لأنَّ الشُّعورَ عَليل
و طريقُ غُربتِنا طَويل
لا بُدَّ أن الوصولَ إليك
وعرٌ خطيرٌ، و حِملٌ ثَقيل
جميعُ الحُرِّياتِ سجنُك
كسوادِ ليلٍ حالكٍ
أنارَهُ بدرٌ جَميل
مُريحٌ منكَ قربٌ
غريبٌ عنكَ بعدٌ
و أنا توسَّطتُ السَّبيل
كالحَيارى في بيداء العَجَم
أُطالِبُ بالوِصلِ بغَير كلام
و أكتبُ في وِسطِ صحرائي
ضياعٌ حولي و صَبوة
و أسألُ منكَ الدَّليل!
هل الحبُّ مِفتاحُ السَّماء
يهزُّ النُّفوسَ الثَّابتة
و يسلِبُ منها الرَّخاء؟
هل الجُنونُ، هو الوُقوع بغَيرِ قَصدٍ
هل الثَّباتُ نَشيدُ البَشَر
و لهفَةُ المساكينِ شَقاء؟
حُرِقَت أبوابُ الوَيل
و النَّارُ تقرُبُ دونَ إذنٍ
أبابُ النَّجاةِ لديك
أم أنتَ الدَّخيلُ و أصلُ البَلاء!
عزيزٌ على نَفسي السُّؤال
و موحِشٌ هذا القضاء..
عَشِقتُ غَريباً أعمى
و حُكمُ العُقولِ يطيشُ و يلعب
اشتعلَ قلمي يكتُبُ عنه
و يرمي الشِّعرَ في الهَواء..
و يبقى السُّؤال الزَّهيدُ الجَلل:
عزيزي، أما من لِقاء؟
_دَلَع خَلَف.