اليهودية ليست دين بل تنظيم وجماعة سياسية إلحادبة خطرة…!
مقالات
اليهودية ليست دين بل تنظيم وجماعة سياسية إلحادبة خطرة…!
د. محمد صادق الحسيني
19 شباط 2024 , 09:13 ص


كتب الدكتور محمد صادق الحسيني

في ثلاث فقرات مكثفة من كتابه

" الدين في حدود العقل المحض" يرسم الفيلسوف إمانويل كانط الصورة الحقيقية لذهنية من يسميهم بالجماعة الصحراوية وربها فيقول:

اولا: اليهودية ليست ديناً على الاطلاق وليس بينها وبين المسيحية رابطة جوهرية مشتركة.

ثانيا: الايمان باليهودية في اصوله الاولى لم يكن سوى مجموعة احكام تنظيمية، لكيان سياسي وليس دينياً.

ثالثاً: الوصايا العشر التي توصف بانها " اخلاقية" لا تتضمن اي نية اخلاقية.وان ثوابها وعقابها دنيوي يتم في هذا العالم ، ولا يراعي اي مفهوم اخلاقي او ضمير او وجدان. انه لا يقتصر على المحسن أوالمسئ. بل يشمل الذرية البعيدة التي لا علاقة لها بفعل تلك الحسنات او السيئات.

رابعاً: حيث لا يمكن تصور دين لا يؤمن بالاخرة فان اليهودية التي لا تؤمن بالاخرة ، لا تتضمن اي ايمان ديني على الاطلاق ف"يهوه" مشرّع هذا الشعب لم يول الحياة الاخرة اي اعتبار لان الهدف هو تأسيس جماعة سياسية، لا اخلاقية ولا دينية.

خامساً: اليهودية باعتبارها" ديانة" شعب خاص اختاره يهوه لنفسه أقصت كل الجنس البشري، وعادت كل الشعوب الاخرى واستجرت على نفسها بذلك عداوة كل الشعوب.

سادساً: لم يكن يهوه يريد سوى طاعة اوامره التي لا تكترث بالنية الاخلاقية او بالتربية الاخلاقية، وبالتالي فان اله اليهودية ليس كائناً ذا اخلاق، انه ليس بذلك الكائن الاخلاقي الذي لايمكن ان يظهر دين بدونه.

يقول البروفيسور منير العكش استاذ اللسانيات في الولايات المتحدة، انه واستناداً الى هذا الاساس وبعد مطالعة دامت سنوات ، اعددت كتابي الجديد الذي تناولت فيه عنف اليهودية وتاريخها.

ويذهب منير العكش في كتابه الجديد ( اليهود والعنف) الى ان :

النصوص " النبوية" التي نسجت منها الذهنية اليهودية وتمحورت حول فكرة اسرائيل " الارض الموعودة" انما تضعنا امام ايديولوجية ابادة جماعية لا تتحقق الا بالعتف المميت.

وان الحركة الصهيونية ليست الا مجرد مظهر واحد من مظاهر ايديولوجيتها الابادية.، وسلاح واحد من اسلحتها.

ويضيف العكش في كتابه الذي طبع حديثا في بيروت ( المؤسية العربية للدراسات والنشر، القول:

هذه الايديولوجيا الصحراوية الجلف لا يحتمل جوهرها الدموي المنسوب الى الاباء " الانبياء" ذرة من لبس او تأويل في انها دين..!

اما الزعم بان هذه الفكرة دين.. وان ما اقتضته من استعباد ونهب وجرائم لا انسانية من عمل الاله….

