الحقيقة أن الحشاشين يختلفون عن الإخوان تماما في هذا الجانب،
فالإخوان جماعة ظاهرية تفسر النصوص من منطلق حرفي يقف على ظاهر النص دون تدبر معانيه ومدلولاته ، وأي جماعة جهادية أو تخلط الدين بالسياسة في عصرنا الحالي ظاهرية الفكر..
مشكلة نشأت من تفسير القرآن بالمأثور حصرا عند الجماعات، وتغاضوا عن طرق التفسير الأخرى العلمية واللغوية والعقلية والروحية...إلخ، فالمعيار لديهم هو الرواية وظاهرها ،
حتى طرق التدريس داخل الجماعة تقف على حرفية نصوص الأئمة والزعماء أيضا كحسن البنا فيتناولون حديثه وتعاليمه كإرشادات وأوامر ظاهرية واضحة ليست بحاجة لتأويل أو تدخل عقلي من أي نوع لفهمها بغير ما بدا منها..
ومن تلك الجزئية اختلف الإخوان لقطبيين وبناويين، ولمحافظين وإصلاحيين في العقود الثلاثة الأخيرة...والشرح يطول..
فالوارد أن النصوص تُكتَب بإشارات نفسية ولغوية وعقلية لا يراها القارئ البسيط، ومن هنا خرجت أشهر وسيلة من وسائل الباطنيين وهي (التأويل) لمعرفة طبيعة ومقصود النص الحقيقي بعيدا عن ظاهره..
الشيخ يوسف القرضاوي أتذكر أنه وصف التيار السلفي ( بالظاهريين الجدد) والإمام الشوكاني وصف المذهب الحنبلي بالظاهري لهذا السبب، هو تحريمهم للتأويل أو استخدامه في أضيق الحدود ، والاعتماد بشكل أساسي على الروايات والمأثور..
الحشاشين جماعة باطنية مختلفة تماما عن هذا المنهج، فهي فرع من المذهب الإسماعيلي الذي مال فقهاؤه للفلسفة..
وفي هذا الزمن كل من يستعمل الفلسفة يصبح باطنيا لأن العقل كان هو وسيلته الوحيدة لفهم النصوص..
الآن اختلفت الفلسفة بظهور المنهج الظاهراتي في التاريخ الذي أشار إليه ميرسيا إلياد تأثرا بالفلسفة التحليلية، فدمجوا بين العقل والظاهرية بطريقة مختلفة عن التي سلكها ابن حزم الأندلسي، لأن ابن حزم كان ظاهريا في قبول النص ، عقلانيا في تفسيره ومقارنته مع نظائره من نفس الرتبة ولا زالت هذه طريقة ابن حزم التي أختلف بها عن سائر المذاهب..
يعني الإخوان رغم كونهم ظاهريي الفكر مختلفين عن ابن حزم، بل هم أقرب لظاهرية الحنابلة التي وصفها الشوكاني..
الأخوة الذين يصفون الإخوان بالباطنية قالوا ذلك بسبب المسلسل، فتأثروا بالإعلام والإسقاط السياسي، كذلك قالوه بسبب عمل الإخوان السري..
وهنا إشارة لطيفة اختم بها:
العمل السري في السياسة لا يعني الباطنية الفكرية، شبيه عندما تجتمع في دارك سرا لتبحثوا كيف تحاربون الأعداء - كمثال- لكن عقيدتك الدينية التي دفعتك للحرب (مجرد آية أو حديث) لا يقبلان التأويل العقلي أو مقارنتهما بآيات وأحاديث أخرى..أو ردهما بتفسيرات روحية ولغوية ..
وعلى ذلك كانت داعش وكل الجماعات المقاتلة في العصر الحديث...