كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: بين صهاينة الداخل وصهاينة الخارج.. وحدة حال
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: بين صهاينة الداخل وصهاينة الخارج.. وحدة حال
حليم الشيح
30 كانون الثاني 2024 , 10:53 ص
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: 
٢٩-١-٢٤
منذ اليوم التالي لطوفان الأقصى، أعطى حزب الله تعليمات إلى كل المسؤولين في هيئات الحزب تقضي بتجنب السجالات مع أبواق الأميركيين في الداخل، ومحاولة وجوب الدعوة إلى الحد الأدنى من المواقف الوطنية ضد عدو لبنان الوجودي الذي يحتل أرض فلسطين التاريخية ويستعد للانطلاق منها لتحقيق حلم اسرائيل الكبرى...

حزب الله حر في ما يدعو إليه احتراما لمن لا يستحق الاحترام...

أما نحن، الذين نعيش المأساة الإنسانية في فلسطين...

نحن احرار في وصف الأعور بما هو عليه حتى لو كان له اتباع أكثر منه خسة...

حاول سمير جعجع أكثر من مرة التشويش على المقاومة وعلى عملياتها في الميدان...

خاف سامي الجميل أن تسقط أسهمه داخل معسكر صهاينة لبنان؛ انبرى هو الآخر إلى النباح بصوت أعلى أملا أن يسمعه احد...

لكن الذي سمع عملاء الداخل هؤلاء، لم يكن سوى "صاحب الغبطة" وبطريرك بضعة أمتار مربعة من لبنان "نيافة"الكاردينال الفائق العبقرية بنظرياته الدونكيشوتية، "المونسينيور" الراعي... 

غطى الراعي نهاية هذا الأسبوع على بوق أميركي آخر اعتاد أن يسخّر منبر مطرانية بيروت بفلسفته القريبة إلى العدمية في مسائل الوطن والإنسان...

"صاحب الغبطة" ذكرنا بمذيعة ال BBC، التي وصفت حصار أنصار الله لاسرائيل في البحر الأحمر ب"الجعجعة من غير طحين"...

سبحان الله كيف تتوارد الخواطر بين أتباع ديانة المخابرات المركزية الأمريكية...

حزب الله بنظر هذا البطرك يحقق انتصارات وهمية!!، ولذلك يتوافد إلى لبنان كل عملاء اميركا واسرائيل، تارة بالتهديد، وتارة أخرى بالترغيب لكي تتوقف المقاومة عن هذه "الانتصارات الوهمية!!" التي تصيب العدو الصهيوني في فلسطين، فيتألم "صاحب الغبطة" ومعه جوقة حسب الله من مطارنة وخبراء تحليل عسكري وسياسي نسوا أن الأميركيين اعتادوا على لملمة ما تيسر والهروب تاركين خلفهم من سوف يركض و"يتعربش" بالطائرات المغادرة وهي تقلع هاربة لا تلوي على شيء...

ولكي لا يشعر صاحبنا بالغربة داخل هذا المحيط الهادر بالمقاومة، تنطحت "الأنباء" الكويتية تعطيه حق النطق باسم أهل الجنوب، فلا هو استطاع تمثيل الجنوبيين، ولا هي استطاعت خلق واقع من عدم، هي غارقة فيه...

أما لماذا استيقظ "صاحب الغبطة" بعد أكثر من مئة يوم على مجازر غزة التي هزت ضمير العالم في الوقت الذي كان "غبطته" نائما عن مأساة جزء من رعيته في ارض السيد المسيح...

الجواب بسيط... استيقظ غبطته لأن المقاومة العراقية "خدشت" إحدى قواعد العم سام المنتشرة في الوطن العربي حماية لتهويد ارض السيد المسيح يا "صاحب الغبطة "...

نعم... أخيرا سقط أميركيون...

فرحت الجماهير العربية، وحزنت جريدة "نداء الوطن" التي تهددنا بغضب أميركي آت لا محالة...

هي لا تعرف اننا نصلي ليلا نهاراً لكي تغرق اميركا ونحفر لها القبور في كل شبر من أرض بلادنا الطواقة للحرية...

"صاحب الغبطة" لم يسمع بحرب الإبادة في فلسطين...

لم يسمع بمسيحية جنوب إفريقيا الإنسانية التي تفوقت على هراء مسيحية زعماء الغرب العنصري...

صاحب الغبطة لم يسمع أن أميركا والغرب الاستعماري قرروا قتل الأونروا بحجج اتهامات ساقها الموساد ل ١٢ موظفاً من اصل ١٣ ألف موظف فلسطيني في الأونروا بامتلاك علاقات ما مع منظمة حماس...

بغض النظر عن سخافة ما قيل ويقال...

لم يخرج "صاحب الغبطة" يدافع عن الفلسطينيين ويشير على هذا الغرب الاستعماري بأنه حتى لو قبلنا تصنيفات هذا الغرب اللعين عن "ارهاب!" حماس... فإن ما يفعله أولاد الكلب هؤلاء يدخل في خانة العقاب الجماعي لكل الفلسطينيين بجريرة ١٢ من اصل ١٣ ألف موظف...

لم يخرج غبطته يقول للغرب أن هذا حرام لا يجوز، وان هذا تعاقب عليه كل القوانين...

هذا القول لا يصدر فقط عن كاتب هذه الأسطر...

هذا ما قاله رئيس وزراء سكوتلندا، والحكومة النرويجية، والمسؤولون الإسبان... بينما قررت اليابان وهولندا وسويسرا الانضمام إلى نادي صبية أميركا في العالم...

ألم يكن يجدر بالبطرك والمطران أن ينبريا دفاعا عن شعب السيد المسيح، وعن ارض السيد المسيح بدل عزف سيمفونيات الصهاينة على آلات المخابرات المركزية الأمريكية...

كلمة عيب لا تليق بالمركز...

لكن كل العيب في من يحتل مركزا يجب أن يطرده منه الفاتيكان لأنه عار على المسيحية... وعلى السيد المسيح...
             
المصدر: موقع إضاءات الإخباري