حتى ترامب لم يعد بحاجة لنتنياهو..
مقالات
حتى ترامب لم يعد بحاجة لنتنياهو..
ميخائيل عوض
18 آذار 2024 , 19:41 م


بيروت؛ ١٨/٣/٢٠٢٤

ميخائيل عوض.

قال ترامب في مقابلة مع فوكس نيوز سأقول له ' لنتنياهو" انه ذلك وافعله بشكل سريع... وعد الى عالم السلام. وقال ؛سأفعل شيئان سأعمل من اليوم الاول وقبل تسلمي منصبي رسميا على وقف الحرب بين روسيا واوكرانيا واستعادة السلام في الشرق الاوسط..

كما دعا زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر" اليهودي وممثل ايباك ولوبيات اليهود الفاعلة في اعلى منصب في الادارة الامريكية" إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، معتبرا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "ضل طريقه" ويقف عائقا أمام السلام.

وقد اعلن بايدن ان شومر نسق موقفه مع فريقه الرئاسي اي هو موقف يجمع عليه الديمقراطي فالرسالة اقوى بان تكون بلسان يهودي في اعلى المراتب.

شيئا جديدا نوعيا يجري في امريكا فكلا لوبيي الدولة العميقة والحاكمة في امريكا وإسرائيل بفعل سر التكوين والطبيعة الوظيفية المشتركة للكيانين المصنعين /امريكا واسرائيل/ توحدت برغم صراعات لوبياتها العاصفة والسباق الرئاسي باتت تتعامل مع نتنياهو وحربه كعبء كبير. واللافت ان ترامب المحسوب عليه نتنياهو والذي فسر اطالته للحرب للتأثير في الانتخابات الامريكية خدمة له، وبعد ان ضمن الرئاسة بفاعلية طوفان الاقصى وجوع ودماء اطفال غزة يطلق هذا التصريح الجازم والحاد جدا ومعطوفا على اعلان مشروعه في اليوم الاول في البيت الابيض وقبل تنصيبه" يتحدث بلغة الواثق انه بات رئيس امريكا"وقف حرب اوكرانيا وبعث السلام في الشرق الاوسط. والغرابة ان تصريح ترامب وخطاب شومر شددا على السلام وعلى ان نتنياهو بات معيقا وعليه الرحيل عند شومر بانتخابات مبكرة وعند ترامب وقف الحرب فورا والانعطاف الى السلام.

ما الجديد؟؟ وماذا يعني انقلاب الدولة العميقة في امريكا والحاكمة في اسرائيل ضد نتنياهو؟ وكيف ستنعكس على حرب غزة ومستقبل اسرائيل؟.

الجديد يكمن بإخفاق الجيش الاسرائيلي وعجزه وبداية تفككه. فخلال الاشهر الخمسة والنيف وبسبب حجم الاستنزاف الذي اصابه وعدم تحقيق اي انجازات برغم تمويل وتموين امريكا وقيادتها للحرب ومشاركتها بضباط اركان وقوات مارينز ودلتا فورس وانخراطها بالحرب الخاسرة في البحر العربي والاحمر مع الحوثين.

والجديد اعلان الحوثي توسيع مسرح الاستهداف الى المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح بعد اختبار الصاروخ الفرط صوتي بما يعني ان روسيا وايران قررت وسلحت وكلفت الحوثي ببهدلة امريكا والعالم الانجلو ساكسوني في حرب البحار والحاق هزيمة كاسرة بهم وما سيكون بعدها من تطورات فرط استراتيجية في الاقليم والعالم لجهة تسارع انكشاف وتراجع الدور والهيمنة الامريكية الانجلو ساكسوني في العالم وتعملق الحوثين ومحور المقاومة ووراثتهم للإقليم واعادة تشكيل العرب والمسلمين وقيادتهم في حقبة التحرر والنهوض والتوحد.

بإجماع لوبيات الدولة العميقة الامريكية وانزياحها ضد استمرار الحرب والاتجاه نحو السلام معطيات تقطع بعجز نتنياهو عن استمرار الحرب وتاليا اضطراره صاغرا لقبول شروط القسام ووقف النار واو حصول انقلاب في اسرائيل باتت علاماته ومعطياته واضحة في حجم الصراع بين نتنياهو ووزير الدفاع وقائد الاركان والوفد المفاوض واتساع دائرة النقد لنتنياهو وتحميله المسؤولية. والارجح انهيار حكومته والدعوة لانتخابات مبكرة تدخل اسرائيل في حالة فراغ ستكون طويلة ونذير بتصاعد توترات قبائلها واشتداد الصراع بينها ورجحان احتمال تفرد سيموريتش وبن غفير بقيادة المتطرفين والمستوطنين الذين تم تسليحهم وتشكيلهم ميلشيا وعصابات عنصرية لارتكاب مجازر بحق الاسرى واهالي الضفة وربما الاقصى والقدس ما يستعجل اشتعال الضفة وفلسطين ال٤٨ بانتفاضة مسلحة تستدرج انهيار سلطة ابو مازن وتحول الحرب وميادينها الى قلب فلسطين التاريخية لتسهيل عملية تحرير فلسطين.

التحولات في امريكا هامة ونتائجها تستعجل تفكك حكومة نتنياهو ودخول إسرائيل في المتاهة.

والحق يقال انا كتبنا وقلنا على الفضائيات والقنوات ان زمن تخلي امريكا عن اسرائيل قد اقترب وعلاماته كثيرة.

وها نحن في زمن تجسيد التخلي. فأمريكا وعقلها وقيمها مادية لا تحتمل مشروعا خاسرا ولا تدمع عينها على اليهود كما لم تدمع يوما على الشعوب التي ابادتها لتقوم وعاشت على افعال الابادة وتاريخها التخلي عن ادواتها وحلفائها بعد استخدامهم وعندما تنتهي صلاحيتهم.

اسرائيل انتهت صلاحيتها وباتت عبء على امريكا والغرب وقد قالها ديفيد بترايوس ٢٠٠٩ بشهادته امام الكونغرس؛ اسرائيل كانت كنزا ثمينا واصبحت عبئا ثقيلا وكان يومها مدير السي اي ايه.

صدقت نبوءته وقد شكلت عملية الطوفان العجائبية حدثا غير مسبوق وبدأت مفاعيلها تغير العالم وقد اقر بهذا بايدن من قبل.

جوع اطفال غزة وشهدائها وابداع القسام والفصائل والدور النوعي للحوثين والمقاومة من لبنان بدأ يؤتي ثماره واكله.

فلسطين في زمن التحرير ولن يطول الزمن.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري