يميل معظم الناس إلى طلب الوصفات الطبية والأدوية لمواجهة مشاكل الصحة،
لكن فكرة أن نكون قادرين على عكس الحالة والتخلص من المرض بالأساس تحمل جاذبية لا يمكن تجاهلها.
مقدمات مرض السكري
تتميز مرحلة ما قبل السكري، أو مقدمات مرض السكري، بارتفاع مستويات السكر في الدم ولكنها ليست مرتفعة بعد بما يكفي لتصنيفها على أنها مرض السكري، لكنها علامة تحذير مهمة تحثك على اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان، والسؤال الملح بالنسبة للكثيرين هو: هل يمكن عكس مرض السكري بشكل طبيعي؟
الجواب لحسن الحظ هو نعم وبسهولة.
تدعم مجموعة من الأدلة البحثية وقصص النجاح الواقعية إمكانية إحداث تغييرات في نمط الحياة للتأثير بشكل كبير على مستويات السكر في الدم، وتحويل مسار الإصابة بمقدمات مرض السكري والابتعاد عن الإصابة بمرض السكري.
مسارات مرض السكري
إن مرض السكري يشبه الوقوف على مفترق طرق، حيث يؤدي أحد المسارات إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو طريق مليء بالمضاعفات الصحية المحتملة مثل أمراض القلب، وفقدان البصر، وتلف الكلى.
أما المسار الآخر، وهو المسار الذي لا يسير فيه الكثيرون مع أنه أفضل وأكثر فائدة، فهو يؤدي إلى العودة إلى مستويات السكر الطبيعية في الدم والحفاظ على الصحة، لا تتطلب هذه الرحلة حقيبة مليئة بالأدوية، بل تتطلب التزاماً بتعديلات نمط الحياة الطبيعية والصحية.
النظام الغذائي لعلاج مرض السكري
يلعب النظام الغذائي دوراً رئيسياً في عملية إيقاف مرض السكري بشكل طبيعي، حيث أظهرت الدراسات أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الكاملة والألياف والبروتينات الخالية من الدهون مع التقليل من تناول السكريات المكررة والأطعمة المصنعة يمكن أن يخفض مستويات السكر في الدم.
أظهرت إحدى الدراسات البارزة، وهي برنامج الوقاية من مرض السكري DPP، أن المشاركين الذين اتبعوا نظاماً غذائياً قليل الدهون ومنخفض السعرات الحرارية وشاركوا في نشاط بدني معتدل مثل المشي السريع لمدة 150 دقيقة أسبوعياً قللوا من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 58%.
وكانت النتائج بمثابة شهادة على قوة النظام الغذائي وممارسة الرياضة في تغيير مسار مرض السكري.
ممارسة الرياضة لإيقاف مرض السكري
ممارسة الرياضة هي عنصر حاسم آخر، حيث يساعد النشاط البدني المنتظم الجسم على استخدام الأنسولين بكفاءة أكبر، مما يسمح لسكر الدم بالدخول إلى الخلايا واستخدامه للطاقة، هذا لا يعني أنك بحاجة إلى المشاركة في سباقات الماراثون أو رفع الأوزان الثقيلة، وحتى الأنشطة البسيطة والمنتظمة مثل المشي أو السباحة أو اليوغا يمكن أن يكون لها تأثير كبير.
دور فقدان الوزن في إيقاف مرض السكري
بالإضافة إلى كل ذلك، فإن فقدان الوزن، وحتى بنسبة صغيرة، يمكن أن يكون له تأثير كبير على مرض السكري، إن خسارة 5% إلى 7% فقط من وزن الجسم يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما أن فقدان الوزن هذا، الذي يتم تحقيقه من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة، يمكن أن يحسن حساسية الأنسولين، مما يسهل على جسمك تنظيم مستويات السكر في الدم.
عوامل أخرى تساعد في إيقاف مرض السكري
وبالإضافة إلى النظام الغذائي وممارسة الرياضة، تساهم عوامل نمط الحياة الأخرى في عكس اتجاه الإصابة بمرض السكري، فالحصول على قسط كافٍ من النوم وإدارة التوتر والإقلاع عن التدخين يمكن أن يحسن حساسية الجسم للأنسولين ويساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم.