بيان صادر عن مجموعة من الشخصيات الوطنّية والسياسية وعلى رأسها دولة الأستاذ أحمد عبيدات. (ماذا بعد غزة المخاطر والتحديات)
أخبار وتقارير
بيان صادر عن مجموعة من الشخصيات الوطنّية والسياسية وعلى رأسها دولة الأستاذ أحمد عبيدات. (ماذا بعد غزة المخاطر والتحديات)
11 آذار 2024 , 10:00 ص

بسم الله الرحمن الرحيم

(بيان للشعب الأردني العظيم)

فرض السابع من تشرين أول ٢٠٢٣ ضوابط ومحددات جديدة في المنطقة والإقليم وربما في العالم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، كما أنه قلب الكثير من الثوابت التي كادت أن تتحول إلى قناعات ومسلمات راسخة لدى الكثيرين على الصعيد الرسمي والشعبي العربي وعلى رأسها أن القضية الفلسطينية هي في تابوت ملفّع وموشح بعلم التطبيع والاستسلام وان العالم الغربي ومعه العالم العربي تحولت أولوياتهم إلى تنفيذ الخارطة الجديدة التي رسمها المشروع الغربي للشرق الاوسط.

لقد جابت مدن وعواصم العالم الكثير من الفعاليات السياسية والجماهيرية نصرة لفلسطين وغزة وكان الأردن الشعبي حافلا بالمسيرات الشعبية وفي كل مدنه للتعبير عن دعم المقاومة واستنكار لهذه الابادة غير المسبوقة في التاريخ .

وكتعبيرا عن الفعل السياسي فقد تداعى عدد من الشخصيات الوطنية ذات التأثير في المجتمع الأردني إلى إجتماع تبادلوا فيه الحديث والرأي حول ما يجري في غزة من هجمة همجية فاشية صهيونية شرسة على سكان القطاع من أبناء شعبنا الفلسطيني وسبل مساندة وتعزيز المقاومة الفلسطينية المتمثلة بحماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى وهي تقود أكبر حملة دفاع عن شرف الأمة العربية وبإسناد من فصائل محور المقاومة في اليمن ولبنان والعراق.

ونحن إذ نحيي المقاومة البطلة العظيمة ونتلمس إنعكاسات هذه الحرب الصهيونية على غزة ومقاومتها الباسلة على وطننا الأردن الذي هو المنطقة الأهم بين كل الدول العربية من حيث الموقع الجيوبوليتيكي والتاريخي وهو مسكون بالهم الفلسطيني كما الهم الأردني ويشعر بمنتهى القلق والخوف من المخططات الصهيونية وغدر العدو المحتل مما يتوجب علينا التحضير والاستعداد للدفاع عن الأردن ولأن العدوان على الاردن قادم لا محالة فإنه سيكون أكثر قسوة وهمجية لان الفاشية الصهيونية لا تؤمن بوجود وطن أردني وتعتبر أن الأردن جزءا مما يسمى بدولة الصهاينة.

ومن هنا فإننا نشدد على ضرورة أن تتنبه الدولة الأردنية إلى المخاطر المحيطة بنا وتضع تصوراً جدياً بعيداً عن التشبت بالعلاقات مع دول الغرب تحت كل الظروف لأننا نعلم أن الضرورة السياسية والأمنية توجب إبقاء التواصل والحوار بل التعاون مع الغرب رغم موقفها المنحاز للعدو، ولكن لا بد أن يكون دور محوري للأردن لصد الهجمة الصهيونية على فلسطين والاردن، وأن لا نبقى ننتظر حتى يذبح الفلسطينيون أمامنا ويأتي دورنا فإننا بحاجة إلى تطوير موقفنا الاستراتيجي الوطني والتغيير في أولوياتنا وان نستعد للمستقبل القريب القادم الينا وعلينا بحيث تكون الأولويات الجديدة تصب كلها في تقوية وتعظيم الدور الأردني والانتقال به إلى صف المقاومة والخطاب السياسي المقاوم وهذا يترتب عليه التالي:

أ. أن المرحلة تتطلب تغيير الموقف السياسي من حركة حماس وباقي فصائل المقاومة، وإعادة بناء الجسور بين الحركة وبين الأردن الرسمي خاصة بعد أن أصبح العالم كله بما فيه إسرائيل وأمريكا يعلمون أن خيوط اللعبة تمسك بها حماس وليس السلطة الفلسطينية، ومن هنا لا بد من إصلاح الخطأ التاريخيّ الذي وقعنا فيه بطرد قادة حماس من الأردن، وفي السياسة الرجوع عن الخطأ فضيلة و إنتصار.

ب. القيام بدور إيجابي جاد لإيصال المساعدات لأهل غزة من خلال البر المتصل بين الأردن وغزة وليس من خلال عمليات انزال لا تسد رمق شعب ينتابه التجويع للتركيع على الرغم من أهميتها معنويا ، ولا من خلال خطط مشبوهة بعمل ميناء عائم يتحكم بمخرجاته الكيان الغاصب وعلينا استخدام أوراق القوة التي يملكها الأردن لاجبار العدو الصهيوني على الموافقة على إرسال مساعدات جادة وبقدر كبير بدل عمليات الانزال الجوي الرمزية خاصة أنه في الحالتين لا بد من أخد موافقة الكيان الصهيوني.

