إسرائيل دمرت غزة وهذا ليس انجاز لاسرائيل لاسياسي ولا عسكري وعلى العكس فشلت فشلا ذريعا لطالما اعجزتها بنادق المقاومة الفلسطينية ومنذ عدة شهور عن الاستمساك بها او اسكاتها او القضاء عليها وفي الوقت ذاته نجحت البندقية الفلسطينية بكشف الوجه الحقيقي المجرم لهذه العصابة الصهيونية التي تعرت امام العالم كله وانكشفت هشاشة دولة إسرائيل لطالما هزت المقاومة الارض من تحت اقدام سياسييها وجيشها وشعبها ومرتزقتها الذين اشترتهم للدفاع عنها ٠
لذلك هذا القتل وهذا التدمير وهذا التجويع انما هو سلاح الانتقام ومحاولة لتغيير ماسيكتبه التاريخ الذي ستسجل صفحاته نكسة إسرائيل في غزوة الطوفان
امام فتية امنوا بالله سلاحهم الارادة والنصر او الشهادة في سبيل الله والارض والاقصى والكرامة وهذا سلاح كما امتلكته الاجيال الماضية سيظل سلاح الفلسطينيين في كل زمن وحين مهما حاولت إسرائيل ان تشيد كيانها بالحصون واسوار الفولاذ والحديد ومهما راوغت امريكا على حقوق الفلسطينيين او لعبت على وتر الضعف العربي او رقصت على فزاعة إسرائيل وإجرامها بالمنطقة
الامر الغريب في الموقف الامريكي ان فكر ساستها لازال غير مقتنع بان الفلسطينيين بشر لهم حقوق وانهم يستحقون الوجود وانهم اصحاب ارادة لا تمتلكها لاامريكا ولا إسرائيل وانهم اصحاب عقيدة تتوارثها اجيال فلسطين بالجينات جيلا بعد جيل بان مقاومة إسرائيل هوفرض عين ومسألة كرامة وان الحق الفلسطيني دونه الموت او الحياة
الامر الذي لايبشر بالخير الامريكي ان ساستها ومنظري سياستها ومهندسي مصالحها في المنطقة قد هرموا وعجزوا واصبحوا كالرجل العجوز الذي من الصعب تغيير عاداته وسلوكه وقناعاته بل ويكاد ان يكون الامر مستحيل فما بناه نيكسون وجون كندي وكارتر والبوشين الكبير والصغير ومن تلاهم الى يوم بايدن لم يعد صالحا الان لسكن إسرائيل وإقامتها لا في فلسطين ولا في المنطقة كلها فلا بد من تغيير البيت السياسي الامريكي ومنه الاسرائيلي واستبدال اهله بساسة جدد يؤمنون ان السلام وامن إسرائيل لايتحقق الا
بالاعتراف بحق الفلسطينيين بالعيش في دولة مستقلة
نعم السياسة الامريكية هرمت في المنطقة واصبحت عاجزة حتى عن حماية إسرائيل ولا بد من إعادة ترتيب البيت الامريكي بسكان جدد يمتلكون فكرا سياسيا يؤمن بانسانية الانسان الفلسطيني كما هي انسانية اليهودي
