كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: نحن منتصرون، لا تُلحِقوا بنا الهزيمة
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: نحن منتصرون، لا تُلحِقوا بنا الهزيمة
حليم الشيخ
5 شباط 2024 , 13:32 م
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد:
٥-٢-٢٤
لن نعود الى حرب تشرين ٧٣...

تبين أن النظام الرسمي العربي كان مصمما سلفاً أن يسلم كل أوراقه إلى كيسنجر.. رجل الصهيونية في الإمبريالية الأمريكية تحت شعار إن ٩٩٪ من الأوراق هي في يد أميركا...

لم يكن محمد انور السادات قد سمع عن فيتنام، ولا عن المقاومة ضد النازية في الحرب العالمية الثانية، ولا حتى عن إرادة الشعوب، وعن وجوب بناء جيوش شعبية لمقاومة أعداء أكثر قوة، وأكثر جبروت...

لن نعود إلى النظام الرسمي العربي...

جيوش هذا النظام هي في خدمة الإمبريالية منذ انتهاء عصر النهضة القومية العربية مع وفاة جمال عبد الناصر، وانتهاء إرادة التحرير مع اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وخصوصاً أوسلو التي وحدها تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل مآسي التطبيع والخيانة وتوسع الاستيطان وشراسة الإحتلال وصفقة القرن وغيرها تحت شعار رفعه النظام الرسمي العربي وهو يقول:
لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم...

الجيوش العربية برعت في تحطيم العراق؛ في تدمير سوريا وليبيا؛ ولا تزال تبرع في تدمير اليمن اليوم لمنعه عن نصرة الفلسطينيين...

لن نصدق السعودية وشعار التطبيع مقابل ولو وُرَيقة لن تساوي كلماتها الحبر الذي به تكتب عن التزام الإحتلال بحل الدولتين...

لا تزال قرارات مؤتمر مدريد مبلولة في مياه يريد هذا النظام الرسمي العربي إجبار الفلسطينيين على شربها، بعد أن دفعتهم منظمة التحرير إلى شرب "زوم" قرارات أوسلو على كل العفن الذي فيها...

آخر بطولات هذا النظام الرسمي العربي هي اقتراحات مصرية قطرية كتبها الأميركي وفريق معسكر غانتز في الحكومة الصهيونية وطُلب من مصر وقطر حشر المقاومة الفلسطينية بها...

لكن... لننسى هذا مؤقتاً...
ربما علينا أن نعود الى حرب تموز ٢٠٠٦ التي انتصرت فيها المقاومة الإسلامية بكل المقاييس...

يومها، برع النظام الرسمي العربي ممثلاً بالخائن بكل المقاييس أيضاً، فؤاد السنيورة على إجهاض إنتصار تموز وإجبار المقاومة عبر الضغط العربي العام، وغياب الروح الثورية عند الشعوب العربية؛ على إجبار المقاومة على القبول بال ١٧٠١...

إذا كانت المقاومة الإسلامية في لبنان احتملت وقبلت ال ١٧٠١، فذلك لأن أمامها جولات قادمة آتية لا محالة طالما القضية الفلسطينية حية...
لكن الأمر يختلف مع المقاومة الفلسطينية...
لا تملك هذه المقاومة هذا الترف، خاصة بعد يوم المجد في السابع من أكتوبر...

في المقاومة الفلسطينية، كل فصيل يهادن ولا يذهب الى الأخير في القتال سوف ينتهي في مزبلة التاريخ لأن القضية سوف تُنبت فصيلا آخرا سوف يسير إلى الأمام من حيث تخاذل الآخرون...

بعد السابع من أكتوبر تغيرت الأمور كثيراً...

المعروض على حزب الله من تنازلات في حال اوقف الجبهة اللبنانية الفلسطينية سوف يأتي حتما طالما نحن نملك القوة والقرار... والسسسلالاااححح...
*علّ من به طرش، يسمع...*

وطالما ليس بيد البطريرك الراعي من حيلة، أو حيل أخرى...
أعجب هذا الأمر جريدة النهار والإعلامي جان عزيز، أم لم يعجبهما... سوف يحرر سلاح حزب الله كل شبر من الأرض المحتلة...

مع كل التأييد لموقف الإعلامي جان عزيز من وزير الخارجية الهنغاري، ومع وجوب طرده، وطرد هوكشتاين أيضاً... 
على أية حال، لو كان عندنا رجال... لوجب طرد الكثيرين من هذه الوفود التي تأتي مهددة باسم عدو خسر وسوف يخسر دوما في ميدان رحال الله...
إلا أن البطرك الراعي يستأهل أكثر بكثير مما حملته الأقلام ضده...

