كتب الأستاذ حليم الشيخ: قرار دولي ملغوم يرافق فحيح الأفاعي...
منوعات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: قرار دولي ملغوم يرافق فحيح الأفاعي...
حليم الشيح
26 آذار 2024 , 18:05 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ: 

هلل البعض لقرار مجلس الأمن الأخير لمجرد أنه دعا إلى وقف لإطلاق النار في غزة دون أن تستخدم أميركا حق النقض، الفيتو...

لا شك أن القرار يحمل نسبة ضئيلة جدا من التقدم فيما يخص الخلاف المستجد بين الصهاينة الأميركيين و صهاينة الكيان؛ لكنه قرار لا يزال يلتزم الكثير من الضوابط التي قامت أميركا بفرضها...

هو حكم القوي على العبيد في مجلس الأمن...

من أجل تفادي الفيتو الأميركي، يقلل الطرف الذي يتقدم بأي مشروع قرار من قوة هذا القرار إلى حد الهزال الذي ظهر عليه القرار الأخير الذي صدر...

أولا، لا يضع القرار أية آلية تنفيذية لهذا القرار...

ثانياً، يقتصر وقف إطلاق النار على شهر رمضان الذي دخلنا في النصف الثاني منه...

ثالثا، يربط القرار وقف النار في غزة بإطلاق سراح الأسرى الصهاينة دون أي ذكر للأسرى الفلسطينيين، ودون ذكر ولو كلمة واحدة عما يقاسي منه الفلسطينيون في الضفة وفي ال ٤٨، وينتهي إلى فراغ من اي محتوى سياسي لحل القضية الفلسطينية مكتفياً بالحديث عن النواحي الإنسانية في غزة حصراً...

القرار بحد ذاته ملغوم رغم الصراخ والعويل في تل أبيب...

الايجابية الوحيدة في القرار هي ربما في تجسيد الخلاف في الرؤيا بين الشيطان الأكبر ووكيله المحلي في فلسطين، لا اكثر ولا أقل، حيث أن هذا الفراق هو وحده ما يمكن أن يرفع الحماية عن الكيان من قبل الإمبريالية الأمريكية، ويسمح بالتالي لهزيمته...

لكن ما يعطي هذا الخلاف بعده المعنوي بين بايدن ونتنياهو هو التصريح الأخير لدونالد ترامب مع صحيفة "اسرائيل اليوم" عندما طالب الكيان بالعمل على إنهاء الحرب بسبب ما تتسبب به من خسارة اسرائيل للرأي العام العالمي...

يعترف ترامب أن استمرار الحرب يزيد من عزلة الكيان وابتعاد الحلفاء عنه. هذا الموقف من ترامب ربما صدم الكثير من الصهاينة وعلى رأسهم نتنياهو الذي كان يراهن على صدامية ترامب، وعلى عدم احترامه لا للنظام الرسمي العربي، ولا لمواقف الشارع الغربي...

لكن أمرا يجب أن يقال... إن أهمية هذا القرار الأممي وما صدر عن دونالد ترامب تظهر كأفضل رد على كل العقارب العربية عامة، والفلسطينية واللبنانية بشكل خاص...

لا يكف بعض أهل السلطة في فلسطين ومعهم اليمين الانعزالي في لبنان عن التشكيك بمجد السابع من أكتوبر...

البيان الفضيحة الذي صدر تهريبا في رام الله باسم فتح، وما يردده الانعزاليون الجدد في لبنان صبحا ومساء حول تحميل الفصائل المقاتلة في غزة مسؤولية الدمار الذي حصل هناك، كما تحميل حزب الله مسؤولية الدمار في لبنان بسبب حرب لا جدوى منها؛ كل هذا طار بشطحة قلم بعدما أقر الاميركيون، ديمقراطيون و جمهوريون بالمأزق الذي وقعت فيه اسرائيل جراء هذه الحرب التي بدأتها حركة حماس ودخل فيها محور المقاومة تحت عنوان الجبهات المساندة...

المأزق هو أن الكيان والغرب وعرب الردة والخيانة فشلوا جميعا في قتل القضية الفلسطينية كما كانوا يحاولون فعله عبر التطبيع و الاتفاقيات الإبراهيمية...

بسبب يوم السابع من أكتوبر المجيد، عادت القضية الفلسطينية ليس فقط قضية العرب الأولى، بل قضية الإنسانية جمعاء...

اخترقت القضية الفلسطينية معظم بلاد العالم وخلقت شقا كبيرا بين الطبقات الحاكمة التابعة و الخاضعة للصهيونية العالمية وبين الشعوب التي استفاقت على ارتباط الإنسانية عندها بالموقف من فلسطين...

عزلت حرب غزة قصة الهولوكوست اليهودي عن العرش الذي تربع عليه منذ ثمانية عقود بعد أن تسببت جرائم الإبادة التي يقوم بها الكيان في فلسطين بنزع صفة الضحية عن الجلاد الصهيوني...

لعل أبرز إنجازات السابع من أكتوبر هو أنه أظهر أن قرار إنشاء دولة اسرائيل بحد ذاته هو أكثر قرارات معاداة السامية أهمية...

الذين قاموا بالدعوة والعمل لإنشاء الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين كانوا جميعا من المعادين للسامية... من نابليون بونابرت وصولا إلى بلفور نفسه الذي كان قبل إصدار وعده بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بعدة سنوات، كان أصدر قانون ال Alien Act الذي منع بموجبه اليهود الهاربين من الاضطهاد في أوروبا الشرقية من الاستقرار في بريطانيا...

