غزة تكشف عقب اخيل اسرائيل وتعيد صياغة المفاهيم والمصطلحات.
منوعات
غزة تكشف عقب اخيل اسرائيل وتعيد صياغة المفاهيم والمصطلحات.
ميخائيل عوض
2 آذار 2024 , 19:55 م


بيروت؛ ٢/٣/٢٠٢٤

ميخائيل عوض

طالما ردد الاعلام والمشتغلين به من العرب ان اسرائيل جيش بنيت له دولة.

والجيش في غزة دمر وتبين انه خردة وشتات مرتزقة لا اكثر. وقادته مغامرون وحمقى ينحرون الجيش ودولته وكأنهم لم يتعلموا شيئا من علوم الجيوش والحروب. والاهم ان صخرة غزة ومقاومتها الاسطورية لخمسة اشهر دمرت افضل فرقه والويته واعجزته عن تحقيق اي مكسب وكشفت عيوبه القاتلة فعرفت غزة من اين تؤخذ اسرائيل فجيشها عقب اخيلها.

اخذته على مفاجأة  بامتياز في عملية طوفان الاقصى وجرجرته كالثور الى المسلخ فالمقتلة. وكشفته على العجز والنقص في الخبرات والعلوم وفي العديد فأشعلت نارا في هشيم توازنات اسرائيل وباتت قضية التجنيد وتامين العديد للجيش ازمة تضاف وتثير الازمات المستعصية عن الحل في توازناتها.

فالجيش الذي بنيت له دولة بات قاصرا ومدمرا وسمعته في الاوحال ولم يعد قادرا على حماية الدولة وتامين المستوطنين  المسعورين والمتدينين  يرفضون الخدمة ويتكاثرون  كالفطر.

والى هذا الانجاز العبقري لغزة ايضا تعيد صياغة المفاهيم والمصطلحات والقوانين والقواعد الناظمة للحياة البشرية فكتائبها وفصائلها تعيد صياغة مفهوم ومصطلح حقوق الإنسان والحيوان والجندرة  وحق الطفل والمرأة والشيخ بل الحق بالغذاء والامن.

والى هذه ايضا تسقط مصطلحات وتعريفات دأبت في الآونة الاخيرة جوقات بترويجها عبر تسمية العربية بغرب اسيا وكأن الحضارات والشعوب تعرف بالجغرافية واصحاب ومروجي هذا المصطلح اما غير متنبهين او يتقصدون بوعي وبسعي لدمل اسم العربية والعروبة واو لافتعال صراع مصطلحات ومفاهيم وتسميات بعد ان خبت الصراعات العربية الفارسية والسنية - الشيعية والخلافات على تسمية الخليج اعربي ام فارسي ام اسلامي.

فتعريف بلاد الشام والرافدين وباد الحجاز واليمن والجزيرة العربية بغرب اسيا تسمية ظالمة وخطا لا يجوز القبول به وتمريره.

فالعربية التي اخذ منها العرب اسمهم بحسب الجغرافيين والرحالة والكتب القديمة قبل الاديان وفي الاديان هي الجغرافية الممتدة من ساحل سيناء- غزة الى الاناضول فالهضبة الايرانية امتدادا الى البحر العربي .

غزة هي الحدود التاريخية والجغرافية للعربية وقد سطرت اسمها  الكتب القديمة لمكانتها ولأهميتها كحافظة للعربية وحصنها وبوابتها التي عجز عنها الاسكندر المقدوني بثلاث معارك ولم تسالمه الا عندما وافق على شروطها وقيمها. واليوم تسقط الكيان الصهيوني وتسرع من انسحاب العالم الانجلو ساكسوني عن العربية والوطن العربي والعالم الاسلامي بما في ذلك الدول والشعوب الاسيوية فتستحق قيمتها وتسميتها بقبضة العربية وحافظة بلاد العرب.

التسمية التاريخية العربية ويجب تسميتها بالوطن العربي نسبة للشعب ودوره ولنبي العرب والمسلمين والكتاب الذي انزل بالعربية لا نسبة الى الموقع الجغرافي سيما ان الامر سيطرح السؤال؛ عن من هو وسط اسيا ومتى كانت تصنف الشعوب الحية والمقاومة ومنشئة الحضارات وارض الرسالات بالجهات الجغرافية.

الى كل ذلك اعادت غزة تلميع مفاهيم ومصطلحات حروب المقاومة والعصابات الثورية وتجدد فيها وبتكتيكاتها ولا يجوز تصوير الحرب في غزة كأنها حرب جبهيه بين دول انما هي في حقيقتها ومساراتها حرب بين دولة غاصبة مدعومة وتقودها امريكا والعالم الانجلو ساكسوني ومقاومة وشعب محاصر وجائع.

ولا يجوز مقارنتها وبحث توازناتها العسكرية والمجتمعية بالتوصيفات والمفاهيم التقليدية وكما بين لدول.

الاهم؛ فحرب غزة ومقاومتها الاسطورية تعيد ضبط مفهوم ومصطلح الساحات والجبهات. فالساحات الفلسطينية توحدت في سيف القدس وتعززت في جولة وحدة الساحات اما الجاري في حرب غزة ومن محور اسنادها فهو وحدة الجبهات.

الفارق شاسع بين الساحة والجبهة. فسورية ولبنان واليمن والعراق دول وكيانات وجبهات وليسوا ساحات على غير ما كانت عليه الحالة الفلسطينية من ساحة غزة وساحة الضفة وساحة فلسطين ال٤٨ وساحة اللجوء.

والخلط والاصرار على تعميم مفهوم ومصطلح الساحات ليس بريئا غير انه خاطئ ومتجنى وان عجت به وسائل ووسائط محسوبة على محور المقاومة والمساندة.

غزة تنتصر وبنصرها ستنهض العرب والاقليم وتعود المفاهيم والمصطلحات الى حقيقتها وقيمها ومحمولاتها.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري