بقلم:- محمد سعد عبد اللطيف، مصر،...
"أيا شعبي أننا في ظلام فكري"، ماذا يمكن أن نقول نحن الذين تنجر لهم هذه الأيام وليمة الموت وطقوس الجنازة على مرأى من العالم، نحن الذين نهتف للحرب ونصلي للقتل، من أجل إرضاء البيت الأبيض الذي سوف لن يراه أحد عبر الشاشة لأنه سيكون موت حشرات وجدت خطأ على هذه الأرض العربية المستباحة لكل جيوش التتار الجدد، التي تتسع لكل أنواع الوحوش والنازيين الجدد، والقتلة... وكيف سيكون الاحتفال...؟
في أمريكا تثور عاصفة رملية هوجاء، إنه صوت الحرب الهادر كالرعد. \". في ليلة الذبح يوم أن خرجت أحدث الطائرات الأمريكية هذا الأسبوع من قواعدها داخل أمريكا بحجة قتل ثلاث جنود في إحدى قواعدها في شمال شرق الأردن، لتعيد سيناريو الحرب في العراق ويعيش شعبنا "العراقي "مرة أخرى مأساة قتل أكثر من {2مليون عراقي} وتغضب لقتل ثلاث جنود، وماذا بعد...؟ يوم سقوط غزة، وصنعاء، ودمشق، وبيروت، وبغداد للمرة الألف...؟ هل سنموت وبأي طريقة...؟ هل بحرق محطات الوقود والنفط من أجل تكوين سحابة سوداء تجعل الطائرات المغيرة تضل طريقها وتفرغ حمولتها على الحقول وآبار البترول..؟
هل سنموت بالحصار والجوع والفوضى...؟
إن الذين يحلمون من الغرب بمصطلح\" حرب نظيفة \"وسريعة وخاطفة وجراحية، سوف لن يجدوا شَيْئًا
يتكئون عليه في النهاية،
لأن الحيطان نفسها ستزال مع المدن والجسور والاحلام والاوهام.
الذين يدفعون المنطقة نحو الحرب اليوم، من إدارة (بايدن )عن جهل، أو طمع، أو عنصرية، أو مرض، أو استغلال فرص، نبشرهم بأنهم لن يعثروا على اي شيء إلا علي خراب وأرض محروقة، ولا على كرسي لعملاء لهم يجلسون علي كراسي الحكم لقد انحطت اللغة اليوم، لغتنا الى أسوأ حالات الانحطاط، وصرنا نتحدث عن ثمن سقوط ملايين الارواح كأننا نتحدث عن أحجار او رمل أو صفيح.
إننا إذن امام مشهد سقوط أخلاقي مروع، وتدهور خطير في الروح الإنسانية لا مثيل له، ولا أحد يعتقد ان العالم، كل العالم، سيحترمنا ونحن نتحدث عن وطننا بهذه اللغة الدموية التي يخجل منها وحوش ما قبل التاريخ،، بذريعة حكام ديكتاتوريين،
الأرض ليست النظام، تسقط حكومات في أوروبا اذا داهم البوليس خاطف أطفال قتلوا نتيجة المداهمة.
وتنهار انظمة لسقوط جسر أو انهيار عمارة أو غرق باخرة،
ويطرد وزراء لمذبحة كلاب في مأوى، ولن يتحرك الغرب أمام جريمة إبادة جماعية لشعب أعزل في "غزة وفي الاراضي المحتلة"، نحن نتحدث عن موت بالملايين. على الذين يتحدثون عن ثمن بالملايين،
عليهم ألا يتحدثوا بهذه اللغة امام الاطفال لكي لا ننقل هذه الجريمة الى جيل آخر، جريمة الاستهانة بأرواح البشر،
ولكي لا يتعلم هؤلاء هذا النوع من اللغة المشوهة التي تقطر دَمًا وجنُونًا وحقارة نبشر الحالمين والواهمين بوطن جديد ما بعد حرب غزة، سوف لن تجدوا غير الجثث المتفحمة والجدران المنهارة والدخان الاسود والفئران وهي تسرح بين الانقاض\" حذرناكم ونحن على موعد قريب \". يوم ذاك سنطلق اسم كل واحد منكم من زعماء الغرب وزعماء العرب على كل جثة أو مجزرة أو محرقة أو قصف مدرسة او مستشفي...الخ،
تعلموا من التاريخ سوف يكتب سجل من الأجرام بحقكم جمِيعًا وبحق النظام العالمي الجديد وبحق الجالسون في الأمم المتحدة، نقول لكم:- اغتسلوا بدمع ضحايا يجلسون الان في منازلهم وتحت الأرض والخيام ينتظرون الموت في عشية الحرب الدائرة الان\" ولكن هنا أمريكا ورائحة الذرة المشوية تختلط بدماء،
أيا شعبي اننا في ظلام فكري، قصيدة للشاعرة (كيري) تقول:- غيوم ترى خلال المرايا تحجب القمر، ويوم ينذر بالرزايا، وظلال تموت. في الخنادق أكفان ملقاة صدئة بالدماء، اننا حبيسون في جمجمة تبتلع كل شيء، فيها هلال غامض حيث الدماغ، لا نسمع إلا طبول الموت المثيرة،
والله يرانا،
في يأسه، نهشم انفسنا على الجدران، نعلق على الصلبان اجسَادًا لن تتنفس ابدا.،، وهو واجب المثقف، ودعوة لنخب ادبية وثقافية، لفضح المخطط الارهابي الغربي المتحالف مع إسرائيل في عدوانها علي الشعب الفلسطيني ودول عربية...،،!!
محمد سعد عبد اللطيف، كاتب وباحث مصري. ومتخصص في الجغرافيا السياسية،،