لديك منظمة نسائية تطالب بالمساواة المطلقة في الإرث في بلد مسلم، وتقول لك بأنها تفعل ذلك من أجل تحقيق المساواة، فاعلم أنها تفعل ذلك من أجل تحقيق الشروط.

ذكرت الجريدة الفرنسية أن ألمانيا أوقفت الدعم المالي لمركز الدعم القانوني للمرأة المصرية في نوفمبر الماضي، بعد أن وقع المركز بيانا مع 200 جمعية عربية تنددبالإجرام الصهيوني.

وزير الخارجية الألماني قال بالحرف:إن ذلك البيان مخالفٌ للخطِّ الذي تسير عليه برلين، وخاصة الدعوةَ إلى المقاطعةِ الاقتصاديةِ لإسرائيل.

المركز المصريُّ يستفيد من الدعم الألماني السنوي، منذ سنوات طويلة، وهو يعمل في مجال دعم النساء ضحايا تجارة البشر، ولكن بعد استنكار المركز للعدوان الإسرائيلي على البشر أوقفت ألمانيا دعمها لمركزٍ يدعمُ ضحايا تجارةِ البشر، لأن هناك نوعين من البشر.

وتضيف لوموند:

إن جمعيات حقوق الإنسان في العالم العربي مهددة بفقدان الدعم المالي إذا لم تساير الخطَّ السياسيَّ للمموِّلينَ في الصراعِ الفلسطيني الإسرائيلي.

أما الاتحادُ الأوروبيُّ فقد أضاف إلى جميع العقود الموقعة مع جمعيات ومنظمات المجتمع المدني في الدول العربية بنداً جديداً ينصُّ على أنَّ تلك المنظماتِ يجبُ أن لا تدعوَ إلى العنفِ أوالكراهية

بالطبع العنفُ والكراهيةُ معناهما تأييدُ إسرائيل، أو على الأقل التزامُ الصمت.

دولةُ السويد خاطبتِ المنظماتِ المدنيةَ الفلسطينيةَ مباشرةً: عليكم إدانةَ حركةِ حماس.

سويسرا أوقفتْ تعاقُدَها مع ثلاثِ منظماتٍ مدنيةٍ فلسطينية، لأنها لم تَقُمَْ بإدانةِ المقاومة.

هل هذه فضيحة للغرب؟ طبعاً لا، إنها فضيحةٌ للمجتمعِ المدنيِّ في العالم العربي. لقد كان يتلقّى الأموالَ من الغربِ لتنفيذِ توصياتِه، ويصرخُ بأنهُ يريدُ الإصلاح، بينما هو يتسلَّمُ الأموالَ من تحتِ الطاولة، إلى أن جاءتِ الكاشفة، غزة”.

وخلص الكاتب والروائي المغربي إلى أنه “لا يوجد مجتمع مدني في العالم العربي، ما هو موجود فعلا هو استعمار جديد من خلال المجتمع المدني، بعد أن كان في الماضي من خلال الدولة.

عندما خرج الاستعمار قال للدول العربية: خذوا السلطةَ واعطونا المجتمع المدني. فأخذوه”.


المصدر: موقع إضاءات الإخباري