يتنقل دماغك خلال فترة النوم بين ثلاثة أنماط من النوم : النوم العميق و النوم الخفيف والنوم الذي تكون فيه حركة العين سريعة.
# النوم العميق :
خلال اليوم يقوم قرين الدماغ (منطقة على شكل أصبع توجد في وسط الدماغ) بعملية التخزين المؤقتة للمعلومات مثل الأسماء أو خطوات إجراء عمل جديد.
أثناء النوم العميق ينقل دماغك البيانات من قرين الدماغ إلى أماكن تخزين دائمة في الدماغ و هو أشبه بخدمة تسليم البريد عند نقل الطرود من مكتب البريد إلى المنازل في كل أنحاء المدينة.
إذا قررت أن تسهر لوقت متأخر و تخليت عن الساعتين الأولى من جدول نومك المعتاد ، سوف تفقد معظم نومك العميق و لن تتمكن من تخزين المعلومات المهمة في ذاكرتك طويلة المدى.
# النوم الخفيف :
يعمل النوم الخفيف مثل عمال التنظيف في غرفة مكتب البريد فهو ينظف قرين الدماغ من أجل توفير مساحة للمعلومات الجديدة لليوم التالي. فبعد أن كنت مستيقظاً لمدة ١٦ ساعة ، أصبح من الصعب على قرين الدماغ الاحتفاظ بمعلومات جديدة.
وإذا سهرت لوقت متاخر لقراءة کتاب و قرأت فقرة ما مرات عديدة و لم تتمكن من فهم المعلومة ، فأنت بذلك استنفذت الطاقة الاستيعابية لقرين الدماغ. فالنوم الخفيف هو الانعاش المؤجل الذي يجدد من قدرتك على تعلم حقائق جديدة.
معظم نومك الخفيف يكون في نهاية ليلة كاملة من النوم. هذا يعني أن الاستيقاظ المبكر من أجل الدراسة قد يكون له نتيجة عكسية. فعندما تستيقظ مبكراً و نمت من خمس إلى ست ساعات ، تكون قد أضعفت بشكل كبير من قدرتك على التعلم.
و لو استيقظت مبكراً جداً على غير العادة (عند الساعة الخامسة صباحاً بينما كنت تستيقظ في العادة عند السابعة سوف تفقد أيضاً معظم نومك الذي تكون فيه حركة العين سريعة لتلك الليلة.
# نوم حركة العين السريعة ( نوم الأحلام ) :
عندما تدخل في نوم حركة العين السريعة ، يبدأ دماغك بإدراك ما حدث خلال اليوم عن طريق ربط المعلومة المخزن حديثاً بمعلومة مخزنة مسبقاً. و غالباً ما تكون تلك الروابط غير مألوفة وتقود إلى اكتشافات مبتكرة و خلاقة.
استيقظ كاتب ومؤلف الأغاني المشهور بول ماكارتني و هو يردد في عقله ألحان إحدى أشهر أغانيه كاملةً و ظن أن شخصاً آخر قد كتبها.
لا يمنحنا نوم حركة العين السريعة الأفكار الإبداعية فحسب، بل يمنحنا القدرة العاطفية أيضاً.
الأحلام التي تحدث فقط أثناء نوم حركة العين (السريعة تحاكي حالات القلق وذلك من أجل أن تتعلم كيف تتعامل مع القلق وتصبح هادئ الأعصاب تحت الضغط وتساعدك الأحلام أيضاً على الانتقال من اليأس إلى الأمل ،
فإذا كنت تمر بحالة فراق مؤلمة أو حالة طلاق فإن الأحلام سوف تساعدك على تجاوز ذلك الأحلام هي أرخص نوع من العلاج و أكثرها فعالية.
يُحسن النوم العميق من قدرتك على تذكر المعلومات ، و يُحسن النوم الخفيف من قدرتك على تعلم المعلومات الجديدة ، و يُحسن نوم حركة العين السريعة من قدرتك على فهم المعلومات والمشاعر المرتبطة بها.
# هناك ركيزتان لليلة نوم جيدة :
الظلام :
عندما يستشعر الدماغ الضوء الأزرق فإنه يمنع إفراز مادة كيميائية تسمى الميلاتونين و هذا ليس جيداً ، لأن الميلاتونين يدفعك للنوم. وجد في إحدى الدراسات أن قراءة كتاب من خلال جهاز لوحي كالأيباد يمنع إفراز الميلاتونين بأكثر من ٥٠% عن القراءة من كتاب مطبوع، و وجد في دراسة أخرى أن المصباح بجوار السرير و الذي يشكل واحد أو اثنان في المائة من قوة ضوء النهار فقط بإمكانه أيضاً تقليل الميلاتونين بنسبة ٥٠% لهذا السبب عندما تغرب الشمس، أضع زجاج عازل للضوء الأزرق. ثم قبل نصف ساعة من الذهاب للنوم ، أقراء كتاب مطبوع بوجود مصباح ذو إضاءة حمراء بعدها عندما يحين وقت النوم ، أضع قناع النوم.
البرودة :
درجة حرارة جسمك بحاجة للنزول من درجتين إلى ثلاث درجات فهرنهايت للبدء في النوم. و من الصعب أن تخفض من درجة حرارتك جسمك الداخلية بينما يظل منزلك بدرجة حرارة الغرفة. لهذا السبب قمت ببرمجة مثبت الحرارة للتخفيف من درجة حرارة المنزل إلى ٦٥ درجة فهرنهايت (۱۸,۳۳ مئوية) في كل ليلة عند الساعة التاسعة مساءً و الابقاء على درجة الحرارة تلك خلال الليل.
أيضاً قبل الذهاب للنوم مباشرة استحم بماء حار قد يبدو ذلك غير منطقي ، لكن بعد حمام حار تنتقل حرارة جسمي من الداخل إلى سطح الجسم ثم تتبدد في الهواء. والنتيجة : تنخفض درجة حرارة الجسم الداخلية و يكون من السهل عليك أن تخلد للنوم.