كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: في عيدها، ودعت فلسطين أيوب
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: في عيدها، ودعت فلسطين أيوب
حليم الشيخ
9 آذار 2024 , 21:29 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد:

مع السلامة يا أيوب...

مع السلامة يا بني...

سلم لي على اخيك، اختك، أخوالك، أعمامك...

سلم لي على كل من جبل دمه تراب فلسطين...

هكذا ودعت امرأة فلسطين ابنها الشهيد في يوم عيد المرأة العالمي...

طفل فلسطيني آخر حمل السلام إلى الآلاف ممن سبقوه على درب جلجلة هذه الأرض المقدسة...

في فلسطين لا يوجد عيد امرأة، ولا عيد طفل، ولا أي عيد في الأصل...

مذ ارتقى الفلسطيني الأول إلى العرش الأعلى، وهذه الأرض تتعرض لغزوات باسم رب مجنون أحياناً، وباسم قداسة غربية زائفة في كل الأحيان ترى في تجار الهيكل شعبا مختارا...

قداسة هذه الأرض من قداسة شعبها الفلسطيني الأصيل...

قداسة هذه الأرض هي نتاج كل الحضارات التي مرت على هذه الأرض حتى تركت لنا تلك الجوهرة التي اسمها أن تكون فلسطينيا...

هكذا صار آرون بوشنيل أكثر فلسطينية من كل رجالات السلطة ودحلاناتها...

هذا ما لم تفهمه بكركي في لبنان...

عجزت كنيسة مار مارون عن وضع بطرك يحمل صليبا بيد وعصا بيد اخرى لطرد تجار الهيكل من كنائس القداسة...

تمر ايام الآحاد على بكركي مع عظات يكتبها مستشار ثقافة الإذعان في السفارة الأميركية في بيروت، ثم يرددها من يدعي السيادة على بكركي باسم مسيحية من لا مسيحية في عظاتهم...

يسري الأمر نفسه على مطران الأرثوذكس في بيروت...

تماما كما تفعل ألمانيا حين ترتكب جرم الإبادة تحت إسم الثائرة الأممية الاولى في العالم المعاصر، روزا لوكسمبورغ...

كتب على فلسطين أن تحمل الصليب وحدها وان ترتقي إلى البارئ بصبر فاق كل ما مر على هذا الكوكب...

كتب على مطران القدس أن يسمع ويرى ما يجذّف به مطران بيروت الياس عودة...

مطارنة شارون في ال ٨٢ عادوا إلى عادتهم القديمة...

مطارنة هرتزل يدعون إلى النأي بالنفس عن نصرة المظلوم... خوفا من أسنان التنين الأميركي الصهيوني...

مطارنة الموارنة في لبنان لم يعودوا يعرفون ألف باء المسيحية الحقة القائمة على رسالة الفداء والصبر والتضحية من أجل الحق ومن أجل الآخر... فكيف والآخر هو ابن أرض الآلام تلك...

كيف يمكن أن يكون الإنسان مسيحياً ويرفض فعل الحق لأن الآخرين لا يفعلون...

كل يوم من ايام فلسطين هو درب جلجلة لا يراها إلا المؤمنون...

على درب آلام السيد، تمشي ملايين فلسطين كل يوم دون أن يرى مطارنة الموارنة في لبنان درب آلام المسيح...

هل وصل الأمر إلى هذا الحد من بيع السيد بسبعة من الفضة قبل صياح الديك...

رجالات المسيحية نعرفهم...

نراهم... نسمعهم كلما سمعنا صوت المطران حنا في القدس،

كلما تكلم الاب منذر اسحاق في بيت لحم...

نراهم كلما رأينا صورة المطران العظيم كبوتشي وهو يحمل رسالة المقاوم الفلسطيني الأول الذي جاع وعطش ونزف دما قبل أن يرتقي إلى عرش السماوات قبل الفي عام...

ما لكم يا مطارنة مارون...

هل بلغ بكم حب الدنيا أن تروا في امريكا عظمة تفوق عظمة رب السماوات والأرض...

في عيد المرأة نطق مطارنة لبنان بالكفر...

لا تصدق العين أن مسيحيا مؤمنا يمكن أن يقول لسيد المقاومة في لبنان أن لا يذهب إلى حيث لا يذهب كل العرب، وبعض العرب أشد كفرا...

هل في هذا ولو حبة رمل من حبات الذهب التي نطق بها السيد المسيح...

لعنة الله على كل من لا يقوم يوم تداس كرامة الإنسان...

لا تليق بكم ثياب الكهنوت المسيحي...

انزعوا قلادات الصليب عن صدوركم...

هذا الصليب رمز لا يليق بكلمات تافهة تصدر عن مجامعكم...

انتم لستم غير أحفاد أولئك الذين كانوا يتفرجون على السيد يمشي في طريق العذابات المطهرة...

انتم من ألبس السيد تاج الشوك قبل الفي سنة...

لا تلبسونا نفس ذلك التاج مرة أخرى...

شعبنا قام...

قدرنا أن نقوم...

قدرنا أن نكون كما كان السيد الفدائي الأول...

قدرنا أن نكون مطهر الذات الإنسانية من قلادات الذهب الزائفة والصولجانات التي تدعي العظة والحكمة دون أي حكمة تصدر عن قلب مؤمن...

في فلسطين سقطت الديمقراطية...

في فلسطين سقطت كل ادعاءات حقوق الإنسان...

في فلسطين سقط حتى الهولوكوست نفسه...

لم يعد للهولوكست نفس المعنى مذ مشى النظام الرسمي العالمي في السكوت والصمت عن الهولوكوست الجديد...

في فلسطين تذبح الشعارات البراقة كل يوم، كل ساعة، كل رمشة عين..

لا تدعوا الدين يسقط في فلسطين يا أهل الدين من كل الأديان، سماوية كانت أم دنيوية...

من لا يقوم اليوم لا قيامة له في يوم القيامة...

فلسطين كانت وسوف تبقى المعبر والممر إلى حيث يكتسب الإنسان ذاته الإنسانية الحقة دون زيف ولا دجل...

فلسطين هي المَطهر...

لم تعد فلسطين مجرد وطن...

صارت قضية أن نكون او لا نكون... وسوف نكون...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري