كتب الأستاذ حليم الشيخ: عروبة إيران، وبنو الأصفر

حليم الشيخ 16 نيسان 2024 , 19:15 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ:

ارسل الروم إلى الخليفة الرابع، امير المؤمنين علي بن أبي طالب يبدون الإستعداد للتحالف معه ضد تمرد معاوية بن أبي سفيان طمعا في استعادة بلاد الشام بموجب تحالف مع علي...

كان رد علي إن " والله لأضعن يدي في يد معاوية..." إذا تجرأ بنو الأصفر (الروم) في التعدي على أرض المسلمين...

يقال إن صلاح الدين الأيوبي اجتمع بمجموعة من أمراء بلاد الشام طالبا منهم إما الإنضمام إلى جيشه لتحرير بيت المقدس، أو على الأقل، عدم التعرض لهذا الجيش عندما يعبر تلك البلاد في طريقه لتطهير ارض الاسراء والمعراج من رجس الصليبيين...

...على الأقل، عدم التعرض لجيش تحرير بيت المقدس...

هل سمعتم يا من بكم صمم..؟

أبى بعضهم، وأصر على الوقوف في وجه تحرير أرض قبلة الاسلام الأولى...

اضطر صلاح الدين لمقاتلة هؤلاء الخونة وتأخر التحرير ردحا من الزمن قبل أن يعود ويدخل الرجل التاريخ من أوسع الأبواب...

ما أشبه اليوم بالأمس...

أمراء وملوك ورؤساء يغتصبون عروشا وقصور رئاسة لا تليق إلا لمن يخدم الحرمين الشريفين فعلا، ومن لا ينام قبل أن تتحرر المغتصبات من رجس بني صهيون...

تكثر الأحاديث في التواصل الاجتماعي...

تكاد الشعوب لا تصدق ما ينشر...

أميرة عربية تتمكن من إسقاط ست مسيرات إيرانية كانت تتجه لضرب مغتصب الارض، وقاتل أطفال غزة...

بماذا كانت تفكر تلك الأميرة المسلمة وأعراض نساء فلسطين المسلمات والمسيحيات ينتهك منذ أكثر من ٧٥ سنة...؟

هل يوجد في هذا أي فخر؟

يخرج وزير بلاط بائس يتحدث عن السيادة قبل أن يقول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن القاعدة الفرنسية في ذلك البلد تصدت للصواريخ الإيرانية المتجهة إلى فلسطين المحتلة بطلب من سلطات ذلك البلد...

أين الكرامة...، أين الشرف في كل ما حصل...؟

بل أين الجماهير التي كانت تحاصر مبنى سفارة القتلة...؟

قواعد أميركية؛ أخرى بريطانية؛ ومعها أخرى فرنسية...

كل هذا لحماية "السيادة"...

لكن سيادة من على من...

عندما كنا صغارا، كان أحدهم ينفش ريشه لأنه من "السيّاد"؛ أي من شجرة العائلة الهاشمية الشريفة التي تعود في أصولها إلى الرسول مباشرة...

ظل نفش الريش هذا ساريا إلى أن وضع له حدا ابن خالتي المنتمي من ناحية الأب إلى تلك الشجرة...

قال له: "أنت شريف النسب؛ هذا صحيح، وقد تحسد عليه...

لكن عليك أن تعرف يا هذا، أنك إن ارتكبت ذنباً فإن القصاص يكون أضعافاً مضاعفة بسبب نفس هذا النسب"...

يتسابق أولياء الأمر في بلاد العرب على إدعاءات؛ بعضها قد يكون صحيحاً، وبعضها يكون مبالغا فيه على أقل تقدير...

ملك المغرب مثلاً يصر على الانتماء إلى العائلة العلوية الشريفة...

لا ينكر أحد تاريخ تلك العائلة أيام الفتح الإسلامي في الأندلس وأفريقيا...

لكن لا ملك المغرب الحالي، ولا سلفه، التفتا إلى بيت المقدس يوم قررا معانقة قتلة أبناء غزة والضفة وتسليمهم كثيرا من أمور البلاد...

الملك المتحدر مباشرة من علي وفاطمة لم يستر على عجزه عن مناصرة الحق وفقا لحديث جده رسول الله (إذا بليتم بالمعاصي، فاستتروا...)...

هو تاريخ أسود بدأ قبل أكثر من قرن من الزمان، يوم استطاع البريطاني مكماهون تمرير الكذبة تلو الأخرى حتى ضاع ملك العرب على شريف مكة لصالح من كان مستعدا للتعاطف " مع أبناء عمنا من اليهود"، والرضى أن تكون لهم فلسطين ارض ميعاد لم تذكر إلا في كتيبات ثبت زيفها وزيف صفة رب من تكلم فيها...

يقسم عبد الفتاح السيسي أنه على ألف أمر وأمر...

لكن مصر التي بدأت الانحدار مع محمد انور السادات وكامب ديفيد استمرت في هذا الطريق مع حسني مبارك ومع اخوان محمد مرسي صديق شيمون بيريز، رئيس "دولة إسرائيل"...

انقلب عبد الفتاح السيسي على محمد مرسي ليتبين أن سبب الإنقلاب كان منع الثورة ضد حكم حزب "الإخوان المسلمين" من أن تأخذ مداها وتصل إلى تحرير مصر من سيطرة الإمبريالية الأمريكية والصهاينة العرب في بلاد الخليج...

"خادم الحرمين وولي العهد"، "أبناء زايد"، "ملك البحرين المعظم"... وغيره ممن يسود على بلاد العرب ويمنع عنها نفس الحرية والرقي والتطور العلمي...

يختصر هؤلاء كل التقدم في حفلات ترفيه مبتذلة...

هؤلاء لا يمنعون فقط حياة الحرية في الأمة...

هؤلاء يمعنون مع القتلة من الصهاينة في قتل الذات العربية...

يعيب إعلام هؤلاء على إيران ما سموه مسرحية الرد على إسرائيل بسبب علانية هذا الرد...

لقد أعلنت إيران موعد الرد على الملأ لأنها تعرف أن أكبر رأس في هؤلاء ركض حافي القدمين يقدم فروض الطاعة للأميركيين والصهاينة، يخبرهم عن موعد الرد...

أخبرتهم إيران بموعد الهجوم حرصاً...

لعل بقية نخوة تستيقظ فيهم...

لكن لا حياة لمن تنادي...

لم تخطئ إيران...

فعلت الواجب...

كانت تعلم أن أكبر رأس في هؤلاء ليس أكثر من مداس حذاء للإمبريالية...