كان بيان رام الله قد حمّل ما أسماه مغامرة حماس الطائشة المسؤولية عن الدمار الحاصل والمجازر التي يرتكبها الكيان في غزة والضفة؛ فإذا بهذا العمل الجبار الرائع هو من ينتشل الفضية الفلسطينية من أيدي القتلة الغربيين والعرب، ويعيد إليها كل الوهج الذي تستحق...

كما كان بشارة الراعي وشلته في لبنان يرددون كل يوم اناشيد موقف الحياد ورفض دخول الحرب إلى جانب المقاومة الفلسطينية رغم أنهم جميعا يدعون رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان...

أما كيف سوف يعيد لبنان هؤلاء اللاجئين إلى بلادهم وتحرير البلد من عبء اللجوء؛ فهذا ما لا يفقه به لا الراعي ولا رعيته من مسيحيين ومسلمين يجلسون جميعا في قفص معاداة محور المقاومة بأي ثمن وبدون اي منطق وطني غير العمالة للغرب، وخدمة لدولة التقاسم الطائفي للطبقة الحاكمة من محتكري السلطة والاقتصاد...

يكفي لتبيان مدى غباء هؤلاء أو عمالتهم إذا صح التعبير؛ يكفي الاستماع الى مقابلة جوزفين ديب على الجديد مع الكاتب قاسم قصير...

لم يستطع الاستاذ قصير إلا التعبير عن الأسف بسبب المنطق الاعوج الذي جاهدت الإعلامية ديب في التركيز عليه، دون حتى الاختفاء وراء أي قناع كما كانت العادة...

صار الجماعة يجاهرون علنا بنوايا الكراهية للآخر لمجرد أنه خرج من دائرة الفقر المدقع التي كانت مفروضة عليه بسبب المذهبية العثمانية والطائفية الفرنسية...

باختصار تسير الأمور باتجاه لم يكن عملاء هذه الأمة يريدون لها أن تتجه...

السابع من أكتوبر في غزة، والثامن منه في جنوب لبنان يحمل عنواناً صارخاً واحد:

تسير قافلة التحرير والحرية وبناء الأمة، والكلاب تنبح...

حليم الشيخ

"إذا لم تجلس إلى الطاولة سوف تكون على لائحة الطعام"، هذا ما يردده وزير خارجية أميركا، حبيبة قلب الانعزاليين الجدد في لبنان...

يحبون اميركا إلى حد العمى ولا يريدون مواجهة ما تدبره من مآسي للبنان...

لولا المقاومة التي يقودها حزب الله هذه الأيام لظل هذا البلد على لائحة الطعام كما كان دوماً...

هي فقط قوة الحزب وسلاحه ودخوله على خط مساندة المقاومة الفلسطينية في غزة ما جعل منه محط زيارات كل قادة الغرب لفك التحالف بين أطراف المقاومات العربية...

كم رددت الأستاذة جوزفين ديب اسطوانة هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية وهو الذي لم يستطع عزل قاض تبين للقاصي والداني مدى التبعية التي تحكم تصرفاته وقراراته والإنصات الى تعليمات السفارة الأميركية...

لقد خلط القاضي المزعوم بين محاكمة الفساد والفاسدين وهذا مطلوب جداً، وبين تهريب حكم في قضية المرفأ لا يبحث فيها عن المجرمين الحقيقيين الذين يرتبطون باليونيفيل البحري الألماني الذي سمح بدخول النترات إلى بيروت أو في البحث عن صاحب المصلحة في القضاء على أهمية مرفأ بيروت...

يردد هؤلاء دائما اسطوانة أن يتخلى حزب الله عن السلاح لصالح الجيش اللبناني الذي يتبع الأميركيين إلى درجة رفض تلقي السلاح من إيران أو روسيا أو غيرها...

إنه الجيش الذي لم يتجرأ يوما على إطلاق النار على العدو وحاكم من تجرأ من جنوده از ضباطه على هذا الفعل...

إنه جيش ثكنة مرجعيون ومضافة الشاي لضباط الإحتلال...

لو يقول لنا كل فطاحل الراعي وأصحابه كيف يمكن استرجاع ما ضاع من ال ١٠٤٥٢ كلم٢...

لو يقول لبنان هؤلاء العباقرة كيف يمكن للبنان أن يزدهر وهم لا يجرؤون على بناء جيش واحد موحد دون أية صبغة طائفية...

لو يقول لنا الراعي والياس عودة وسمير جعجع وسامي الجميل وأشرف ريفي والمخزومي وبقية الشلة كيف يمكن بناء دولة على أساس مدني علماني مع كل تلك المؤسسات الطائفية التي تسرق من الدولة صلاحياتها...

يحورون ويدورون ضد مؤسسة القرض الحسن لأنها الوحيدة التي نجت من مؤامرة الطبقة الحاكمة العميلة للغرب ورياض سلامة...

يتكلمون عن مدارس المهدي ولا يرون ألاف المؤسسات الطائفية ولا الجامعات التابعة للغرب والتي تصنف اللبنانيين على المزاج بين عميل أو مقاوم...

حتى مبادئ الثورة الفرنسية وأسس حرب التحرير ضد النازية في فرنسا يرفضها عنا جماعة التبعية للسفارة الفرنسية في لبنان...

تحتجز فرنسا المناضل جورج ابراهيم عبدالله بعد أكثر من عشرة أعوام من انتهاء محكوميته الظالمة اصلا، ولا تقوم لا السلطة السياسية ولا البطريركية ولا المطرانية بالمطالبة بفك اسر هذا المناضل...

استدعى الأمر ١٦٥ يوما من حرب الإبادة على غزة حتى استفاق البطرك الراعي وتذكر وذكر أن هناك اطفال تباد على بعد. كيلومترات منا... 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري