كتب جورج حدادين
طوفان الأقصى، كما يقول المثل الدارج، فتح جروح، الظلم الاجتماعي الواقع على كاهل الطبقات والشرائح الفقيرة والمعدمة والحدّية، والإضطهاد السياسي والممارسة العنصرية على الصعيد العالمي، وشكل، بالفعل وفي الواقع، رافعة الثورة الاجتماعية العالمية،
ثورة الطلبة آخذة بالتمدد والتعمق ،على الصعيد العالمي، بدءاً بجامعات الولايات المتحدة، وكلما تمادى القمع ضد الطلبة هناك كلما تعمق الحراك وامتد ليشمل جامعات جديدة في داخل الولايات المتحدة وفي العالم، ويبدو أن الطلاب أكثر حساسية للظلم وتوحش المركز الرأسمالي العالمي، وهم الذين يحملون في قلوبهم القيم الإنسانية النبيلة، وهم الأكثر رفضاً للظلم والقتل والإبادة الجماعية، التي تحصل على الأرض الفلسطينية، في غزة والضفة، أصبحوا، بالفعل وفي الواقع، يشكلون المادة الأولى لحامل اجتماعي لثورة اجتماعية عالمية، على الطغمة المالية العالمية، التي تتحكم بمصائر البشر، ورفضاً للمصير المجهول الذي يقودون العالم بتسارع نحوه، سيرورة قد تنتهي بحرب كونية مدمرة للبشرية كافة، وعلى الصعيد الاجتماعي هم يقودون العالم الى حافة الفقر والبؤس والجوع والفناء، حيث يتسارع بوتائر عالية التفاوت الطبقي ، وتتعمق سيرورة انزياح الثروة من يد الدول ليد المؤسسات المالية، ومن يد المجتمع الى يد عائلات ومجموعة ضئيلة محدودة العدد من الأفراد، وبناء عليه يبدو أن الأزمة قد نضجت والتحول قد أخذ مجراه.
إذا ما أنضم العمال والفلاحين إلى هذا الحراك، للتوافق على مشروع الثورة الاجتماعية ، فسوف تتوفر شروط الانتصار،
تحرك الفلاحين، على الصعيد الأوروبي، في الشوارع يعلنون مطالبهم بقوة الجرافات والتراكتورات والحصادات، وسوف تتمدد لتشمل العمال في المصانع وحتى رجال الأمن.
ثورة الطلاب عام 1968، أنضم لها العمال في فرنسا، ثم أمتدت الى كافة الدول الأوروبية، كانت تجربة غنية لا تزال رصيد لثورة الطلاب الحالية.