كتب جورج حدادين
رد إيران على قصف الكيان للقنصلية أحدث صدمة لدى الكيان الصهيوني والدولة الأمريكية والغربية؟
إيران الحضارة العميقة في التاريخ تنهض بقوة وتبني مجداً جديداً، على كافة الصعد: الصناعة العسكرية، الفضاء، الطب والبنية التحتية، والكرامة الوطنية.
جاء رد يعبر عن كرامة وعزة وشموخ شعب وشجاعة قيادة، بالرغم من شراسة هجمة إعلامية غوغائية معدة مسبقاً بالطريقة الهوليودية، بهدف بث الخوف الرعب والذعر، داخل المجتمع الإيراني، وإحداث إرباك داخل القيادة السياسية والعسكرية، وداخل صفوف محور المقاومة عامة، شارك آلة الإعلام الغربي العملاقة، إعلام عربي رسمي، وأبواق كتاب التدخل السريع الممولة التابعة، مدفوعة الأجر، ومجموعة أخرى مزيفة الوعي، من خلال إعادة إنتاج أحداث مرعليها أكثر من 1400 عاماً، لا يزال العقل الباطيني المريض يختزنها، المذهبية.
لم تفلح هذه الحملة لم تثمر ولم تنتج.
أنطلق الرد المزدوج، بكفاءة واقتدار فأصاب الهدف، مادياً ومعنوياً ، فعمق انعطافة 7 تشرين الثاني، ملحمة غزة، وفتح الآفاق واسعة أمام إنجاز مهمات تحرر وطني لشعوب هذه المنطقة، حيث تم فضح هشاشة الكيان، الذي كان يتبنى استراتيجية الضربة الاستباقية، إذ يتم قصف أي هدف في أي منطقة من هذا العالم العربي يختاره تحت حجة الخطر:
حرب ثلاثية على مصر عام 1956 ( الكيان فرنسا وبريطانيا )
حرب 1967 ضد ثلاثة دول عربية وإحتلال أراضي تمثل ثلاثة أضعاف مساحة الكيان
حرب 1982 إجتياح لبنان حتى العاصمة بيروت
قصف المطارات والمدارس والمدن وإغتيالات في كافة أرجاء العالم للمقاوميين والعلماء.
وكانت قيادة الكيان تتبجح بإمكانية احتلال عواصم الدول العربية بواسطة فرق موسيقية.
ظهرت المقاومة الفلسطينية ثم المقاومة اللبنانية فالعراقية واليمنية، التي إعادة الروح لهذه الأمة، بالرغم من إستمرار ثقافة الهزيمة والخنوع والإستسلام لدى شرائح محددة ولدى النظام الرسمي العربي،
المهزوم والمستسلم واليائس بطبيعته لا يرغب في رؤية أعزاء شرفاء شجعان من أبناء جلدته من حوله، فيلجاء الى محاولة بث اليائس والإحباط، فيلوى عنق الحقيقة ويرفض أن يرى الانتصار ليبرر لنفسه خضوعه وخنوعه واستسلامه.
جاء الرد الإيراني ليعرّي النظام الرسمي العربي، الذي اصطف لجانب أسياده، ضد مصالح شعبه وأمته.
جاء رد فعل الكيان بعدم الرد، ورد فعل المركز الرأسمالي الغربي بالضغط على الكيان لمنعه من الرد، ومن أجل ذلك ابتدع مبررات وهمية، تمثلت بمقولة:
" تصدت الدفاعات الصهيونية وأساطيل حلف الناتو وجيوش أنظمة عربية مطبعة، بالعلن وفي السر، وأسقطت 99 % من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والدقيقة ... الخ"
الجميع يعلم وتحديدا الخبراء العسكريين، وتجارب غزة وجنوب لبنان تثبت، أن القبة الحديدة ومقلاع داود وغيرها من أنظمة الحماية، لم تتمكن من اسقاط سوى 50 -60 % من صواريخ المقاومة اللبنانية والفلسطينية، اين منها الطائرات المسيرة الإيرانية التي تتفوق على مثيلاتها في الغرب، وأين منها الصواريخ البالستية التي أرعبت الكيان والغرب فكان المطلب في مفاوضات النووي مع إيران وقف تصنيع الأسلحة البالستية،
لم تستطع المضادات الأمريكية والبريطانية من التصدي ل 99% من المسيرات والصواريخ اليمنية،
ماذا تخدم مقولة إسقاط 99% من المسيرات والصواريخ التي اسقطت بكثافة لم يسبقها مثيل في تاريخ الحروب، على الكيان؟
تخدم فعل التسليم الغربي للقوة الأقليمية الأولى في المنطقة، إيران، وحماية الكيان من قيادة فاشية يمنية دينية تقوده الى الدمار والنهاية المحتومة.
من لم يعي هذه الحقائق المتمثلة على أرض الواقع أفراداً وجماعات ودول فمصيره بائس كمصير الكيان، واليوم ليس ببعيد