قبل حوالي ألف عام حاصر امير من التتار مدينة عباسية...
بسبب ما عرف عن التتار من قسوة القلب وعدم الرحمة، والقتل دون شفقة؛ عصت هذه المدينة على الفتح، فلجأ أمير التتار إلى الحيلة...
ارسل من يعرض الأمان على من لا يقاتل التتار؛ انقسمت المدينة إلى قسمين:
قسم لا يثق بالتتار ويريد اكمال الحرب...
وقسم آخر قرر الخضوع من أجل متاع الدنيا والمال والبنون...
بعد فترة، عاد الأمير وقال لهؤلاء أنهم إن هم قاتلوا إلى جانب التتار، فهو سوف يعطيهم زمام حكم المدينة...
طمع هؤلاء الجبناء وقاموا بفتح الأبواب من الداخل وقاتلوا ضد إخوانهم إلى أن كتب النصر للتتار...
حين أتوا للأمير يسألونه الوفاء بما وعد خاطبهم قائلا:
انتم خنتم إخوانكم لأجلنا وانتم لا تعرفوننا؛ بالطبع لا يمكن الوثوق بكم...
ثم أمر الجند بجز رقاب كل هؤلاء السفلة...
قبل حوالي ألف واربعمائة سنة ارسل الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب موفدا إلى العراق سائلا النصرة من أجل خروجه على الفاسق يزيد بن معاوية...وصلته الكتب أن تعال يا ابن بنت رسول الله، نحن لك
ناصرون، قبل أن ينقلبوا ويتخلوا عنه...
أيضاً، وقبل حوالي ثلاثة آلاف عام تقدم الملك ارتحششتا يأخذ المدن الفينيقية الواحدة تلو الأخرى...
عصت عليه مدينة صيدا فحاصرها حصارا شديدا لا رحمة فيه...
كان ارتحششتا يطبق ما سوف بيعرف لاحقا بتعاليم التوراة حيث يقتل الغازي كل نفس حية...
عندما أيقنت المدينة ان لا مفر من الوقوع بين أيدي الظالم رتحششتا...
قام الأهالي بإغلاق كافة البوابات وأضرموا النار في المدينة مفضلين الموت على الوقوع بين أيدي هذا الظالم...
لا يعرف المرء إلى أي من هذه الحالات الثلاث يمكن ربط حزب الله العراق...
فجأة ومن دون أي سابق إنذار أعلن هذ الحزب تعليق العمليات ضد القواعد الأميركية في المنطقة...
من الأخبار اللاحقة يتبين أن هذا الحزب تلقى تأنيبا من إيران على هجومه الذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وجرح العشرات...
كأن الإيرانيين يوافقون على مشاغلة الأميركيين بما يشبه الألعاب النارية، لا أكثر ولا أقل...
حاول الدكتور علي مطر تبرير المسألة على قناة الجديد مع آدم شمس الدين، فزاد الأمور سوءاً...
هل خاف محور المقاومة من التهديد الأميركي؟
هل يحق لأميركا فعل السبعة وذمتها بحق أهل غزة وفلسطين وعدم وقوع أي قصاص على أفعالها؟
هل كان تهديد أميركا بأن اغتيال الشهيد قاسم سليماني سوف يؤدي إلى خروجها من غرب آسيا مجرد حكي ولاد صغار...
لقد تم تأسيس محور المقاومة وربط اعضائه برباط النضال المقدس من أجل تحرير القدس...
الناس صدقت...
نحن جميعا صدقنا...
فإذا بنا جميعا لا نجرؤ على عقاب الأميركيين على كل ما يفعلونه ضد محور المقاومة وضد غزة وضد الشعب الفلسطيني...
إما أن يكون السابع من أكتوبر يوماً مجيدا، وإما أن كل كلام عن وحدة الساحات وتحرير بيت المقدس ليس أكثر من مجرد كلام بكلام...
فجأة وجدنا أنفسنا "قدّ الكمشة" أمام نظريات البطرك الراعي ومطران اميركا في بيروت...
من المؤكد أن ابتسامة سامي الجميل زاد وزنها على الرطل، وكذلك صبيان سمير جعجع في القوات...
لم يعد واحدنا يعرف إذا كان المطلوب مقاومة على طريق القدس، أم مجرد مسرحية بائسة يؤدي دور البطولة فيها أطراف محور المقاومة ضد الإمبريالية الأميركية دون إلحاق الأذى بها...
هل صدق الخبير العسكري الجنرال حنا، حين قال إن محور المقاومة مردوع؟
هل سقط كل من سقط سدى؟
هل هناك فعلا اتفاق ذل يجري تحت الطاولة؟
اسئلة كثيرة تدور في الخلد بعد أن أشعرنا بيان حزب الله العراق فجأة أننا عراة في الميدان ومن دون أي غطاء إقليمي...
إما أننا نسعى للحرب من أجل تحرير فلسطين، وإما أننا خائفون نقف في الزاوية راجين من الله عدم اغضاب الوحش الأميركي الذي يساهم في قتل الآلاف من شعوبنا...
عذراً أميركا...
ألا سامحتنا بريطانيا...
تستطيع المانيا السير قدما بإرسال قذائف الموت إلى إسرائيل...
بيان حزب الله العراق هو اعتذار من كل القتلة الذين يقفون إلى جانب إسرائيل...
يحق للغرب معاقبة الشعب الفلسطيني...
يحق للغرب دعم الإبادة...
افعلوا ما شئتم... نحن نخاف الحرب ولا نريدها...
هذا باختصار بيان حزب الله العراق...
أمس خنتم الحسين مرة جديدة...
أمس اظهرتم أن الوحيد الذي يساند فلسطين من دون حسابات هم أنصار الله في اليمن...