استخدمت موسكو حق النقض ضد مشروع قرار في الأمم المتحدة لمنع استخدام الأسلحة النووية في الفضاء الخارجي، وهذا ما اعتبره الخبراء الغربيون على أنه يدل على أن روسيا والصين تجهزان لتصعيد كارثي في الفضاء.
التصويت على قرار منع انتشار السلاح النووي في الفضاء
كان القرار يدعو جميع الدول إلى عدم تطوير أو نشر أسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل في الفضاء، على النحو المحظور بموجب معاهدة دولية عام 1967 والتي ضمت الولايات المتحدة وروسيا.
لكن روسيا عارضت القرار، بينما امتنعت الصين عن التصويت، مما يعني أن القرار لم يتم تمريره على الرغم من دعم 13 دولة أخرى.
وكان فلاديمير بوتين قد قال في السابق أنه لا ينوي نشر أسلحة نووية في الفضاء، لكن رفض موسكو تمرير القرار الأخير دفع المشرعين الغربيين إلى التشكيك في نوايا الكرملين الحقيقية.
الموقف الروسي والأمريكي من منع انتشار السلاح النووي في الفضاء
ورفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا القرار ووصفه بأنه "سخيف تماماً"، وقال أن القرار ليس له أهمية لأنه لم يحظر جميع أنواع الأسلحة، لكن السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد تساءلت: "إن حق النقض اليوم يطرح السؤال: لماذا؟، إذا كنت تتبع القواعد، لماذا لا تدعم قراراً يعيد تأكيدها؟ ما الذي يمكن أن تخفيه؟"
القدرات الفضائية الصينية
ومن جهة أخرى، تعمل الصين على زيادة قدراتها الفضائية بمعدل سريع، ففي عام 2022، أجرت اختباراً ناجحاً لمركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت ذات قدرة نووية، وطوّرت مجموعة من الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية.
التسلح الفضائي الجديد
والآن، وبينما يؤكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن "روسيا تطور قمراً صناعياً جديداً يحمل جهازاً نووياً"، يبدو أن هناك تغييراً على الشكل الذي سيبدو عليه سباق التسلح الفضائي الجديد وأنواع الأسلحة المرعبة التي يمكن أن تدور قريباً حول كوكب الأرض.
ظهرت المخاوف من احتمال حدوث سباق تسلح في الفضاء في وقت سابق من هذا العام عندما قالت وسائل إعلام أمريكية أن مسؤولي المخابرات الأمريكية يشتبهون في أن روسيا تهدف إلى نشر أسلحة نووية في الفضاء .
السلاح الفضائي الروسي الجديد
من غير الواضح بالضبط ما هو نوع نظام الأسلحة الذي تزعم التقارير أن موسكو ستعمل على نشره، ولكن وفقاً لتقارير أولية من مصادر حكومية أمريكية لم تذكر اسمها، سيتم استخدام سلاح نووي فضائي لمهاجمة الأقمار الصناعية في المدار بدلاً من ضرب أهداف على الأرض.
سيتم إطلاق هذا السلاح المضاد للأقمار الصناعية في المدار المشترك ASAT ليدور حول الأرض وييكون جاهزاً لاستخدام نوع ما من الأجهزة النووية، إما قنبلة أو قذيفة، بحيث تنفجر على مقربة من أقمار العدو الصناعية.
وعلى الرغم من أن مثل هذا الجهاز يمكن أن يدمر بلا شك هدفه عند التفجير، إلا أن الإستراتيجية في الفضاء تبدو وكأنها تقوم على خلق نبض كهرومغناطيسي EMP، أي انفجار من الطاقة الكهرومغناطيسية من شأنه أن يعطل الإلكترونيات الموجودة في أقمار العدو الصناعية على مساحة واسعة.
مخاطر السلاح الفضائي الروسي الجديد
ولكن إذا تم تفجير مثل هذا السلاح بالقرب من الأرض، على سبيل المثال في مدار أرضي منخفض أو متوسط LEO/MEO حيث تعمل معظم الأقمار الصناعية، فإنه سيؤدي أيضاً إلى تعطيل البنية التحتية الكهربائية على سطح الأرض.
وعلى الرغم من أن إشعاع الانفجار النووي سوف يمتصه الغلاف الجوي للأرض، إلا أن الانفجار سيتسبب في تفريغ إلكتروستاتيكي هائل يُعرف باسم تأثير كومبتون، وكل سلك ونظام كهربائي على الأرض ضمن خط البصر سيتعطل تماماً، لأن الشحنة الضخمة ستؤدي إلى زيادة التحميل على الأنظمة وتؤدي أيضاً إلى تعطل مكونات أي أجهزة إلكترونية.
سلاح مداري فضائي
ولحسن الحظ، لم يتم بعد إنتاج سلاح نووي فضائي مضاد للأقمار الصناعية، لكن البديل غير النووي لسلاح مداري مشترك، مثل قمر صناعي قاتل يناور بالقرب من أقمار العدو في الفضاء قبل إطلاق قذيفة لتدمير الهدف ربما تمتلكه موسكو بالفعل. وبكل الأحوال، فإن من يمتلك مثل هذا السلاح سيكون قادراً على تحقيق النصر في الحرب المقبلة.