أمريكا وكّلت نتنياهو بتنفيذ القضاء على المقاومة في فلسطين
مقالات
أمريكا وكّلت نتنياهو بتنفيذ القضاء على المقاومة في فلسطين
عدنان علامه
17 شباط 2024 , 09:36 ص

*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*أمريكا كانت تعد العدة للعدوان على المقاومة في فلسطين ولبنان. فنبشت مشروع الشرق الاوسط الجديد من القبر بعد أن دفنته المقاومة الإسلامية لبنان عام 2006 ووكلت تنفيذه إلى العنصري، السادي، النرجسي، العنصري، المصاب بجنون العظمة والعاشق للسلطة نتنياهو.*

*فعرض نتنياهو بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2023 مشروع الشرق الأوسط الجديد في الأمم المتحدة مبرزََا دور الدول المطبِّعة في المشروع المستحدث.*

*واللافت بأنه تم إزالة فلسطين من الخارطة؛ ولم يَعتَرِض أو يُعَلِّق على طرح نتنياهو أي ممثل للدول الحاضرة بما فيها ممثلي الدول العربية.*

*ومن المفارقات أن نتنياهو كان يستبطن العدوان؛ فبعد عرضه المشروع في الأمم المتحدة غرَّد مباشرة: "إن أعظم إنجاز في حياتي هو أن أقاتل من أجلكم ومن أجل بلدنا."*

*وقد حللت القيادة الفلسطينية بدقة متناهية أسباب عرض مشروع "الشرق أوسط الجديد" في الجمعية العامة للأَمم المتحدة؛ وركزَّت على تغريدة نتنياهو التي تستبطن نوايا العدوان على المقاومة لتنفيذ المشروع؛ وخَلَصَت إلى نتيجة مفادها أن العدو يعد العدة لهجوم شامل ومفاجئ على مراكز ومنازل أعضاء قيادة المقاومة طمعًا في تنفيذ الوطن القومي اليهودي ولتكون إسرائيل بمثابة الشرطي في مشروع "الشرق الأوسط الجديد" .*

*فقررت قيادة المقاومة بتنفيذ خطة جاهزة مسبقًا ومفاجئة بإعتماد خطة نقل المعركة إلى أرض العدو؛ وتم مراجعة الخطوات التنفيذية عدة مرات وتم إختيار عيد العرش لتنفيذ الخطة.*

*ولا بد من الإشارة بأن كافة أجهزة العدو قد فشلت فشلَا ذريعًا في إكتشاف كميات الرمال من أكبر نفق اكتشفوه بعد عملية طوفان الأقصى والتي تزيد عن 50,0000م٣. والفشل الأكبر تمثل في الفشل الذريع في الحصول علي أدنى َمعلومة قبل الهجوم بالرغم من اعداد المجاهدين الكبيرة المشاركة في عملية الطوفان. فقد سقطت كافة أجهزة الكيان العسكرية والأمنية والَمخابراتية؛ وفشلت كافة أجهزة الإنذار المبكر والتي صُمِمَت بشكل لا يستطيع حتى الثعلب أن يتجاوزها.*

*وخلال تنفيذ العملية ضل أحد المجاهدين طريقه؛ فوصل بطائرته الشراعية إلى القرب من مكان حفل سوبر نوفا الموسيقي، وسأل المحتفلين عن الطربق المؤدية إلى مغتصبة ريعيم؛ فأعطت هذه الحادثة فكرة جهنمية لنتنياهو فأمر الطيران المروحي بَمهاجمة المحتفلين وأقفال الطريق عليهم بذريعة وجود المجاهدين بينهم؛ ونتنياهو قد فعًل سابقًا بروتوكول هنيبعل الذي يسمح له بهكذا إجراء.*

