غزة تنتصر بمقاومتها وصمودها على عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
مقالات
غزة تنتصر بمقاومتها وصمودها على عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
عدنان علامه
21 آذار 2024 , 10:24 ص


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

لا بد من التركيز على تصريحات نتنياهو لمعرفة ما يخطط له على المدى البعيد. فتصريحاته صريحة جدًا وليست بحاجة إلى تحليل أو قراءة ما بين السطور. لأن نتنياهو هو كاذب كبير وجنون عظمته وغطرسته لا حدود لها.

بالنسبة للمفاوضات حول تبادل الأسرى فإن نتنياهو في الواقع لا يكترث لمصير الأسرى وهو يغامر بحياتهم؛ وقالها بوقاحة وكررها أكثر من مرة بأن العملية السياسية تهدف إلى كسب الوقت للعملية العسكرية لتحقيق النصر الحاسم.

وأما بالنسبة لإقتحام رفح فهي من إستراتيجيات نتنياهو، والفكرة التي تعشعش في رأسه، وهو يعبر عنها بين الفينة والآخرى غير آبه للتحذيرات الأمريكية والدولية.

فقال الثلاثاء الماضي: "إنه لا سبيل لتدمير حركة «حماس» في رفح إلا باجتياح بري".

وأعلن نتنياهو، أمس، "أن جيش بلاده يستعد لبدء العملية العسكرية البرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة والمكتظة بالنازحين، لكنه لفت إلى أن ذلك سيستغرق بعض الوقت" .

وفي ظل إصرار نتنياهو على إستمرار عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ؛ فإن المقاومة الفلسطينية تبدع في عملياتها النوعية. فحول عملية "غوش عتصيون،قال مسؤول في الجنهة الشعبية: "إن نجاح مقاوم في استدراج ضباط من "الشاباك" هو اختراق مهم للمنظمة الأمنية الإسرائيلية.

ودفعت مجازر غزّة بوزيرة الخارجية الكندية إلى الإعلان عن قرار بلادها بوقف إرسال الأسلحة إلى "إسرائيل".

ونتيجة لوضع جيش العدو المتأزم الذي ذاق جحيم معارك غزة طيلة 166 يومًا متكبدًا خسائر فادحة في العديد والعدة، فانهارت الروح المعنوية للجيش. فكان لا بد البحث عمن متطوعين جدد بعد وصول طالبي التطوع إلى دون الخط الأحمر؛ لذا كان التوجه نحو المتدينيين أو الحريديم؛ فصرَّح الحاخام تسفي فريدمان، زعيم "التيار الحريدي لعدد من وسائل الإعلام العبرية": الموت خير من التجنيد في "الجيش الإسرائيلي".

وقد نقلت وسائل إعلام عبرية الخلاف العميق بين نتنياهو والقيادات العسكرية والأَمنية ووصلت الخلافات إلى إستبعاد نتنياهو المؤسسة الأمنية والعسكرية من قرار إرسال وفد إلى الولايات المتحدة.

وأمام إصرار نتنياهو على إقتحام رفح الذي قال مؤخرًا :" سنقوم بعملية في رفح. وهذا سيستغرق عدة أسابيع، وسيحدث"؛ فقد نقلت وسائل إعلام عبرية وتحديدًا القناة كان: "الأميركيون لن يبحثوا خلال النقاش مع الوفد الإسرائيلي كيفية تنفيذ عملية عسكرية في رفح إنما كيف لا تنفّذ مثل هذه العملية" .

وقال نتنياهو الذي أدرك في قرارة نفسه بأنه لم يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة بعد مرور 166 يومََا من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتي تسببت بإرتقاء 31923 شهيد و 8000 مفقود و 94096 مصابَا أكثر من 74% منهم من الأطفال والنساء وكبار السن: "إذا أوقفنا الحرب الآن، قبل أن تتحقق جميع أهدافها، فهذا يعني أن إسرائيل ستخسر الحرب، وهو ما لن نسمح به".

فجنون عظمة نتنياهو ونرجسيته وساديته وعنصريته تدفعانه بالهروب إلى الأمام وارتكاب المزيد من جرائم الحرب المتمثلة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي لكل الفلسطينيين في غزة ورفح مع علمه اليقيني بخسارته الحرب على الفلسطينيين في غزة وليس خسارة جولة منها.

فنتنياهو اليوم في وضع لا يحسد عليه وأصبح كبالع الموس. فجنون عظمته يدفعه إلى الإصرار على إقتحام رفح غير مدرك بأن الجيش بدأ يتفكك وقد تم تبديل مرحبا كافة الألوية في غزة بعد فقدانها أهليتها وقدرتها على مواصلة القتال. وأصبحت "فوبيا غزة" تسيطر على أكثر من60% من كافة الألوية؛ الأمر الذي دفع عدد كبير من الچنود إلى رفض الأوامر للإلتحاق بوحداتهم في غزة.

هذا الوضع غير المستقر، قد يدفع بنتنياهو إلي الإنتحار لأنه لن يقبل الهزيمة في غزة؛ أو أنه سىيأخذ قرارََا مفاجئََا بإقتحام رفح إرضاءًا لجنون عظمته؛ وسيكون ذلك سببًا في نهاية هذا الكيان المؤقت.

وإن غدًا لناظره قريب

21 آذار/مارس 2024

المصدر: موقع إضاءات الإخباري