فيتطلب من هؤلاء المؤمنين بها درجة مخيفة من الالحاد والغرور…

منير العكش الذي يؤسس في كتابه هذا الى ثلاثية العنف التي يقول انها صادرت " الاديان السماوية " الثلاث باسم ايديولوجيا الصحراء والبداوة والتي بدأ بكتابه الاول بمقدمة اعتبرها نوع من المغامرة عنون لها " كيف يصبح الدين شراً" فيقفز في مقدمته من التاريخ القديم اي نحو سبعة قرون قبل الميلاد الى الحاضر ليسجل جوهر ما يريد ايصاله في اللحظة التاريخبة الراهنة ليقول:

السؤال عن سبب ارتكاب اشنع انواع الفظائع والعنف الطائش باسم الدين ليس جديداً…والاجابة عليه اصبحت ملحة.. بعد ان صار مخيفاً وملحاً وتهديدا وجودياً…فما هياج الحكومات الغربية كلها على دم الفلسطينيين اليوم وجعلها كفصيل واحد من الضواري الجائعة ، انما هو اجماع لم يعرفه تاريخ الشرق والغرب منذ الحروب الصليبية . وهاهي وجوههم بلا قناع وايديهم الملطخة بدم الفلسطينيين بلا قفازات وهاهي ضمائرهم وقد احالها جنون العنف الى جيف نتنة.

الكاتب السوري الولادة ولكنه الفلسطيني الهوى والهوية كما وصفه يوماً الشاعر الراحل محمود درويش ، وبعد ان يفند مطولاً كون اليهودية دين ، يورد مجموعة من الاقوال التاريخية الهامة جداً تميط اللثام عن ماهية جزء مهم من مواصفات دويلة الكيان العبري ، نوردها كما هي نصاً لاهميتها :

فكلمة "العبري" ليست اسماً لجنس او عرق بل هي صفة تعني "البدوي"

كما تعني " العابر" و "اللص" وتعني "قاطع الطريق" و "الدخيل النشاز"

كما ترد في تدوينات المؤرخ وعالم الاثار ثيوفيل ميك

فيما يقول مرشا إلياد

بان عبادة يهوه مثلا انما هي المثال البدوي لانيياء الصحراء

في حين يقول عنهم جون فلايت

بان الههم اي اله اسرائيل ما هو الا اله صحرواي قح…

بينما يذهب المؤرخ المصري أپيون الى وصفهم بالقول:

انما طردوا من مصر بسبب اشتغالهم بالسحر والشعوذة وامراضهم التي خيف منها على المصريين…

البروفيسور منير العكش الذي يستفيض في فضح هذه الجماعة والكيان المصادرين لفكرة الدين الاخلاقية لاغراض سياسية في كتابه الجديد يشدد في مقدمة كتابه على ان :

ما يجري في غزة اليوم من مذابح لا تختلف عن مذابح الاسبان في العالم الجديد هو الذي اضطره الى تجزئة الثلاثية ونشر الكتابين اولا اليهود والعنف والغرب والعنف…

لييثبت بان ؛

هؤلاء الذين لا يملون من البكاء والعويل .. لصالح شخصية الضحية في افران الغاز هم انفسهم الذين يلقون على رؤوس اهل غزة الفلسطينيين يوميا الاف افران الغاز….

ثم يختم منير العكش مقدمته الصارمة والشديدة الحسم حول جذور العنف الحالي في العالم بالقول بالقول:

"ما يشهده العالم في غزة اليوم هو عرض طقسي حي تقدمه حكومة المتدينين بالصوت والصورة لهذه الايديولوجيا الابادية التحريمية التي كانت وما زالت عبادة لهم لازمت فكرة اسرائيل من يشوع الى نتنياهو"

انها نفسها الفكرة الابادية التي تسللت الى فكر التكفيريين جماعات واحزاب ودول اشبه ما تكون بالقلاع الصليبية التي تم تأسيسها لمنع زحف القوى الانسانية التي تربد تحرير فلسطين والعالم من الفكر التلمودي الابادي القاتل، كما سيفصل في كتابه الثاالث ، الذي ينتظر الدحظة التاريخية المناسبة لطباعته ونشره ، ربما بعد النير الكبير المنتظر في نهاية طوفان الاقصى.

*بعدنا طببين قولوا الله*

المصدر: موقع إضاءات الإخباري