اللغة الأم وتأثيرها على شبكة اللغة في الدماغ: نتائج مثيرة للدهشة
علوم و تكنولوجيا
اللغة الأم وتأثيرها على شبكة اللغة في الدماغ: نتائج مثيرة للدهشة
13 آذار 2024 , 09:43 ص

تشير دراسة جديدة أجريت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إلى أن أدمغة الأشخاص الذين يتحدثون بعدة لغات تعمل بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بلغاتهم المتعددة. وقد وجد الباحثون أن شبكة معالجة اللغة في أدمغة المتحدثين بعدة لغات تستجيب بشكل مماثل عندما يستمعون إلى أي من اللغات التي يجيدونها.


تتفاعل هذه الشبكة بشكل أقوى مع اللغات التي يكون المتحدثون ماهرين فيها، باستثناء لغتهم الأم. وفي حالة الاستماع إلى اللغة الأم، ينخفض نشاط شبكة اللغة بشكل ملحوظ، مما يشير إلى وجود خاصية فريدة في اللغة الأم تسهل معالجتها بأقل جهد من قبل الدماغ.

وتقول إيفيلينا فيدورينكو، خبيرة في اللغة الإنجليزية وأستاذة مشاركة في علم الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن هناك عاملًا يجعل عملية المعالجة أسهل قليلاً، ربما يكون ذلك بسبب قضاء المتحدث وقتًا أطول في استخدام اللغة الأم.

تشمل شبكة معالجة اللغة في الدماغ مناطق في الفص الجبهي والفص الصدغي، وتقع بشكل أساسي في النصف الأيسر من الدماغ. وفي دراسة سابقة أجريت عام 2021، وجد مختبر فيدورينكو أن شبكة اللغة في أدمغة المتحدثين بعدة لغات أقل نشاطًا عند استماعهم إلى لغتهم الأم مقارنة بأدمغة الأشخاص الذين يتحدثون بلغة واحدة فقط.

تم تجنيد 34 شخصًا متحدثًا بعدة لغات للمشاركة في الدراسة. وتم فحصهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أثناء استماعهم إلى مقاطع مقروءة بثماني لغات مختلفة، بما في ذلك لغتهم الأم واللغات التي يجيدونها بشكل عالي واللغات التي يجيدونها بشكل محدود. وتم أيضًا فحصهم أثناء الاستماع إلى لغات لم يتعلموها.

توصلت الدراسة إلى أن شبكة معالجة اللغة في أدمغة المتحدثين بعدة لغات تتفاعل بشكل مختلف مع اللغات المختلفة. عندما يستمعون إلى اللغات التي يجيدونها، تظهر استجابة مماثلة في الشبكة. ومن المثير للاهتمام أن اللغة الأم تؤدي إلى انخفاض في نشاط الشبكة، مما يشير إلى وجود خاصية فريدة للغة الأم تجعلها أكثر سهولة في المعالجة من قبل الدماغ.

يعتقد الباحثون أن الاختلاف في تفاعل الدماغ مع اللغات المختلفة قد يكون نتيجة للتدريب والتعلم الذي يخضع له الدماغ فيما يتعلق بكل لغة. على سبيل المثال، قد يكون المتحدثون بعدة لغات ينفقون وقتًا أكبر في استخدام اللغة الأم، مما يعزز قدرتهم على معالجتها بفاعلية أكبر.

تساهم هذه الدراسة في فهم أفضل لعملية المعالجة اللغوية في أدمغة المتحدثين بعدة لغات. قد تساعد النتائج في تطوير استراتيجيات تعليمية أكثر فعالية لتعلم لغات جديدة وفهم اختلافات اللغة الأم عن اللغات الثانية والثالثة.

في النهاية، يعد فهم كيفية تفاعل الدماغ مع اللغات المتعددة أمرًا هامًا لفهم التعلم اللغوي وتطوير مهارات التحدث المتعددة. إن المزيد من الأبحاث في هذا المجال ستساهم في تطوير العلوم العصبية وتعزيز قدرتنا على استيعاب وتعلم اللغات المختلفة بفاعلية أكبر.

المصدر: ميديكال إكسبريس