خلافات إسرائيلية داخلية بشأن قانون تجنيد
عين علی العدو
خلافات إسرائيلية داخلية بشأن قانون تجنيد "الحريديم" في الجيش
25 آذار 2024 , 05:31 ص

يسود الداخل الإسرائيلي خلافات كبيرة بشأن قانون التجنيد، الذي يحاول بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، الترويج له ويستثني "الحريديم"(المتشددين) من الخدمة العسكرية.

ويعود الجدل الإسرائيلي الداخلي إلى الواجهة بعد محاولة نتنياهو، إقرار مشروع قانون يعمل من خلاله على استثناء اليهود "الحريديم" (المتشددين) من الخدمة العسكرية، على أن يزيد مدة الخدمة الإلزامية من 32 شهرا إلى 36 شهرا.

وقوبل القانون الجديد برفض كبير وواسع النطاق من المعارضة الإسرائيلية، التي يترأسها يائير لابيد، حيث دعا ومعه وزير الدفاع الحالي، يوآف غالانت، إلى إعداد قانون تجنيد يلزم "الحريديم" بأداء الخدمة العسكرية أسوة بغيرهم من المواطنين الإسرائيليين الآخرين.

و نقلت القناة الـ14 الإسرائيلية، عن يوآف غالانت، وزير الدفاع، عن رفضه أوعدم تأييده للاقتراح الذي قدمه رئيس الوزراء، بشأن قانون التجنيد والمفترض عرضه على الكنيست الإسرائيلي، يوم الثلاثاء المقبل.

وجاءت تصريحات غالانت، قبيل مغادرته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، لعرض خطة "اليوم التالي" على الإدارة الأمريكية، بدعوة من نظيره الأمريكي، لويد أوستن، حيث أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي أن رأيه بشأن هذا القانون لن يتغير ولن يكون طرفا فيه

ودعا غالانت قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة، كلا من نتنياهو، وبيني غانتس، عضو مجلس الحرب على قطاع غزة "كابينيت الحرب"، إلى الجلوس معا وصياغة اقتراح مشترك بشأن قانون التجنيد، خاصة في ظل استمرار الحرب على غزة، على حد قوله.

فيما أفاد الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "واللا" بأن "حكومة نتنياهو تريد كسب الوقت والعمل على الاستمرار في إعفاء اليهود الحريديم من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، رغم النقص العددي الواضح في صفوف الجيش".

وكثيرا ما يشدد غالانت على ضرورة خضوع كل القطاعات والفئات العمرية في بلاده إلى الخدمة العسكرية، في إشارة إلى اليهود الحريديم، مشيرا إلى أنه سيمدد فترة التجنيد والخدمة الاحتياطية في الجيش أيضًا.

وفي وقت سابق وتعليقا على قانون التجنيد، أوضح يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، أن "قانون التجنيد الذي سيطرح هذا الأسبوع، يعكس كذب وبشاعة الحكومة الحالية"، مضيفا أنه "وجه أفظع حكومة في تاريخ البلاد، كما أنه تهربٌ من المسؤولية، وتمييز بين الدم والدم".

وأفاد لابيد بأن الحكومة الحالية بزعامة بنيامين نتنياهو، تريد إعفاء التجنيد لعشرات الآلاف من الشباب، في إشارة إلى شباب اليهود "الحريديم"(المتشددين)، وهذا عار على إسرائيل، على حد قوله، مشيرا إلى أن "من يستمر في الجلوس في حكومة نتنياهو، فهو مشارك في هذا العار أيضا".

وكان الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل (طائفة اليهود الشرقيين)، يتسحاق يوسف، قد هدد بمغادرة اليهود المتدينيين البلاد إذا أجبروا على أداء الخدمة العسكرية.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن يوسف، قوله: "إذا أجبرونا على الالتحاق بالجيش، فسنسافر جميعا إلى خارج البلاد. نشتري التذاكر ونذهب"، في إشارة للمتدينين، مضيفا: "لا يوجد شيء من هذا القبيل، إن العلمانيين يضعون الدولة على المحك، يجب أن يفهموا هذا"، مشددا بالقول: "عليهم أن يفهموا أنه دون التوراة، دون المدرسة الدينية، لن يكون هناك نجاح للجيش"، بحسب قوله.

يشار إلى أن لدى إسرائيل حاخامان رئيسان، أحدهما يمثل طائفة السفارديم (الشرقيين) والآخر يمثل طائفة الأشكناز (الغربيين)، ويطلق عليهما الحاخامان الأكبران، فيما تعد مسألة تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم)، الذين يتهربون من الخدمة العسكري بدعوى التفرغ لدراسة التوراة، ملفا شائكا في المجتمع الإسرائيلي.

وتتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 32 ألف شهيد وأكثر من 74 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع

المصدر: مواقع إسرائيلية