واصلت المقاومة الفلسطينية حضورها الميداني في محاور القتال كافة في قطاع غزة، ونفّذت، خلال اليومين الماضيين، العشرات من المهمات القتالية التي تنوّعت ما بين الكمائن والقنص والاستحكامات المدفعية بقذائف الهاون وإلقاء العبوات المتفجّرة من الطائرات المُسيّرة. وأظهرت آخر الصور التي نشرتها المقاومة من مدينة خانيونس، عقب تراجع الدبابات من مناطق وسط المدينة، حجم الخسائر التي مُني بها جيش العدو، حيث ترك الأخير بقايا الدبابات التي تمّ تدميرها، فضلاً عن آليات مجنزرة يبدو أنها معدّة للشحن والنقل، تعرّضت للحرق إثر استهدافها.
وفي «حرب الصورة» أيضاً، نشر «الإعلام العسكري لكتائب القسام»، مشاهد لعملية نوعية، ألقت فيها طائرة مُسيّرة تابعة لها، قنبلتين متفجّرتين، على خيام قيادة جيش الاحتلال شمال بلدة بيت حانون شمال القطاع. وأظهرت الصور المنشورة، دقة إصابة القذائف لأهدافها، إذ انفجرت القذيفتان في وسط تجمّعات الجنود، فيما لاذ من نجا منهم من الانفجار بالفرار.
وفي السياق نفسه، نشر «الإعلام الحربي لسرايا القدس»، مشاهد تظهر عمليات رصد لتجمّعات الجنود، ثم استحكاماً مدفعياً مركّزاً بقذائف الهاون الثقيلة وصواريخ الـ«107» القصيرة المدى، شرق مخيم جباليا شمال القطاع.
أما خريطة الميدان، فلم تشهد أي تغييرات جديدة، إذ تواصل الدبابات محاصرة مدينة حمد شمال غرب خانيونس. كذلك، تواصل تمركزها في محور جنوب حي تل الهوا، شمال وادي غزة. وكانت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة قد أعلنت، أول من أمس، عن عدة عمليات قتالية، إذ قالت «كتائب المجاهدين» إنها تمكّنت من السيطرة على طائرة «كواد كابتر» كانت تنفّذ عمليات استخباراتية في حي تل الهوا. وكذلك، سيطرت «كتائب القسام» على طائرتين من النوع نفسه في حي الزيتون شرق مدينة غزة، فيما أعلنت «كتائب شهداء الأقصى»، أنها تمكّنت من تدمير دبابة بقذيقة «آر بي جي» في محور التقدّم جنوب الحي. وفي المنطقة الوسطى، نفّذ مقاومو «سرايا القدس» عملية استحكام مدفعي دقيقة طاولت تجمّعات جنود العدو ومناطق تخييمه. أيضاً، أعلنت «كتائب أبو علي مصطفى» استهداف آليات الاحتلال في المناطق الشرقية لمخيم جباليا بوابل من قذائف الهاون.
وفي ساعات صباح أمس، أقرّ جيش العدو بمقتل الرائد عميشار بن داوود، وهو قائد وحدة القيادة الأمامية في تشكيل «الكوماندوز»، خلال مشاركته في العمليات في جنوب قطاع غزة. ثم في النهار، نفّذت «كتائب القسام» عملية قنص ببندقية «الغول» في جنوب حي تل الهوا في مدينة غزة. كذلك، أكّدت «كتائب القسام»، أن مقاوميها تمكّنوا من تفجير منزل مفخّخ بقوة صهيونية راجلة، ما أوقع أفرادها بين قتيل وجريح. واشتبك المقاومون مع قوة أخرى داخل نفق، وحقّقوا فيها إصابات مباشرة. كما أبلغ المقاومون العائدون من خطوط الاشتباك، أنهم قتلوا جندياً من وحدة الهندسة بطلق ناري في رأسه في منطقة بني سهيلا شرق خانيونس.