*وقد إدعى نتنياهو بأن هناك مجاهدًا مَحاصرًا في مركز شرطة سديروت؛ مما ًإستدعى محاصرة المركز بقوات كبيرة من الجيش والشرطة ودمروا المركز؛ وَخلال التدمير تم إذاعة خبر بأن المجاهد إستطاع الهرب. وهذا السيناريو الهوليودي لإبراز وحشية المقاومة الفلسطينية حين إستدعاء الإعلاميين. وقد تبين لاحقًا وبعد مرور حوالي 40 يومًا وزعت صحيفة هآرتز رواية ضعيفةجدًا بأن 364 مستوطنًا كانوا في إحتفال سوبر نوفا الموسيقي وقد لاقواحتفهم بنيران صديقة، وذكرت الرواية بأن تسجيل كاميرَا مثبتة على رأس أحد المجاهدين وهو يسأل عن إلطريق إلى مستوطنة ريعيم، وقد اعتقله جهاز أمن الإحتفال.*

َ

*وتمثلت الفضيحة الكبرى للعدو؛ وللتأكيد على سقوط إسرائيل؛ فقد تمثَّل ذلك بإخراج كافة الأسرى من مغتصبات غلاف غزة لمسافة 15 كلم ودون أن يتصدى لهم أحد.*

*وقد عمد نتنياهو إلى فبركة الأخبار الكاذبة والمشينة؛ فاتّهم حماس بقتل المحتفلين وقطع رؤوس عشرة أطفال وتدمير المنازل وإغتصاب النساء؛ ليتبين لاحقَا كذب إدعاءاته ولكن بعد انتشار تلاخبار الكاذبة كالنار في الهشيم وأساءت لصورة المقاومة النقية البيضاء.*

*وفي إطلالة سريعة حول مشروع الشرق الأوسط الجديد؛ فقد وصفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عدوان تموز 2006 على لبنان بأنها «آلام مخاض لولادة شرق أوسط جديد». فيما قدمت الولايات المتحدة «مشروع الشرق الأوسط الكبير» (13 شباط 2004) بعد عشرة أشهر من سقوط بغداد بأيديها، وكان من الواضح آنذاك أن هذا المشروع هو جدول الأعمال، سياسياً وثقافياً واقتصادياً وأمنياً، لما قالت واشنطن بأنه «إعادة صياغة المنطقة» بوصفه الهدف من غزو العراق على حد تصريح وزير الخارجية الأميركي كولن باول قبيل أسبوعين من بدء ذلك الغزو.*

*ويوحي تصريح رايس بأن هناك إعادة اعتبار للدور الاسرائيلي في المنطقة (يذكّر بما كانت عليه الأمور بين صيفي 1967 و1982) وإلى مراجعة دور «الوكيل»، بعد طول تهميش له بدأ في حرب 1991 عندما منعته من الرد على الصواريخ العراقية أو الاشتراك في حرب رسمت معالم الشرق الأوسط اللاحق ثم أجبرته على حضور مؤتمر مدريد، فيما كان واضحاً بأن واشنطن بعد حضورها المباشر إلى إقليم الشرق الأوسط، في العام 2003.*

*فإننا َنشهد اليوم أكبر هزيمة للكيان المؤقت منذ قيامه، لأنه وبعد مرور 133 يومًا على العدوان فإن الأهداف التي اعلنها نتنياهو وبلينكن لم تتحقق، علما أن ترتيب الجيش الإسرائيلي هو ال18 عشر عالميًا، وبالرغم من إستعماله ما وزنه أكثر من 200.000 طن من المتفجرات وتوازي فعل 8 قنابل ذرية كالتي القيت على هيروشيما وناكازاكي.*

*ومع هذا، فلا يزال العدو يتلقى العديد من الإصابات ويعترف بجزء يسير منها، بالرغم من البون الشاسع والواسع في العديد والعدة.*

*ولو القيت هذه القنابل على أي دولة كبرى أو إمبراطورية لكانت إستسلمت منذ اليوم الأول؛ ولكن إرادة المجاهدين وتصميمهم على القتال لا تموت.*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*17 شباط/فبراير 2024*

المصدر: موقع إضاءات الإخباري