ج. تغيير النهج والموقف السياسي برمته والمتمثل بالانفراد بالسلطة وتهميش دور المؤسسات الوطنية و إنتشار الفساد والمحسوبية وقمع الحريات وازدياد العجز المالي والمديونية وتوسع دائرة الفقر وتفشي البطالة والارتهان إلى المؤسسات المالية الدولية، واليات دول الاستكبار العالمي لتركيع الشعوب، وعلى أصحاب القرار إدراك أن تقوية الموقف الاردني ينبع من التقاء الارادة السياسية مع نبض الشارع والانفتاح مع الرأي الآخر بعيداً عن سياسة العصا الغليضة والجباية واضعاف الدولة والمؤسسات الرسمية.

د. ضرورة تشكيل جبهة وطنية من كافة القوى السياسية والشخصيات الوطنية القومية الحريصة على إنقاذ الأردن من الأخطار القادمة.

هـ. تشكيل حكومة تضم عناصر طاهرة ونزيهة وكفؤة وصاحبة ولاية قادرة على صناعة القرارات المتمثلة بالتالي :-

١- إعادة النظر في معاهدة وادي عربة وإلغاء كل اتفاقيات العار بما فيها المياه والكهرباء والغاز والمنطقة الحرة،والعمل الفوري على كل أشكال الدعم والمساندة بالخضار والفواكه وخط النقل الذي دنس الأراضي الاردنية رغم النفي والتدليس الحكومي.

٢- وقف التنسيق والتعاون مع كافة الأطراف المشبوهة التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطنية وتحويل الأردن إلى منطقة حرة ومواطنيها إلى مجرد سكان لا هوية لهم من خلال صفقة القرن والسلام الإبراهيمي ومشروع الشرق الوسط الجديد وحلف الناتو العربي باعتبارها تشكل تهديدا وجوديا على دول الإقليم العربية وخاصة الاردن.

٣- التأكيد على أن عدو الأمة وعدو الأردن وفلسطين هو الكيان الصهيوني، وهذا يتطلب بالضرورة إعادة النظر في صياغة العقيدة القتالية التي فرضت علينا وتعزيز الجاهزية العسكرية للقوات المسلحة تسليحا وتدريبا وكذلك تجهيز الشعب الأردني من خلال الخطاب الإعلامي والثقافي والاجتماعي ومن خلال تفعيل خدمة العلم وتسليح المتقاعدين العسكريين وتعزيز دور المقاومة الشعبية.

٤- رسم سياسة متوازنة بعيدة عن الاستقطابات والمحاور مع ضرورة تفكيك وترحيل القواعد الأمريكية والغربية حفاظا على سيادتنا الوطنية ورفضا منا لاستخدام اراضينا للاعتداء على الغير.

٥- كف يد الأجهزة الامنية من التدخل في الحياة العامة وإطلاق الحريات بما ينسجم مع حقوق الإنسان وإخلاء سبيل المعتقلين السياسيين.

وفي الختام نحيي أهلنا في غزة وفلسطين ونحيي المقاومة وابطال المقاومة وندين كل أفعال الكيان الصهيوني والدول الغربية التي تقف مع العدو ضد الشعب الفلسطيني الأعزل إلا القليل من السلاح والكثير من الإيمان.

كما إننا نطالب كل الأنظمة العربية بأن توقف مخططات التطبيع والإسناد للعدو وإن تعيد ضبط البوصلة العربية نحو أهدافها الحقيقية، كما نحيي محور المقاومة وكل المواقف في كل بقاع العالم العربي التي تنتصر وتقف مع اهل غزة وفلسطين وننتظر ساعة النصر وهي قادمة إن شاء الله.

وقد أجمع الحضور على ضرورة أن يرتقي المجتمع السياسي الأردني إلى موقف متقدم وأن تأخذ الدولة بأسباب المنعة ، كما إننا نهيب بكل أحرار الوطن والأمة كي يكونوا جميعا على مستوى المرحلة والبدأ بالعمل السياسي المنظم لإسناد اخواننا في غزة وفلسطين.

عاش الأردن وطناً عزيزاً وعاش الشعب الأردني. العظيم عاش الأحرار والشرفاء.

عاشت المقاومة الفلسطينية الباسلة.

عمان / الأردن

٢٠٢٤/٣/٩

الموقعون على البيان:-

(البيان مفتوح لمن يرغب بالتوقيع)

دولة أحمد عبيدات. معالي أمجد المجالي. الشيخ سالم الفلاحات. الشيخ مراد العضايلة. د.موسى بريزات. د. عبدالرزاق بني هاني. زكي بني رشيد. هاني العموش. د.علي الحباشنة. د.محمد العتوم. محمد الأزايدة. حازم العوران. سالم العيفة. زيد الفايز. د.احمد فاخر. فاروق العزا. لؤي عبيدات. عاصم العمري. علي بريزات عدنان الروسان. عماد المالحي. محمد المعايطة. محمود الحياري. خالد المجالي. راكان العساف. د. هايل السواعير. آمل العموش. سناء الهلسة د.عبدالله العساف. هاشم أبو حسان. حكمت القطاونة. ضرغام الهلسة. عصام صبح. امين الجعافرة. عبد العزيز الخريشا. د.فايز الدويري. منصور سيف الدين مراد. م. مندوب عبيدات. كميل الزعبي. صايل الطراونة. مهدي نصير. علي المراشدة. عصام المجالي. عمران ارشيدات. محمد المناصرة. كايد الشمري. أبراهيم

المرزوق. د. عيده المطلق. نايف الليمون. زهير الادهم

عزمي خشان

المصدر: موقع إضاءات الإخباري