نتنياهو يصر على إستمرار العدوان لإفشال أي صفقة محتملة للأسرى
مقالات
نتنياهو يصر على إستمرار العدوان لإفشال أي صفقة محتملة للأسرى
عدنان علامه
5 أيار 2024 , 03:18 ص

عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

كان يوم أمس بالرغم من عطلة السبت في الكيان المؤقت من أكثر الأيام سخونة وتبادل الإتهامات، وإعلان المواقف للإستمرار بالعدوان علي غزة ورفح، وذلك بهدف نسف أي إتفاق محتمل مع حماس حول تبادل الأسرى. ويبدو أن المساعي والضغوط الأمريكية أصبحت بدون جدوى بعد تهديدات بن غفير وسموتيرش ونتنياهو ورئيس الأركان بإجتياح رفح.

حاولت بكل جهدي أن أضيف رابط فيديو تصريح رئيس أركان العدو هاليفي؛ ولكن يبدو أنه سحب من التداول. وقد عرضته قناة الجزيرة صباح هذا اليوم السبت. وكان مضمون الخطاب إنهزاميًا وكأنه بمثابة إعلان الهزيمة والإستسلام؛ ولغة جسد هليفي تؤكد بأنه أُرغِم على قراءة مضمون تعليمات صارمة يعلن فيها التأكيد على طول المعركة وضرورة إستمرارها.

فأشار رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إلى "أننا نخوض حربًا طويلة ونحن عازمون على مواصلتها وأعاد ما ذكره في 7 نيسان الماضي بأن أهدافها لم تتحقق بعد؛ وأضاف بأنه لا بد من إجتياح رفح لتتحقق أهداف الحرب.".

وأما الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس فقد أضطر إلى قطع عطلة يوم السبت؛ فقال بحدة ردًا على تسريبات مسؤول ديبلوماسي، "أنهم لم يتلقوا ردا من حماس حتى الآن على المقترح الأخير بشأن صفقة تبادل الأسرى، وسيتم بحثه في مجلس الحرب فور وصوله".

ورفض غانتس على المستوى السياسي الإدلاء بأي تصريحات حتى اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي.

كما رفض غانتس التصريحات بالقيام بعملية رفح حتى لو تم التوصل لاتفاق الهدنة.

وقال وزير المالية سموتريتش: " إن إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكون كارثة وينبغي بدء عملية رفح الآن".

وقال نتنياهو "إنه لا تغيير في أهداف الحرب على قطاع غزة، وإن إسرائيل لن تقبل بتسوية بخصوص رفح، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية ستدخلها سواء تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أم لا ".

وأكد نتنياهو خلال لقائه ممثلين عن عائلات المحتجزين في غزة حسبما نقل عنه مكتبه- أن "فكرة أنّنا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها ليست خيارًا مطروحًا. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل".

وأوضح -خلال اجتماعه مع العائلات- أنّ احتمال التوصل إلى صفقة تبادل ضئيل، لأن حركة حماس ما زالت تتمسك بمواقفها، مشددا على أن إسرائيل لن تقبل بالانسحاب المطلق من قطاع غزة.

ولا بد بإستحضار ما وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يوم الثلاثاء الماضي: " إن التوصل لصفقة غير مقبولة مع حماس سيؤدي إلى حل الحكومة. وقال بن غفير في تصريح نشره على منصة إكس «(التوصل إلى) صفقة غير مقبولة يعني حل الحكومة».

ودخل غالانت إلى جو التصعيد فقالت إذاعة الجيش :" الجيش لن يوافق على إنهاء الحرب؛ وسيدخل رفح سواء تحققت الهدنة أم لم تتحق".

وقد تدخلت الصحافة الإسرائيلية على خط السجالات الحامية جدًا فنقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن صحفيون إسرائيليون "بأنهم قرروا فضح نتنياهو ولعبته الرامية لعرقلة الصفقة".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن صحفيين:" نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام صفقة الرهائن تحت غطاء مسؤول دبلوماسي.

وتدخل بن غفير لتصعيد الموقف فهدد نتنياهو منذ قليل :" آمل أن يفي نتنياهو بالالتزامات التي قطعها معي الأسبوع الماضي وهو يدرك جيدا ثمن عدم الوفاء بها" .

وكان الجميع بإنتظار رد حماس على الصفقة فجاء حاسمًا لمصلحة الشعب الفلسطيني كما كان متوقعًا؛ فقال مصدر قيادي في حماس للجزيرة النقاط التالية:-

1- "الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار الحرب"،

2- "معلوماتنا تؤكد أن نتنياهو شخصيا يعرقل الوصول إلى اتفاق لحسابات شخصية".

3 - "الكيان الصهيوني يسعى إلى إطار اتفاق لاسترداد أسراه دون ربط ذلك بإنهاء العدوان".

4- : "الكيان الصهيوني يسعى إلى إطار اتفاق لاسترداد أسراه دون ربط ذلك بإنهاء العدوان".

5- "الحركة لن توافق بأي حال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقف الحرب على غزة".

وحمّل المصدر القيادي بحماس العدو المسؤولية الكاملة بإصراره على دخول #رفح بدل وقف العدوان والانسحاب الشامل.

وقالت مصادر قيادية في المقاومة الفلسطينية للميادين: "المفاوضات تواجه عقبة كبيرة بسبب رفض الاحتلال الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل دائم".

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية: "إجتماع لمجلس الحرب عصر يوم غد الأحد".

الوضع في الكيان المؤقت خطير جدًا على الصعيد الداخلي نتيجة. تجاهل بن غفير وسموتريتش ونتنياهو نداءات أهالي الأسرى وقسم كبير من المستوطنين الذين يطالبون بإرجاع الأسرى أحياء ووقف الحرب؛ وهذا الثمن سيضمن إعادة أبنائهم أحياء.

لا أبالغ حين أقول بأن الوضع في فلسطين المحتلة على فوهة بركان؛ فاليمين المتطرف يُصرُّ على مواصلة العدوان بالرغم من عدم تحقيق أهدافه بعد مرور حوالي 7 أشهر على بدء العدوان؛ وشريحة واسعة من المستوطنين متضاَمنة مع أهالي الإسرى بضرورة إجراء صفقة تبادل في ظل وقف بالعدوان ؛ وموقف قادة المقاومة الحاسم بعدم إجراء أي صفقة بدون وقف إطلاق نار شامل.

فإننا سننتظر موعد إنتهاء جلسة مجلس الحرب وإصدار قراراته.

وإن غدًا لناظره قريب

05 أيار/مايو 2024

المصدر: موقع إضاءات الإخباري