خمس أعوام على توقيع الاتفاق النووي بين ايران ودول خمسة زائد واحد، والذي وضع إطاره القانوني قرار مجلس الأمن الفين ومئتين وواحد وثلاثون، واليوم وبعد مضي الأعوام الخمسة حل اليوم الموعود، يوم رفع حظر الاسلحة عن ايران وفقا للاتفاق، والذي تعتبره ايران يوماً بالغ الأهمية لما يمثله من تحد للادارة الاميركية في سعيها لتخطي القرارات الدولية.
الكاتب والمحلل السياسي الايراني، سعيد شاوردي، وفي حديث خاص لموقع إضاءات الإخباري، قال "أعتقد ان انتهاء الحظر في مجال السلاح على إيران سيزيد من قدرة طهران على اكمال مشروعها الدفاعي العسكري خاصة في مجال الجوفضاء وكذلك في المجال البحري من خلال استطاعة إيران التعاون مع دول متقدمة في مجال القدرات العسكرية خاصة روسيا والصين".
مشيراً الى أن إيران انشأت برنامجاً دفاعياً عسكرياً محلياً عندما علمت ان الاعتماد على الخارج في هذا المجال لا يمكن ان يحافظ على الامن والاستقرار المتسدام في إيران وكذلك قد استفادت إيران من تجربة فترة الحرب الذي فرضت عليها من قبل النظام العراقي السابق حين امتنعت الدول الشرقية والغربية المصنعة للسلاح من بيعها اسلحة تقليدية لإيران للدفاع عن شعبها أمام الهجوم الذي تعرضت له من قبل نظام صدام حسين. حينها توصلت إيران الى نتيجة مفادها انها اذا ما ارادت ان تكون جاهزة لصد اي عدوان محتمل أن تتعرض له خاصة من قبل الولايات المتحدة، فعليها ان تكون مصنعة للسلاح بنفسها لا ان تكون مستوردة له.
وتابع شاوردي، بناء على كل ماذكر فان إيران وبالرغم من انتهاء فترة الحظر عليها في مجال تصدير واستيراد السلاح فانها لن تتخلى عن خبراتها في مجال تصنيع السلاح محليا ولن تستبدل هذا بالاعتماد على التكنولوجيا من دول اخرى وستظل طهران تستفيد من هذه التكنولوجيا فقط لتطوير صناعتها الدفاعية المحلية وليس الاستغناء عنها.
كما اتضح اليوم بشكل جلي أن ما توصلت اليه إيران من تكنولوجيا في العديد من المجالات العسكرية اصبحت ان لم تكن اكثر تطورا من التكنولوجيا الغربية فانها لا تقل عنها شيء خاصة في مجال صناعة الصواريخ البالستية والصناعات الجوية منها الطائرات المسيرة وكذلك المنظومات الدفاعية الجوية، وتاتي في مقدمتها منظومتي "باور 373" و"سوم خرداد" التي اسقطت طائرة "غلوبال هاوك" المسيرة التجسسية الأميركية المتطورة للغاية عام 2019 بعد ان اجتازت المجال الجوي الإيراني جنوب غرب البلاد.
وأوضح المحلل السياسي الايراني، أن "رفع حظر الاسلحة عن إيران سيكون بمثابة تعزيز القدرات العسكرية لحلفاء إيران وتهديد مباشر للكيان الإسرائيلي وهذا ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي يعارضون رفع هذا الحظر عن إيران من قبل مجلس الامن الدولي، كما ان دخول إيران في نادي مصدري السلاح سيشكل ازعاجا لمبيعات السلاح من قبل بعض الدول الاخرى بسبب احتمال ان يكون الطلب مرتفعا من قبل العديد من دول العالم لشراء الصناعات الدفاعية العسكرية الإيرانية بسبب رخص ثمنها وجودتها العالية وكذلك عدم وضع شروط مسبقة من قبل طهران للزبائن الراغبين بشراء السلاح الإيراني، ما عدى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي في مجال استخدام هذا السلاح للدفاع عن النفس وعدم استخدامه في مجالات محرمة دوليا كما يستخدم اليوم السلاح الأمريكي والفرنسي والبريطاني من قبل السعودية تجاه الشعب اليمني الاعزل".
وبتصوري وكما سمعنا من وزير الدفاع الإيراني العميد امير حاتمي فان إيران تخطط لبيع السلاح أكثر من أن تكون مستوردة له، حيث ان إيران تواجه اليوم ضغوطا مالية واقتصادية بسبب الحظر غير الانساني الذي تفرضه أمريكا على الشعب الإيراني ولهذا ليس من المعقول ان تبدد إيران ما لديها من مال على صفقاة السلاح ما عدى ذلك الذي يجب امتلاكه لتعزيز القدرات الدفاعية ومن ضمنه المقاتلات الحديثة.