نحن لسنا ذبابا الكترونيا لأحد...

نحن نسعى للقضاء على الذباب البيولوجي المنتشر في النظام الرسمي العربي، وعند الكثير من رجال الدين من أهل البلاط... كما وفي الكثير من الإعلام المأجور، المباع، و الخائن لقضايا الأمة...

نعود الى الحرب الجارية اليوم في غزة والضفة...

موقف حزب الله خلال هذه الحرب حرر مزارع شبعا وتلال كفرشوبا (سلفا) بفعل قوة الموقف، حتى لو تجرأ نتنياهو وغالانت وفريق بن غفير وسموتريتش على الدخول في حرب في أي وقت يشاء، وعلى الأرجح هو لا يجرؤ، لكن الحماقة واردة...
نعم نحن منتصرون وكل شبر أرض سوف يعود...

المقاومة الفلسطينية بدورها حققت الدويلة الفلسطينية وفك الحصار عن غزة ووضع الضفة، على الأقل الضفة، تحت الحماية الدولية في انتظار قيام هذه الدويلة...  كل هذا بفضل السابع من أكتوبر والصمود الأسطوري للفصائل التي تقاتل على الأرض في غزة...

لذلك، رجاء لا تبيعوننا من كيسنا...

نحن منتصرون...

لو كان النظام الرسمي العربي على شيء من الشرف والكرامة...
لو لم يكن على رأس هذا النظام أشباه رجال...
لكانت كل هذه الأمور خلفنا، ولكانت المقاومة الفلسطينية تتبنى اليوم موقف إيلان پاپيه، وتتحدث اليوم عن دولة فلسطينية واحدة من النهر الى البحر مع مساواة كاملة لكل السكان المقيمين حاليا مع حفظ حق العودة وتنظيم هذا الحق...

في مسألة حق العودة...
هذا حق لكل فلسطيني، كما هو حق لكل دولة فيها لجوء أو نزوح...
الدول الأخرى تريد أيضاً التحرر من أعباء هذا اللجوء... وهذا النزوح...

ام تراه الإعلامي جان عزيز لا يوافق...

ليت الإعلامي جان عزيز يستطيع إقناع نيافة الكاردينال الراعي أن يحمل مسألة إنهاء مشاكل اللجوء والنزوح ويقف ضد الحصار الاقتصادي الذي يتعرض له لبنان والذي أدى إلى إفقار هذا البلد بسبب عدم ولاءه لمشاريع الاستعمار بكل أشكاله القديمة والجديدة...
أم تراه الإعلامي عزيز يصدق أن قانون قيصر يستهدف سوريا من أجل ديمقراطية وإنسانية ذبحهما الغرب في نفس يوم السابع من أكتوبر...

ليت الإعلامي جان عزيز يقنع البطريرك الراعي أن لا يكون جزءًا من طبقة الواحد في المائة التي نهبت ثروات اللبنانيين...

قضية أخرى للاعلامي جان عزيز ولكل من ينفخ في أبواق الخسائر والدماء التي سالت...

لا تتحرر الشعوب بدون خسائر...

ما قدمه الشعب الفلسطيني كبير جداً.. وعظيم جداً جدا... لكن للأسف عليه تقديم المزيد لأن للحرية الحمراء باب، بكل يد مضرجة يدق...

نعم من المفروض على المقاومة في كل مكان أن تعمل على توفير ما أمكن من حماية لشعبها وللأطفال...

ليت الاستاذ جان عزيز يعمل على أن يتفضل البطرك الراعي ويضع تحت عباءته، وعباءة الفاتيكان أقل المطلوب مسيحياً تجاه المجازر التي تحصل مع الشعب الفلسطيني بدل الصمت المطبق والحديث فيما لا يفقه فيه عن حرب عبثية وانتصارات وهمية...
رحم الله امرءا عرف حده، ووقف عنده...

طبعا... كل هذا دون أن يعني أن مواقف الأزهر أو الزيتونة أو دور الإفتاء في العالمين العربي والإسلامي قد فعلت شيئا ولو بسيطا جداً...

الكل في أمر التخاذل سواسية...

ربما، بل أكيد أن أحد مصائب الأمة هي في وجود هكذا بطاركة، وهكذا دور إفتاء... وهكذا إعلاميين...
أما الأنظمة فلم تعد تكتفي بالدعارة... هي تجاوزت الأمر منذ زمن طويل وآن وقت رجمها حتى الموت...
               
المصدر: موقع إضاءات الإخباري