كتب الأستاذ حليم الشيخ: مأزق إسرائيل والموقف التاريخي المطلوب
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: مأزق إسرائيل والموقف التاريخي المطلوب
حليم الشيخ
8 نيسان 2024 , 12:34 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ:

نظرة من فوق...

تبدأ من فوق غزة...

نظرة ترتفع...

فتدخل الضفة، ثم فلسطين، ثم لبنان...

تدخل الجغرافيا، فتظهر سوريا فالعراق فاليمن...

كلما ارتفعت العين إلى الأعلى، يرى العقل بوضوح أكبر...

تظهر صورة الشرق الأوسط المتجدد عبر تاريخ لا ينضب من ثورات وحروب...

ينمو الفكر القومي...

يبحث الوطن الكبير عن هوية...

تذوب كل العقائد...

ماركسية، ناصرية، بعثية، شامية، مشرقية، مغربية...

تسيل الدماء في جسد الأمة من جديد...

إنه الشرق الأوسط الجديد تكتبه

مقاومة إسلامية تمتد جذورها في الأرض...

مقاومة ترتوي من دم الحسين... ترتوي من الدماء والعرق الذي سال على تاج الشوك على رأس الفادي...

ترتوي من عذابات أمهات الشهداء...

من غصات في صدور رجال خانهم الدهر زمناً... لكنه مضى...

من دموع الأيتام...

إنها شمس الحرية تشرق من جديد...

شمس فلسطين...

فلسطين... مطهر الأمة من الرجس، من النذالة، من العمالة...

من قلة الإيمان بإرادة الشعوب متى قامت... وقد قامت في فئة قليلة، لا بد أن تغلب على كل كلاب الأرض والضباع في زمن تسود فيه الأسود في الأنفاق وجبال ووديان بلاد العرب والفرس، شاء من شاء، وأبى من أبى...

في قلب الصورة، يظهر نظام عربي بائس كما الزوان والبلان في حقول قمح الأمة...

يأتي السماد من إيران هذه المرة...

بعدما يبس عود مصر، وبان عقم النظام الرسمي العربي ومعه النظام الرسمي الاسلامي وإسلام التكفير الذي يفتح عينيه فلا يرى فلسطين، ولا يرى تلك المسلمة التي تصرخ من جديد و إسلاماه..

و معتصماه...

ترتفع سنابل القمح... تذبل كل الأعشاب الضارة...

الطقس يميل إلى ربيع الأمة...

موسم الحصاد يبشر بالخير...

الحمدلله الذي وضع قرار الحرب والسلم في ايد قليلة لها قلوب من حديد...

هذه المرة...

الذي يفاوض هم قادة الميدان من قلب أنفاق غزة...

معهم، و وراءهم...

أسود إيران ولبنان واليمن ومن تاب من أهل العراق والشام...

كل الدمار الذي حل بغزة...

كل القتل... كل الدماء التي سالت...

كل هذا يصبح ذو جدوى وقيمة عندما يقف المفاوض في القاهرة،

يقول كلمته، ولا يقول غيرها...

فلسطين حرة...

عندما اقتحمت غزة الأسوار، كان المطلوب تبييض السجون...

كلما علت فاتورة الدم... علا الثمن المطلوب...

اليوم أقل المطلوب هو الإصرار على المطلب الأول+...

لم يعد تبييض السجون يكفي...

فك الحصار عن غزة لازمة يجب فرضها بقوة الدماء التي سقطت...

ذهبت الوفود إلى القاهرة المغلوب على أمرها...

مهمة الوفد الفلسطيني أن يعي المسؤولية التاريخية التي يحمل...

على الوفد الفلسطيني أن يعرف أن العالم الظالم يستطيع تدمير غزة والضفة وكل البيوت والمدن والقرى والمخيمات...

يستطيع ارتكاب المجازر والإبادة...

لكنه لا يستطيع أخذ توقيع على أي بند فيه ولو تنازل عن حبة رمل أو نقطة ماء...

وقف إطلاق النار أولا، ثم الحديث في الشروط...

تبييض السجون بلا أي قيد أو شرط...

فك الحصار عن غزة...

حماية اهلنا في الضفة وكل فلسطين التاريخية...

إيران لم ترد الضربة بعد...

رد إيران هو سلاح متطور جديد في يد المقاومين، خارق للتوازن...

رد إيران هو سلاح آت لا محالة...

هذا ذخيرة المفاوضين...

الإسناد من لبنان واليمن والعراق...

هو حائط يحمي مقاومة غزة وفلسطين...

المفاوض الفلسطيني يعرف أنه أقوى من آلة الحرب...

المفاوض الفلسطيني يعرف أن خلفه أناس إذا تخلوا عنه سقطوا في مزبلة التاريخ...

لذلك على المفاوض الفلسطيني أن لا يعطي إسرائيل أي شيء على الإطلاق...

دخلنا في الشهر السابع، ولا تزال الصواريخ تطلق على غلاف غزة...

دخلنا الشهر السابع، ولا تزال غزة تقاتل وتقتل الجنود والضباط...

لا حديث عن اليوم التالي...

كما لا حديث عن الإفراج عن الأسرى الصهاينة إلا بعد وقف إطلاق النار وعودة الغزيين إلى بيوتهم...

لا افراج عن الأسرى إلا بعد انسحاب كل المجرمين من غزة...

من اصل ٢,٣ مليون غزاوي، كان يخرج بضع مئات يفتشون عن لقمة العيش بينما الأغلبية الساحقة تعرف أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان...

لقد أعاد أهل غزة الشرف الضائع إلى أمة ال ٤٥٠ مليون عربي، والى ملياري مسلم...

أعاد أهل غزة الاخلاق والإنسانية إلى الغرب...

نحن انتصرنا فعلاً...

"إسرائيل سقطت"...

لو جاء كل الكون، لن يقوم لهؤلاء قائمة على أرض العرب بعد اليوم...

اختفت وجوه التطبيع والعمالة للعرب...

المحور سوف يقاتل من اجل فلسطين، وإلا يفقد مبرر وجوده...

لذلك كان السابع من أكتوبر...

ولذلك سوف يكتب التاريخ استنادا الى السابع من أكتوبر...

أما اليوم، وقد عرفنا إلى أي مدى يمكن أن تذهب إسرائيل في القتل والتدمير...

وعرفنا المدى الذي يمكن لأمريكا الذهاب إليه...

علينا منذ اليوم اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة في كل بلدان المحور...

تامين الغذاء...

بناء ملاجئ...

تأمين ما يكفي من السلاح والذخائر...

النصر آت لا محالة من بين ضلوع الأطفال والنساء والشيوخ...

المطلوب دفع العدو نفسه إلى اليأس...

أما الحرب الشاملة إذا وقعت...

سوف تكتب نهاية الكيان وبزوغ فجر الأمة من جديد...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري